إيران.... كوريا الشمالية.... اسلحة دمار شامل.... تهديد نووي.... ضربة عسكرية.... اسرائيل.... الوكالة الدولية للطاقة الذرية.... الولاياتالمتحدة.... عقوبات احادية الجانب.... الصين.... روسيا!!!!! الأن لا يمر يوم دون ان نقرأ خبرا عن نشاط ايران النووي المرفوض من جانب الدول الغربية وخاصة اسرائيل او عن تمرد كوريا الشمالية علي المجتمع الدولي والتهديدات النووية لكليهما. و رغبة اسرائيل في توجية ضربة عسكرية لايران او اتفاقيات بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبعض الدول( الصين) من اجل ردع دول اخري( كوريا الشمالية) وعقوبات لا تنتهي من جانب القطب الاوحد الولاياتالمتحدة علي كل من لا يروق للادارة الامريكية وكل ذلك يوميا حتي اصبح مسلسلا اصاب الجميع بالملل اكثر من مسلسلات رمضان. عندما اعلنت طهران تدشين محطة بوشهر النووية في نهاية شهر اغسطس رأي كثير من المحللين ان هذه الخطوة سوف تساعد في طمأنة الغرب ولو قليلا علي اعتبار ان روسيا هي التي سوف تقوم بتوريد الوقود النووي لايران وبذلك لا تكون طهران بحاجة الي تخصيب اليورانيوم علي أراضيها. وتبارك الادارة الامريكية الاتفاق الروسي الايراني والذي لا يتعارض مع الجهود التي يبذلها الغرب لتزويد ايران بالوقود النووي دون الحاجة الي تخصيب اليورانيوم علي اراضيها. وهو ما صرح به المتحدث باسم الخارجية الامريكية بان تشييد محطة بوشهر النووية مشروعا نوويا مدنيا وليس لة علاقة بالنشاط الايراني في مجال تخصيب اليورانيوم. ويتضح من تلك التصريحات الدبلوماسية ان هناك حالة رضا من جانب الادارة الامريكية عن هذه الخطوة ولكن!!! خرج في نفس الوقت سفير الولاياتالمتحدة السابق في الاممالمتحدة جون بولتون ليصرح تصريحا خطيرا بان امام اسرائيل,(8 ايام فقط) اي قبل يوم21 اغسطس موعد تشغيل محطة بوشهر النووية لتوجية ضربة عسكرية لطهران والا فات الاوان لضرب هذا المفاعل نظرا لان ذلك سيسبب تلوثا اشعاعيا. ومن هنا انطلقت التقارير التي تفيد قرب قيام اسرائيل بتوجية ضربة جوية لطهران ليس فقط لضرب محطة بوشهر ولكن لضرب جميع المنشآت النووية الايرانية, ومما يعزز هذه التقارير نشر روسيا صواريخ من طراز( اس300) المضادة للطائرات في ابخازيا مما يجعل الممر الجوي للطائرات الاسرائيلية نحو ايران مغلقا. وفي هذا السياق يري المحللون عدم قدرة إسرائيل علي توجية ضربة للمشروع النووي الإيراني ويرجع ذلك إلي حقيقة انتشار المنشآت النووية الإيرانية علي مساحة شاسعة بحيث تم توزيعها في مختلف أرجاء إيران بالإضافة إلي حرص الإيرانيين علي إقامة منشآتهم النووية في عمق الأرض الأمر الذي يقلص من قدرة سلاح الجو الإسرائيلي علي قصف هذه المنشآت بالإضافة إلي حاجة إسرائيل إلي إمكانيات لوجستية هائلة من أجل تحقيق إصابات كبيرة في المشروع النووي الإيراني. ومن الواضح ان نجاح إسرائيل في ضرب المنشآت النووية الإيرانية لن يكون ممكنا إلا في حال إذا تعاونت دول الجوار العربي ومعهم تركيا في فتح المجال الجوي للطيران الاسرائيلي, ومع ذلك كيف تضمن اسرائيل ألا تنجح القوات الإيرانية في مفاجأة الطيران الإسرائيلي وإسقاط عدد كبير من الطائرات مما يعني عمليا تحويل العملية إلي عملية فاشلة حتي لو أدت إلي تدمير عدد من المنشآت. هناك ايضا بعض العوامل يجب ان تضعها اسرائيل في الحسبان عند مهاجمة ايران حيث إنة سيكون في حكم المؤكد أن الإيرانيين سيردون بشكل كبير مما قد يؤدي إلي تهديد المنطقة والعالم بشكل اكبر مما هو علية الان. ولا يجهل علي احد أن توجية ضربة لإيران يعني المخاطرة بأن تقوم إيران بالرد بشكل قد يؤدي إلي تدخل الولاياتالمتحدة وبالتالي هي فرصة عظيمة لروسيا من اجل محاولة اثبات وجودها مرة اخري كقطب مناهض للولايات المتحدة ومحاولة القضاء علي فكرة القطب الاوحد في العالم الذي يتحكم في مقاليد الامور علي الساحة الدولية والعالمية وكذلك مخاوف أوباما من أن يقوم الإيرانيون بتوجية ضربات موجعة للوجود الأمريكي في كل من العراق وإيران والخليج بشكل يمثل تهديدا