جدول ترتيب الدوري المصري قبل مباريات اليوم الخميس    تشكيل برشلونة المتوقع أمام ألميريا في الدوري الإسباني    «حقوق الزقازيق» تعقد محاكمة صورية لقضايا القتل ( صور )    ارتفاع أسعار الذهب اليوم الخميس 16-5-2024 بالمصنعية    شقيقة ضحية «أوبر» تكشف القصة الكاملة ل حادث الاعتداء وترد على محامي المتهم (فيديو)    طلاب الإعدادية بشمال سيناء يؤدون امتحاني الجبر والكمبيوتر اليوم    مقبرة قرعونية السبب في لعنة الفندق والقصر.. أحداث الحلقة 8 من «البيت بيتي»    3 نصائح من الأرصاد لطقس اليوم.. تحذير من موجة حر شديد    أسعار اللحوم والدواجن اليوم 16 مايو    ترامب عن بايدن بعد تعليق المساعدات العسكرية لإسرائيل: متخلف عقليا    أجمل 5 هدايا في أعياد ميلاد الأطفال    فصائل عراقية تعلن استهداف مصفى حيفا النفطي بالمسيرات    استقرار أسعار العقود الآجلة للغاز الطبيعي في أمريكا    نجمة أراب أيدول برواس حسين تُعلن إصابتها بالسرطان    تراجع الوفيات بسبب جرعات المخدرات الزائدة لأول مرة في الولايات المتحدة منذ الجائحة    "في الخلاط" حضري أحلى جاتو    طريقة طهي الكبدة بطريقة صحيحة: الفن في التحضير    رضا عبد العال: «حسام حسن كان عاوز يفوز بكأس عاصمة مصر عشان يستبعد محمد صلاح»    4 شهداء جراء استهداف الاحتلال منزلًا لعائلة "الحلقاوي" وسط رفح الفلسطينية    رئيس تتارستان: 20 مليون مسلم داخل روسيا ولدينا خبرات فى تشييد الطائرات والسفن    فوائد تعلم القراءة السريعة    الانخفاض يسيطر.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الخميس 16 مايو بالمصانع والأسواق    أعطيت أمي هدية ثمينة هل تحق لي بعد وفاتها؟ أمين الفتوى بجيب    نشرة التوك شو| :تفاصيل تخفيض قيمة التصالح حال السداد الفوري وأسباب تراجع سعر الدولار في البنوك    قدم الآن.. خطوات التقديم في مسابقة وزارة التربية والتعليم لتعيين 18 ألف معلم (رابط مباشر)    ارتفاع حصيلة العدوان على مدينة طولكرم بالضفة الغربية إلى 3 شهداء    رسميا.. جدول امتحانات الثانوية العامة 2024 thanwya جميع الشعب مباشر الآن في محافظة القليوبية    تين هاج: لا نفكر في نهائي كأس الاتحاد ضد مانشستر سيتي    رئيس الترجي يستقبل بعثة الأهلي في مطار قرطاج    وزير الرياضة يطلب هذا الأمر من الجماهير بعد قرار العودة للمباريات    حظك اليوم برج العذراء الخميس 16-5-2024 مهنيا وعاطفيا    وزير النقل يكشف موعد افتتاح محطة قطارات الصعيد الجديدة- فيديو    طلعت فهمي: حكام العرب يحاولون تكرار نكبة فلسطين و"الطوفان" حطم أحلامهم    ماذا قال نجل الوزير السابق هشام عرفات في نعي والده؟    