عقد علي مدي أربعة أيام بالمجلس الأعلي للثقافة ندوة بعنوان السان سيمونية في مصر.. مسارات التحديث. القي كلمة الافتتاح د.عماد أبوغازي أمين عام المجلس, وكلمة المشاركين قدمها فيليب رينيه أشار فيها الي أن الفكرة ستدور حول الإمساك في هذه الاحتفالية المصرية الكبيرة بالتوصل لكشف حساب عن الأبحاث السان سيمونية. خصوصا من الزاوية الشرقية أمس واليوم. وقد أصدرت الندوة عدة توصيات من أهمها ضرورة أن يكون هناك مؤتمر آخر يعقد بالجزائر لمتابعة الأعمال التي نوقشت بالقاهرة وأن يكون مؤتمر الجزائر امتدادا لمؤتمر القاهرة لمناقشة ودراسة أعمال السان سيمونية في الجزائر. وطالب المنتدي بأن تقوم جمعية الدراسات السان سيمونية بباريس بتزويد مكتبة الاسكندرية بأرشيف خاص عن وثائق السان سيمونية في مصر, وأن تقوم الجمعية الخاصة بوثائق حفرة قناة السويس بتزويد دار الوثائق بمصر بهذه الوثائق في إطار التعاون المتبادل بينهما, ويتولي المجلس الأعلي للثقافة بمصر طبع الأعمال والدراسات الخاصة بالسان سيمونيه في مصر بهدف تعريف المصريين بثقافة وتراث السان سيمونيه. ودارت مناقشات الندوة عبر مجموعة من الجلسات البحثية حول العديد من الأبحاث والدراسات المقدمة من بينها.. أبحاث عن عصر السان سيمونيين في مصر.. تأملات في النتائج والمقترحات دراسة فيليب رينيه, وقدمت د.مهجة مصطفي جامعة حلوان أعمال السان سيمونيين وتأثيرهم علي فكر الطهطاوي وسان سيمون وتكوين المدرسة العلمية لعلم الاجتماع في مصر دراسة د. أحمد زايد جامعة القاهرة وقدم د.محمد حافظ دياب, السان سيمونيين في الشرق.. التجربة المصرية نموذجا ودراسة د.مصطفي لبيب بعنوان السان سيمونية جسر بين ثقافتين الفرنسية والعربية. وقدم د.أحمد درويش جامعة القاهرة دراسة بعنوان السان سيمونيه في كتب الرحالة الفرنسيين الي مصر وقدم الباحث جورج شتاوت دراسة بعنوان العولمة المبكرة.. مصر والسان سيمونيه وبحث د. أحمد يوسف بعنوان بعض اسرار العلاقات بين السان سيمونية وفرديناند ديليسبس, حول الملكية الفكرية لمشروع قناة السويس, وغيرها من الأبحاث والدراسات المتعلقة بثقافة السان سيمونية. وفي ورقتها البحثية تقول د.مهجة مصطفي.. يعتبر القرن التاسع عشر قرنا ثوريا فقد توالت خلاله حركات ثورية إلي جانب مظاهر التمرد علي الأوضاع العتيقة. وفي هذا السياق برزت مشاريع إصلاحية مختلفة, أهمها كان لمذهب السان سيموني. فقد كان سان سيمون شغوفا بدراسة المشاكل الاجتماعية فعكف علي تحليلها حتي لقبه البعض بالمؤسس الحقيقي لعلم الاجتماع الحديث, وقادته أبحاثه إلي الدعوة إلي إيجاد مجتمع جديد تؤول السلطة فيه الي العلماء والصناع والفنانين. ودعا السان سيمونيون وعلي رأسهم الأب أنفنتان إلي حركة سلمية لنشر أفكارهم خارج حدود فرنسا. ولأنه كان مفتونا بمصر نظرا لمكانة الصدارة التي كانت تحتلها في مخيلة الفرنسيين عقب الحملة الفرنسية قرر الأب أنفنتان الرحيل اليها علي رأس فريق من السان سيمونييه لتجسيد الحلم الذي كان يراود جون باتيست لوبير الا وهو الوصل بين البحر الأحمر والبحر المتوسط عن طريق قناة مائية في خليج السويس. لقد اسهم السان سيمونيون في مشاريع كبري مثل بناء قناطر الدلتا وانشاء المدرسة العليا الهندسية ومدرسة الفنون الجميلة ومدرسة الطب.. والي أي مدي نجح السان سيمونيون في تطبيق برنامجهم في مصر, مع توضيح مدي تأثر رفاعة الطهطاوي بأفكارهم. ويذكر د.أحمد زايد في دراسته, أن سان سيمون1760 1825 كان حاضرا في مشروع التحديث المصري منذ محمد علي وكان له أنصار واتباع يعملون في مصر في مجالات عديدة, فقد كان النظام الجديد الذي أدخله محمد علي في مجال تكوين الجيش والصناعة والتعليم متأثرا تأثرا كبيرا بالأفكار السان سيمونية حول عمليات الإصلاح والتحديث. ويرصد محمد عفيفي في دراسته نظرة المفكرين المصريين للبحر المتوسط وتصوراتهم المختلفة حوله والمتغيرات التاريخية في هذا الشأن, وتبدأ الدراسة برصد فكرة التعددية الثقافية لدي الطهطاوي تجاه البحر المتوسط, في لحظة فاصلة في اثناء رحلته الشهيرة. ويشير د.أحمد درويش في دراسته إلي أن كتب الرحالة والكتاب الفرنسيين حول مصر في القرن التاسع عشر, اهتمت بمشروع السان سيمونيين الفكري والاقتصادي في مصر, وتطورات هذا المشروع في عهد محمد علي باشا الكبير وأولاده حتي افتتاح قناة السويس.