هائلا للمصالح الأمريكية وقد يضطر واشنطن للتدخل في الحرب ضد إيران ولعل ذلك أهم الأسباب التي تدعو الإدارة الأمريكية إلي ثني إسرائيل عن شن عملية عسكرية ضد إيران وهو سيناريو الرعب الذي تتجنبة إدارة أوباما التي تدرك أنها لم تنتخب من أجل شن مزيد من الحروب بل لتدارك أخطاء الإدارة السابقة التي أدت الحروب التي شنتها فقط إلي تدهور مكانة واشنطن. وتدرك واشنطن تمام أن ضرب إيران لة نتائج وخيمة علي أمريكا فهناك18 مليون برميل بترول تمر في مضيق هرمز يوميا هي في متناول يد إيران لتشعلها وتشعل المضيق لأنها في حالة حرب وتدافع عن نفسها وهناك100 ألف جندي أمريكي في كل من أفغانستان والعراق هم بالضرورة في متناول يد إيران أو الميليشيات التابعة لها في العراق بالذات وهناك ما هو أهم وهو أن حزب اللة يمتلك40 ألف صاروخ يمكن أن يحرق بهم نصف إسرائيل وهو أمر لا تستطيع أمريكا أو الغرب تحمله في نفس الوقت حذر العميد احمد وحيدي وزير الدفاع الايراني اسرائيل من مجرد التفكير في مهاجمة محطة بوشهر النووية وصرح بأنه في حالة شن تلك الضربة سنخسر محطة نووية وفي المقابل سيكون وجود الكيان الصهيوني في خطر. ورغم تلك التقارير الا ان مندوب ايران في في الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية اعتبر توجية ضربة عسكرية من جانب اسرائيل لمحطة بوشهر النووية ما هي الا مجرد ادعاءات تأتي في اطار الحرب النفسية والاعلامية التي يقودها الغرب ضد طهران ومع ذلك ففي حالة حدوث ذلك سيكون رد طهران قاسيا وحازما كما انة استبعد قيام اسرائيل بذلك. واثناء هذه الاحداث اعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد عن سن قانون جديد يتم بموجبة تقليص حجم التعاون الايراني مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ويحدد القانون الجديد عمل السلطات الايرانية مع الوكالة الدولية وفق التوجهات المعمول بها في اتفاقيةحظر انتشار السلاح النووي فقط كما يدعو القانون الي التزام الحكومة الايرانية بتخصيب اليورانيوم حتي مستوي20%. وذلك في الوقت التي قامت فية الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتوقيع اتفاقية مع الصين لتعزيز الأمن النووي في المنطقة وذلك خلال أول زيارة قام بها مديرها العام يوكيا امانو إلي بكين. فالصين تحولت الي قوة عسكرية كبري في اسيا مع توسع قدراتها العسكرية والصاروخية بالاضافة الي انها اقرب حلفاء كوريا الشمالية لذلك يري المحللون ان هذه الاتفاقية بمثابة اجراء امني نووي وقائي ضد تهديداتها النووية والتي يثير برنامجها النووي شكوك الكثيرين كما هو الحال بالنسبة للبرنامج النووي الايراني وذلك بعد فشل جميع المفاوضات معها وخاصة المفاوضات السداسية التي تم المحاولة خلالها اقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن اسلحتها النووية دون جدوي واصبحت في الفترة الاخيرة تمثل صداعا مزمنا للادارة الامريكية التي فشلت فشلا ذريعا في هذا الملف وخلال الفترة المقبلة سيظل العالم علي صفيح ساخن وفي حالة ترقب لما ستسفر عنة الايام القادمة من سيناريوهات قائمة سواء بتوجية ضربة عسكرية لطهران او احتواء كوريا الشمالية او الرضوخ للواقع وقبول ايران كبلد نووي وهناك في إسرائيل من دعا إلي التسليم بقدرة إيران علي التحول إلي دولة نووية والبحث عن بدائل أخري لضمان أمنها مع العلم بأن عدم ضرب إيران يعني استمرار زيادة قوتها وضياع الهيمنة الأمريكية واحتمال امتلاك إيران لقنبلة نووية وهي أمور أصعب من أن تحتملها الولاياتالمتحدةالأمريكية واسرائيل. ويري بعض الساسة الاسرائيليين أن علي إسرائيل أن تستعد للتسليم بقدرة إيران علي إنتاج سلاح نووي في القريب العاجل مشددين علي أن كل المؤشرات تؤكد أن إسرائيل ليس بوسعها الحيلولة دون ذلك. لكن أكثر ما يثير مخاوف اسرائيل هو إمكانية تبلور تحالف بين كل من إيران وسوريا وتركيا فهذا السيناريو في نظرهم سيناريو رعب يهدد وجود الكيان الصهيوني في المنطقة لانهم سيصبحوا بين شقي الرحي او بين المطرقة والسندان.