حوار: محمود موسي هالة دياب هي واحدة من أهم الكاتبات العربيات, التي لا تخشي من الغوص في المناطق الشائكة في حياتنا ومجتمعاتنا العربية, تحمل هما تجده في كل كتابتها, تؤكد دوما أنها امرأة متصالحة مع نفسها وجسدها. حيث تقول: ربما تصالحي مع جسدي حدث عبر الوقت و خلال رحلة حياتية طويلة الي حد ما..... أم علاقتي مع المكان فهي جدلية الي نوع ما بسبب استقراري في بريطانيا رغم ان الشرق يسكنني حتي لو لم أسكنه,لذلك فهالة دياب اختارت أن تصف نفسها أيضا بأنها امرأة تحمل وطنا في داخلها يسكنها.... وتشتاقه..... و تشعر كل صباح أنها مسؤولة بما أوتيت من علم و من فكر و من حرية أن تساعد جيله الجديد علي التغيير الايجابي.....اريد أن اري يوما من الايام الكثير من النساء العربيات مثقفات.... مستقلات....مفكرات و مبدعات.......ريثما يأتي وقت التغيير...أسأل نفسي كل يوم....ماذا تراني أفعل وبالفعل بدأت هالة أولي خطواتها حيث يعرض لها في شهر رمضان مسلسل ماملكت ايمانكم مع المخرج نجدت أنذور, وهو المسلسل الذي يتناول الكثير من التابوهات في حياة المرأة العربية والمجتمعات التي باتت أكثر ازدواجية وانغلاقا علي نفسها فنون الأهرام حاورت هالة عبر الاميل والتليفون لتتحدث عن مسلسلها, وعن الجدل الذي يثيره والهجوم عليه قبل عرضه علي قنوات المستقبل المستقبل و الجماهيرية و السورية خلال رمضان و ابو ظبي و ام بي سي بعد رمضان في البداية ماذا تقصدين باسم المسلسل وما دلاله العنوان ما ملكت أيمانكم ؟ جاء اسم ما ملكت ايمانكم بعد اتمامي للنص في ابريل2009, و بعد تفكير زاد عن ستة أشهر. في البداية كان الاسم الذي اقترحته.....نساء....و كنت أراقب هذا الاسم علي صفحات دفتري الذي كنت أكتب عليه السيناريو و القصة....فأنا أكتب أولا علي الورق في المراحل الأولي للكتابة....و لم أكن مقتنعة بالعنوان....ربما لأنه عادي...و أنا لا أحب الأشياء العادية..... و بدأ النص تدريجيا يخلق الاسم....وخرج اسم' ما ملكت ايمانكم'.... أتذكر ذلك اليوم جيدا.....عندما خطر الاسم علي ذهني.... اتصلت بنجدت....و قلت له ما ملكت ايمانكم... سأسميه ما ملكت.... و بدي نجدت علي الهاتف مرتبكا لعدم فهمه السبب وراء استخدام العنوان....و شرحت له انني سأسميه ما ملكت لاعتقادي الشديد أن القرآن الكريم هو من أجمل وأغني الكتب السماوية والكتب أجمع بما يحمله من مفردات مجازية تلخص التجربة الانسانية. وأضافت أن الهدف من استخدام تعبير' ما ملكت' المأخوذة من سورة النساء ليس تحديا للمعني الديني لهذه العبارة بل بالأحري للترميز لحال النساء في الشرق الأوسط والضغوط التي تمارس عليهن وتشكل بالتالي هويتهن وعلاقتهن مع أنفسهن ومع من حولهن. أتذكر بعد أن شرحت العنوان لنجدت قال لي الله يسترنا هالرمضان يا دكتورة.....ضحكت و أدركت أن العنوان الذي اخترته جدلي....و هذا ما كنت أريد تحقيقه في المسلسل... أن يسبب المسلسل صدمة للمشاهد العربي.... حتي يحدث التغيير....فالتغيير لا يحدث الا عندما نغير المفاهيم التقليدية و أريد ان أضيف أن عنوان المسلسل يحمل رمزا مجازيا لنظرية الإماء والجواري التي تعيشها المرأة مجازيا في الشرق الأوسط. ما الذي دفعك لهذه الفكرة ؟ نظرية الخوف.....هي التي دفعتني للفكرة...نحن نعيش في قوقعة الخوف في مجتمعنا العربي....و هذا ما يجعلنا ايماء وجواري....نحن نخاف من كل شيء لا نستطيع تغييره....