الرئيس السيسى يصل البحرين ويلتقى الملك حمد بن عيسى ويعقد لقاءات غدًا    4 سيارات لإخماد النيران.. حريق هائل يلتهم عدة محال داخل عقار في الدقهلية    بعد 40 يوما من دفنها، شقيقان وراء مقتل والدتهما بالدقهلية، والسر الزواج العرفي    طريقة عمل الدجاج المشوي بالفرن "زي المطاعم"    منها البتر والفشل الكلوي، 4 مضاعفات خطرة بسبب إهمال علاج مرض السكر    مباشر الآن.. جدول امتحانات الثانوية العامة 2024 thanwya في محافظة القليوبية    عاجل - الاحنلال يداهم عددا من محلات الصرافة بمختلف المدن والبلدات في الضفة الغربية    الدوري الفرنسي.. فوز صعب لباريس سان جيرمان.. وسقوط مارسيليا    «فوزي» يناشد أطباء الإسكندرية: عند الاستدعاء للنيابة يجب أن تكون بحضور محامي النقابة    قمة البحرين: وزير الخارجية البحرينى يبحث مع مبعوث الرئيس الروسى التعاون وجهود وقف إطلاق النار بغزة    أسما إبراهيم تعلن حصولها على الإقامة الذهبية من دولة الإمارات    كم متبقي على عيد الأضحى 2024؟    شريف عبد المنعم: مواجهة الترجي تحتاج لتركيز كبير.. والأهلي يعرف كيفية التحضير للنهائيات    رئيس تعليم الكبار يشارك لقاء "كونفينتيا 7 إطار مراكش" بجامعة المنصورة    قصور الثقافة تطلق عددا من الأنشطة الصيفية لأطفال الغربية    ماجدة خير الله : منى زكي وضعت نفسها في تحدي لتقديم شخصية أم كلثوم ومش هتنجح (فيديو)    هولندا تختار الأقصر لفعاليات احتفالات عيد ملكها    كامل الوزير يعلن موعد تشغيل القطار الكهربائي السريع    حسن شاكوش يقترب من المليون بمهرجان "عن جيلو"    سعر الزيت والسكر والسلع الأساسية بالأسواق اليوم الخميس 16 مايو 2024    وزير التعليم العالي ينعى الدكتور هشام عرفات    انطلاق معسكر أبو بكر الصديق التثقيفي بالإسكندرية للأئمة والواعظات    هل الحج بالتقسيط حلال؟.. «دار الإفتاء» توضح    حكم وشروط الأضحية.. الإفتاء توضح: لا بد أن تبلغ سن الذبح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



واشنطن أظهرت إعجابها بالإنجاز المصري في‏6‏ أكتوبر

في هذه الحلقة العاشرة من سلسلة مقالات السيد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية عن حرب أكتوبر المجيدة‏,‏ يتحدث الوزير عن تفاصيل محادثات إسماعيل فهمي مبعوث الرئيس السادات في واشنطن حول ضرورة الانسحاب الإسرائيلي من غرب القناة‏,‏ وكيف أن كلا من الرئيس الأمريكي نيكسون ووزير خارجيته كيسنجر أظهرا إعجابهما الشديد بالعمل العسكري والسياسي في‏6‏ أكتوبر‏..‏ وإلي المقال‏:‏
ونصل في هذه المرحلة إلي زيارة السيد‏/‏ إسماعيل فهمي‏,‏ مبعوث الرئيس السادات إلي واشنطن‏...‏ والذي أعلن عن تعيينه وزيرا للخارجية المصرية وهو متواجد في العاصمة الأمريكية وحيث كتبت في اليوميات سعت‏5431‏ من الثلاثاء‏03‏ أكتوبر أن‏:‏ إسماعيل فهمي سيعرض تصور مصر للخطوات المقبلة وتتمثل في المطالبة ب‏:‏
‏‏ انسحاب إسرائيل إلي خط‏22‏ أكتوبر‏.‏
