أكد الرئيس حسنى مبارك أن تحقيق السلام والاستقرار فى القارة السمراء يعد شرطاً أساسياً للنهوض بعملية التنمية الإقتصادية والإجتماعية الرامية إلى رفع مستوى معيشة الشعوب الإفريقية. وحذر فى الوقت نفسه من أن استمرار الاضطرابات وعدم الاستقرار في بعض الدول الإفريقية يمثل أحد أهم معوقات بناء إطار متماسك وقوي لتحقيق التنمية المستدامة في دول القارة. وأعرب الرئيس مبارك عن استعداد مصر لتقديم كل الدعم الفني لأعضاء تجمع الكوميسا في جميع مجالات التنمية, وأنها لن تبخل عن مد يد العون للدول الإفريقية لدعم خطط التنمية البشرية والاقتصادية في دول القارة بناء علي احتياجات وأولويات كل دولة. جاء ذلك أمس في كلمة الرئيس مبارك التي وجهها للقمة الرابعة عشرة للكوميسا, والتي عقدت بمملكة سوازيلاند بمشاركة عدد من قادة ورؤساء حكومات19 دولة إفريقية وألقاها نيابة عنه في الجلسة الرئيسية المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة. ودعا قادة الدول الإفريقية وشعوبها إلي تنسيق المواقف والسياسات لتعزيز التكامل الإقليمي وتعميق هذا التكامل مع الاقتصاد العالمي, مؤكدا أن سعي دول القارة نحو التطور الاقتصادي وتحقيق الرخاء يرتبط ارتباطا كاملا بقدرة شعوبها علي تنسيق سياستهم إزاء التحديات والقضايا الإقليمية والدولية, مشيرا إلي أن تجمع الكوميسا يلعب دورا مهما في تحقيق التكامل الإقليمي في القارة الإفريقية. وأكد مبارك في كلمته أن مصر علي اقتناع تام بالمستقبل المشترك للشعوب والأمم الإفريقية وأن التكامل الإقليمي الإفريقي يمثل حجر الأساس للوحدة الإفريقية, ولذلك فإن مصر حريصة علي تقديم كل قدراتها وخبراتها في شتي المجالات لتحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية المشتركة لدول القارة. وأشار الرئيس مبارك إلي أن اتخاذ قضية تسخير البحث العلمي والتكنولوجيا لتحقيق التنمية في القارة الإفريقية محور رئيسي لقمة الكوميسا يعكس أهمية العلم والتكنولوجيا في تسريع خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية, ودعا إلي تكثيف التعاون في العمل بشكل إيجابي لاستخدام التكنولوجيا المتطورة لتحديث وتطوير اقتصادات الدول الإفريقية. وأكد مبارك في كلمته أن مصر تجدد التزامها بأهمية التكامل الإفريقي خاصة في المجال الاقتصادي, مشيرا في هذا الصدد إلي أن تجارة مصر مع الدول الأعضاء في تجمع الكوميسا حققت طفرة خلال السنوات الأخيرة, كما تضاعف حجم الاستثمارات المصرية في منطقة الكوميسا. وقال إن علاقتنا الاقتصادية بدول الكوميسا تجارة واستثمار لم تتأثر بالأزمة الاقتصادية العالمية, مما يؤكد أهمية الكوميسا بالنسبة لمصر, ولذلك فإن مصر تشارك بفاعلية لدعم جميع برامج ومشاريع الكوميسا بهدف تبادل الخبرات والمنافع من أجل ضمان الاستخدام الأمثل للقارات والطاقات الاقتصادية في دول القارة وزيادة التجارة والاستثمارات المشتركة وتطوير البنية التحتية ورفع مستوي الكوادر البشرية. وأكد مبارك أن مصر ملتزمة بتقديم دعمها الكامل لإنشاء منطقة تجارة ثلاثية إفريقية موحدة من خلال دمج تجمع الكوميسا( السوق المشتركة الإفريقية الجنوبية الشرقية) ومجتمع التنمية الجنوبي الإفريقي( سادك) والتجمع الإفريقي الشرقي, مطالبا بضرورة بدء العمل لضمان المواءمة بين التجمعات الاقتصادية الثلاث فنيا وعلي مستوي الإجراءات. وفي نهاية كلمته وجه الرئيس مبارك الشكر لملك سوازيلاند مسواتي الثالث علي استضافة بلاده للقمة, كما وجه الشكر للرئيس روبرت موجابي رئيس زيمبابوي علي جهوده خلال رئاسته للدورة السابقة(13) للكوميسا. وستصدر القمة بيانا ختاميا حول خطة متوسطة الأجل لتحقيق التكامل بين دول التجمع في الجلسة الختامية اليوم الأربعاء.//////////// رشيد: نستهدف مضاعفة صادراتنا لدول الكوميسا أعلن المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة في تصريحات صحفية عقب القائه كلمة مبارك في الجلسة الرئيسية لقمة الكوميسا بالقصر الملكي بسوازيلاند أن مصر حريصة علي تعميق علاقاتها الاقتصادية مع دول الكوميسا وأنها تشجع كل ماهو من شأنه أن يزيد من وتيرة التكامل الاقتصادي مع دول التجمع حيث يحقق هذا التكامل مصالح مشتركة لجميع الدول, مشيرا في هذا الصدد الي أن مصر تستهدف في المرحلة المقبلة مضاعفة صادراتها لدول الكوميسا خاصة أن الصادرات المصرية زادت بنسبة أكثر من150% لدول الكوميسا.