‏‏ التصور المصري في فك الاشتباك‏,‏ الانسحاب من الغرب إلي شرق الممرات‏/‏ مسألة باب المندب‏/‏ الأسري‏].‏
‏‏ موعد إعلان عودة العلاقات الدبلوماسية المصرية الأمريكية‏.‏
‏‏ موعد البدء بتطهير قناة السويس‏.‏
‏‏ توقيت عقد مؤتمر السلام وكافة عناصره‏.‏ والمرحلة التي يعقد خلالها‏...‏ وعلاقة ذلك بالانسحاب الإسرائيلي من غرب القناة‏...‏ وتقديري أن إسرائيل سترفض قطعا هذا الطرح‏.‏
‏‏ الانسحاب النهائي وأهمية إتمامه في مرحلة واحدة وليس علي مراحل متدرجة‏.‏
‏‏ إنهاء حالة الحرب مع الانسحاب الكامل ومرور سفن إسرائيل بالقناة‏.‏
‏‏ وضعية شرم الشيخ وهل تتواجد بها قوات دولية من عدمه‏.‏
‏‏ النظر في فكرة اقتراح وجود شخصيتين سياسيتين من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي لمراقبة وقف إطلاق النار‏.‏
وأضفت أخيرا في هذه الفقرات المسجلة ليوم الثلاثاء‏03‏ أكتوبر‏...‏ أن مفاوضات إسماعيل فهمي ستكون صعبة وطويلة‏...‏
وأتذكر أثناء المشاركة في العشاء التقليدي اليومي مع السيد‏/‏ حافظ إسماعيل وبوجود أحمد ماهر السيد قولي أمامه وفي معرض تقييم الحرب وطبقا لليوميات يوم‏03‏ أكتوبر‏:‏
‏‏ أن مصر قد حققت الهدف من الحرب إذ فرضت القوة المصرية المسلحة التي لم تدمر خلال الصراع الدموي‏,‏ بل والتي ظلت قادرة علي العمل النشط حتمية التحرك السياسي الذي نشهده حاليا‏.‏
‏‏ كما أن هذه القوة المسلحة حققت ضرب فكرة الأمن الإسرائيلي بإغلاقها باب المندب وبذا فلا قيمة لسيطرة إسرائيل علي مضيق تيران‏.‏
‏‏ أن المؤشرات‏...‏ توضح أنه ينبغي لنا أن ننجح بالتالي في تحقيق الانسحاب الإسرائيلي الكامل في خلال شهور قليلة في مقابل تنازلات لإسرائيل في مسائل المرور بقناة السويس وإنهاء حالة الحرب وضمان حدود مصر وإسرائيل حسب القانون الدولي‏.‏
وننتقل الآن إلي نتائج زيارة الوزير إسماعيل فهمي إلي واشنطن وحيث سجلت في يومياتي المعلومات الأولية التي ضمنها برقيته الأولي إلي الرئيس السادات‏...‏ ووزعت علي حافظ إسماعيل بصفته المستشار للأمن القومي‏...‏ وتضمنت اليوميات سعت‏5132‏ من مساء الثلاثاء‏03‏ أكتوبر أن كسنجر أوضح في لقائه بالوزير المصري‏,‏ اهتمامه بمسألة الجيش الثالث وأنه سيتناول هذا الموضوع في لقائه مساء نفس اليوم مع الرئيس نيكسون للنظر في تبني موقف أمريكي حازم بشأنه‏,‏ ثم تطرق كسنجر إلي موضوع الحظر البترول العربي وأن هذا الحظر يضعف من قدرة الإدارة الأمريكية في الداخل وبالتالي يجعل من الصعب عليها الضغط علي إسرائيل‏...‏ مضيفا اقتناعه بأنه ليس في صالح أي من الأطراف استسلام الجيش الثالث‏...‏ وأضفت بقولي هنا‏...‏ وكأنهم يصدقون بأن بإمكان إسرائيل القضاء علي هذه الوحدات المصرية التي صقلت في معركة نيران غير مسبوقة‏...‏ أو وكأن الاحتياطيات المصرية الهائلة التي بدأت تنتشر حول الجيب سوف تتركهم يعملون ضد الجيش الثالث دون عقاب مماثل لقوات الجيب‏...‏ وكتبت أيضا في هذه الفقرة أن الوزير إسماعيل فهمي بادي التفاؤل وأنه سيحصل علي رؤية الرئيس نيكسون في مساء يوم‏03‏ أكتوبر‏...‏ وإن كنت قد أضفت معلومة ذات أهمية بأن تقرير هيئة المعلومات يوضح أن تعيينات الجيش لا تكفيه حاليا لأكثر من‏63‏ ساعة‏...‏ ولعل ذلك يفسر الحديث للقائد العام أحمد إسماعيل علي‏...‏ وكذلك حافظ إسماعيل‏...‏ وأخيرا الرئيس السادات عندما تحدثوا جميعا للجانبين الأمريكي والسوفيتي وللمسئولين المصريين بأن الجيش سيسعي لفتح طريق إلي الجيش الثالث عنوة ومن خلال معركة كبيرة‏.‏
ثم عدت للكتابة والتسجيل سعت‏0502‏ من الأربعاء‏13‏ أكتوبر بأننا نقترب من النجاح في تسوية موضوع الجيش الثالث وأن ذلك سيتحقق من خلال‏,‏ إما التوصل إلي تسوية دائمة بإمداده يوميا بالتعيينات والمياه وليس بأي أسلحة أو ذخيرة‏...‏ علما بأنه كان لديه منها الكثير‏...‏ أو بتأمين انسحاب إسرائيل إلي خط جديد يسمح لقوات الجيش الثالث بالاتصال الأرضي مع قواته في غرب القناة وجنوب الجيب الإسرائيلي‏.‏ وكانت تعليمات الرئيس السادات الصادرة إلي وزير الخارجية في واشنطن تؤكد عليه أيضا أن يطرح بالكامل الأفكار المصرية في فض الاشتباك مثلما ذكر سابقا‏...‏ إلا أن الرئيس أكد أيضا عدم الموافقة علي تبادل الأسري إلا في مقابل الانسحاب إلي خط‏22‏ أكتوبر‏...‏ وهي نفس الأفكار التي تحدث بها اللواء الجمسي مع ياريف في الكيلو‏.101‏ وأخذت برقيات وزير الخارجية تتوالي‏...‏ وأخذت أسجل كل ما أقرأه بإيجاز شديد‏...‏ وجاء في فقرات اليوميات سعت‏008‏ من يوم الجمعة‏2‏ نوفمبر‏...‏ اقتناعي بأن برقيات وزير الخارجية تعكس التفاؤل بشكل يفرض أهمية الحذر‏...‏ وحيث تضمنت قول إسماعيل فهمي في برقيته المرفوعة للرئيس أن نيكسون سيرغم إسرائيل علي تنفيذ طرح مصر في فض الاشتباك من خلال تأكيد وقف إطلاق النار‏/‏ تسكين قوات حفظ السلام الدولية‏/‏ الانسحاب الإسرائيلي إلي خط‏22‏ أكتوبر‏/‏ فتح طريق للجيش الثالث مع عدم دخول معدات عسكرية‏.‏ كما قال نيكسون للوزير فهمي أثناء المقابلة بينهما أن الطرح أو المشروع المصري يعتبر بناء في حين اعتبره كسنجر معقول‏.‏ وفي هذا السياق‏...‏ فان من الضروري الإشارة إلي فقره بالغة الأهمية في سياق أحاديث الوزير إسماعيل فهمي والتي سجلتها من جانبي بالكثير من الاهتمام‏...‏ وهي طلب وزيرنا من الجانب الأمريكي تعهد كتابي بأن إسرائيل لن تقوم أو تبادر بعمليات عسكرية بقواتها في الجيب الإسرائيلي بغرب القناة‏.‏ وقد تضايقت بشدة من هذا المطلب حيث تصورت أن الجانب الأمريكي وإذا قدم لنا هذا التعهد‏...‏ فسوف يطلب في المقابل تعهد مصري مماثل‏...‏ وهو ما لا يمكن لنا تقديمه وأراضينا محتلة‏.‏ كما أن طلبه منا‏...‏ ورفضنا له سوف يكشف نوايا مصرية لا يجب الكشف عنها في حينه علما بأن الكثيرين في القوات المسلحة كانوا يعملون للإعداد لضربة جديدة‏...‏ إما لفتح الطريق لوحدات الجيش الثالث بالقوة والسعي لغلق الطريق أمام انسحاب الجيب الإسرائيلي عن طريق الوصول إلي المعابر الإسرائيلية علي القناة‏.‏ وتقديري الآن وبعد استرجاع هذه المسألة‏,‏ أن الأغلب أن الوزير فهمي قرر أهمية تحقيق الاستقرار في الجبهة وبما يؤمن عدم محاولة أي من الطرفين هز الموقف أثناء مرحلة التفاوض الحساس الجارية في حينه‏...‏ كما لعله رأي أهمية اختبار حقيقة ومصداقية النوايا الأمريكية تجاهنا‏.‏ وعلي أي الأحوال فقد حصل الوزير فهمي علي هذا التأكيد الكتابي وعاد به إلي القاهرة وكتبت في حينه وبعد الاطلاع عليه أن صياغة التعهد سخيفة وتتسم بالميوعة‏...‏ وقد وقعها كسنجر بالحروف الأولي‏.‏
وأخذ الوزير إسماعيل فهمي يسرد عناصر مقابلتيه مع كل من نيكسون و كسنجر حيث أوضحا بجلاء إعجابهما بالعمل العسكري والسياسي المصري وأن الولايات المتحدة ستوفد شخصية أمريكية مرموقة للعمل كنقطة اتصال بالقاهرة‏.‏ كما أكدا له أن أمريكا هي القادرة علي تحقيق الأهداف المصرية في الوصول إلي سلام عربي‏/‏ إسرائيلي‏...‏ وإن لم يفتهما التحدث أيضا في مسألة الحظر البترولي وضرورة رفعه وإنهائه‏.‏ وأخذت الإيماءات والإيحاءات من نيكسون و كسنجر تتكرر في ضرورة أن يتحدث الطرفان المصري والأمريكي بشكل مباشر وبدون وسطاء‏...‏ وكأنهما يشيران إلي إبعاد السوفيت‏...‏ وكتبت في ذات الفقرة أن من الخطورة بمكان إخراج السوفيت من الموضوع وإلا إنفرد بنا الأمريكيون واستمرت مقابلات إسماعيل فهمي مع كسنجر‏,‏ وكتبت خلاصة ما قرأت وذلك سعت‏5132‏ من الجمعة‏2‏ نوفمبر‏...‏ أن كسنجر يعاود المناورة وربما التراجع عما التزم به معنا‏...‏ إذ أبلغ وزير الخارجية أنه يحتاج للمزيد من الوقت لإقناع الجانب الإسرائيلي بقبول الأطروحات المصرية من حيث فض الاشتباك‏...‏ ثم عاد في اليوم التالي السبت‏3‏ نوفمبر لكي يكرر نفس الموقف وحاجته لإقناع جولدا مائير الموجودة في واشنطن بقبول المطروح مصريا‏...‏ وسجلت سعت‏0322‏ من هذا السبت أنه ربما يسعي كسنجر لتعطيل أي اتفاق يمكن التوصل إليه في واشنطن مع إسماعيل فهمي‏...‏ والانتظار لحين زيارة الوزير الأمريكي لمصر والمنطقة يوم‏7‏ نوفمبر وبحيث يحقق شيئا كبيرا عندئذ‏...‏ ثم عدت أكتب سعت‏008‏ من الاثنين‏5‏ نوفمبر أن كسنجر أستمر في مناوراته ومراوغاته مع وزير خارجيتنا‏...‏ وأنه أي كسنجر يحتاج للمزيد من الوقت لتحقيق العودة إلي خط‏22‏ أكتوبر وربما يبلغنا بنتيجة جهوده أثناء زيارته للقاهرة‏...‏ كما أنه يبحث أيضا في وسائل بديلة للتغلب علي موضوع خطوط‏22‏ أكتوبر‏.‏ ثم أشار كسنجر في هذه المقابلة الأخيرة له مع إسماعيل فهمي قبل مغادرة الأخير من واشنطن لكي يكون في استقبال الأمريكي بالقاهرة‏...‏ عما إذا كان من الممكن النظر في الدخول إلي مؤتمر السلام فورا ودون النظر إلي مسألة خط‏22‏ أكتوبر مضيفا أنه ينوي أن يتحدث أثناء زيارته للقاهرة مع الرئيس حول الطرح المصري لفض الاشتباك‏...‏ وأضاف كسنجر أخيرا أنه يحتاج لشهرين علي الأقل لكي ينجح في إقناع الكونجرس والرأي العام الأمريكي بالسياسات والمناهج الأمريكية الجديدة في التعامل مع أزمة الشرق الأوسط‏...‏ ثم أنه ينوي بعد ذلك التقدم بمشروع أمريكي للسلام‏.,‏ لقد قرأت في الفترة الأخيرة‏...‏ وللمرة الثانية مذكرات الوزير إسماعيل فهمي التي سجلها في كتابه التفاوض من أجل السلام في الشرق الأوسط‏...‏ وأنصح كل صاحب اهتمام بهذه الحقبة أن يستعيد قراءتها لأنها تكشف وبشكل تفصيلي ما جاء في هذه الشهادة لي‏...‏ مع بعض الاختلافات خاصة وأني أري جدوي عدم التطرق من جانبي إلي تفاصيل كثيرة قد تكون غير ذي صلة بالموضوع المثار هنا ويمكن أن تؤدي إلي فقدان القارئ متابعته لجوهر الأمور‏].‏
وأعود الآن إلي تناول المحور الثالث للتحرك المصري‏...‏ وأقصد به موضوع الإعداد للمفاوضات مع إسرائيل وعقد المؤتمر الدولي للسلام تحت الإشراف المناسب طبقا للقرار‏833‏ الصادر عن مجلس الأمن يوم‏22‏ أكتوبر‏.‏ وكان الرئيس السادات قد طلب من الجانب السوفيتي إيفاد شخصية سوفيتية عالية المستوي لمناقشة الأمر معنا‏...‏ وقد وصل بالتالي فاسيلي كوزنتسوف نائب وزير الخارجية السوفيتية للتحدث معنا في الموقف‏.‏
وكان اعتقادي عندئذ‏...‏ ومثلما كتب السيد حافظ إسماعيل في كتابه أمن مصر القومي‏,‏ أنه كان من الأوفق أن يبعث السوفيت بوزير الخارجية العتيد جروميكو وحتي يكون لديه القدرة علي اتخاذ القرار والتواجد علي قدم المساواة مع كسنجر الذي كان قد أعلن أيضا عندئذ عن حضوره للقاهرة‏.‏
ولاشك أن من يعرف المسئولين السوفيت من رجال الصف الثاني فسوف يصل إلي الخلاصة أنهم ورغم حرفيتهم العالية وقدرتهم علي فهم المسائل بدقة‏...‏ إلا أن النظام السوفيتي عندئذ لم يكن يتيح لأي منهم أي حرية حركة أو اتخاذ قرار‏.‏ وعلي أي الأحوال جرت محادثات كوزنتسوف مع الرئيس السادات‏...‏ ومع حافظ إسماعيل وبهدف الاتفاق علي مجموعة من التفاهمات والعناصر المتعلقة بالإعداد لمؤتمر السلام الذي استقر الأمر عندئذ علي عقده في جنيف‏.‏
وكان التشاور المصري السوفيتي يؤشر إلي استمرار تمسك الرئيس السادات بعدم عقد مؤتمر السلام طالما لم تحل مسألة خطوط‏22‏ أكتوبر‏...‏ إلا أن الرئيس السادات قرر أثناء مشاوراته مع كوزنتسوف القبول أو الاستعداد للقبول بالبدء في تحضيرات عقد مؤتمر السلام لحين إمكان إقناع إسرائيل بالانسحاب إلي خط‏22‏ أكتوبر ثم يبدأ المؤتمر فورا‏...‏ كما أوضحت تعليقات مستشار الأمن القومي المصري مع كوزنتسوف أن مصر لن تتمسك كثيرا بموضوع التواجد في باب المندب‏...‏ وأخيرا انتهز كل من الرئيس السادات وحافظ إسماعيل زيارة كوزنتسوف للتأكيد علي أهمية استمرار الإمداد العسكري لمصر‏...‏ ثم أستقبل الرئيس السفير السوفيتي يوم‏5‏ نوفمبر وحيث طلب إمداد مصر بشكل عاجل بمقاتلات ميج‏.12‏ كما طلب كميات كبيرة من القواذف المضادة للدبابات المالوتكا ودبابات‏T26‏ وصواريخ كتف مضادة للطائرات‏,‏ ستريلا‏]...‏ وسلم السفير السوفيتي الرئيس السادات في نفس المقابلة رسالة من برجنيف سكرتير عام الحزب الشيوعي السوفيتي يحيي فيها بطولة الجيش المصري وأن هذا الجيش قام بمعجزة مستخدما أسلحة متطورة وحديثة للغاية‏...‏ وكتبت في اليوميات في نفس اليوم تعقيبا علي الرسالة‏...‏ وكأن السوفيت لا يصدقون أنفسهم رغم موقفهم السابق من رفض العمل العسكري ضد إسرائيل‏.‏ ومضت رسالة برجنيف تحذر مصر من كسنجر وما سماه السوفيت ألاعيبه مع وصفه بأنه خادم الامبريالية وضرورة ألا تخدع مصر بما يقول‏...‏
وتضمنت اليوميات في نهاية يوم الاثنين‏5‏ نوفمبر سعت‏...0332‏ أن الرئيس يتحدث مع الكثير من ضيوفه من العرب بأن جيش إسرائيل في غرب القناة في مصيدة كبيرة وأننا يمكننا أن نضربه‏...‏ ولكننا نحاول أن نوازن بين فائدة ضرب الجيش الإسرائيلي أو استمرار التمسك بوقف إطلاق النار ولتحقيق الهدف سياسيا ودون فقدان دماء شباب مصر‏.‏
وأجد من الضروري ونحن نقترب من التعامل مع زيارة كسنجر للقاهرة وآثارها الهامة التي كنا جميعا نتوقعها‏...‏ أن أتطرق إلي ما جاء في كتاب حافظ إسماعيل حول السوفيت والأمريكيين وعلاقات مصر وموقفها بينهما‏...‏ وحيث قال مستشار الأمن القومي المصري أن الرئيس السادات استمر يمارس الضغط علي السوفيت من أجل استكمال تسليح قواتنا‏_‏ مثلما جاء ذكر ذلك في مقابلته مع السفير السوفيتي‏_‏ وحتي نكون في وضع يمكننا من فتح طريقنا عنوة إلي قواتنا في شرق السويس فيما لو فشلت جهودنا السياسية‏...‏ ولهذا لم يعد الرئيس يخفي ضيقه بموقف السوفيت‏,‏ عندما لم تبلغ استجابتهم لمطالبنا مستوي تطلعاتنا‏.‏ ويصل حافظ إسماعيل بالتالي إلي تقييم نهائي للتصرفات السوفيتية معنا بقوله أن السوفيت أسهموا‏...‏ مرة أخري في أن تفلت من بين أيديهم المبادرة‏...‏ فتنتقل إلي الأمريكيين الذين كانوا علي استعداد للاستجابة للاحتياج المصري المباشر بفتح طرق الإمداد إلي شرق السويس وإن استبعدوا إعادة القوات الإسرائيلية إلي خط‏22‏ أكتوبر وبذلك تأكد دور الولايات المتحدة وأصبحت وحدها المعنية بتحقيق التقدم بممارسة ضغطها علي إسرائيل ولم تدع الولايات المتحدة المبادرة تفلت بعد ذلك من يدها‏...‏ حتي نهاية الطريق‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.