نخاف من السياسة و من الدين و من الجار و من المجتمع و من الزوج و من الأب حتي من الحب و من الرغبة و من الجنس نخاف... و نخاف أيضا من الحلم.... الخوف من أن نتحدث عن أي شيء. جمعت قصص المسلسل لأكثر من ثلاث سنوات...حتي تم انجازه في ابريل2009 ماذا عن شخصيات المسلسل الرئيسية والقصص التي يتم تناولها ؟ وهل هناك شخصيات من الواقع ؟ وهل من الشخصيات النسائية شخصية تشبهك مثلا ؟ ومن الرجال هل هناك نماذج حقيقية ؟ لا أكتب عن شخصيات وهمية,خصوصا وانني أصنف نفسي ككاتبة اجتماعية.و اقعية و الي حد ما وثائقية في حلة درامية... كل شخصية في ما ملكت هي مسنودة و مأخوذة من شخصية واقعية التقيتها أو عاشت معي أو لاحظتها أو قرأت عنها... لأنني ككاتبة أري نفسي كالمصور أو الرسام... أعكس الواقع من خلال ما أكتب....و لكن لا أكتب عن نفسي و الا تحول ما أكتبه الي سيرة ذاتية.....و ما ملكت ليس سيرة ذاتية....بل مراه بزجاج درامي محنك و صيغة حوارية لعكس ما يحدث بالمجتمع...ودور المشاهدين التعاطف و الارتباط مع هذه الشخصيات التي يعكسها المسلسل,وبالفعل التقيت ببعض شخصيات ما ملكت في الواقع....و اكتنزت حكاياهم التي ظهرت في المسلسل وسأكون كاذبة اذا قلت ان نساء ما ملكت ليس منهن شيئ مني.....لسبب بسيط جدا...أنا امرأة مثلهن و عكست من خلالهن كيف تفكر المرأة... كيف تشعر... كيف تغضب و كيف تحب.... كيف تشتهي الرجل, و ربما في كل شخصية منهن شيء مني للحظات كثيرة مثل ندين بعلاقتها مع والدها أمين....هناك مشاهد و هي تعانق ذراع والدها و تمشي تعكس ذكرياتي مع والدي...... رغبة ليلي بجهاد.... و نظراتها له... ورغبتها الانثوية به...ربما انعكاس لرغبتي الانثوية انا كامرأة بالرجل و ما أحبه بالرجل و لا أقصد جهاد هنا بل الرجل بشكل عام.....و ربما حساسية عليا تشبهني.... أهم شخصية ذكورية في المسلسل هي نسيب الهشيمي.... و هو مسنود علي شخصية حقيقية ستعرف نفسها لحظة عرض المسلسل..... و يمثل سلطة المجتمع والقوانين الذكورية التي تسيطر علي المجتمع العربي ويمثل رجل الاعمال الشره الذي لا يتواني عن فعل أي شيء في سبيل جمع ثروته ويستخدمها بالاسلوب البشع. ويمثل نسيب المسؤول الفاسد الذي يستغل منصبه لمصالحه الشخصية. ولقد تم استخدام اسم' هشيمي' تيمنا بقول الله تعالي' واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء انزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض فاصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله علي كل شئ مقتدرا' للترميز لتحول ثروته الي هباء منثور حيث أن عائلته مفككة ونسله متعفن مثل ابنه شادي الذي يعطي لنفسه الحق في استغلال سلطة والده ليستغل صديقه الفقير جنسيا. القضايا الاجتماعية في الشرق الأوسط تجد صدي لها في ما ملكت الذي يتناول حكاية ثلاثة نساء يمثلن المحاور الدرامية الأساسية للمسلسل ومن خلال هذه المحاور يتم التعريف علي الشخصيات وأضافت: هناك أفراد و جهات مجندة تحارب التغيير الفكري الذي نقوم فيه.....يعني اريد ان أسأل ما يظهر الان من عري و من اغراء و من مساومة لجسد المرأة في الكليبات و الاغاني العربية محلل عرضه و ما ملكت ايمانكم الذي يجسد ايدلوجية درامية و رؤي فلسفية و عمق فكري يجب ان يهاجم.....؟؟؟؟ هل لجأت للقران والسنة في كتابتك للنص وهل استعنتم بشيوخ مثلا ؟ ... هل تصدق أنني أعرف نفسي في الغرب أنني مسلمة أولا ثم أقول عربية.....أنا كتبت و أعددت أفلام وثائقية عن الاسلام و التسامح الديني و عن فهم الاسلام في الغرب..... نعم لجأت للسنة و للقران و قابلت أكثر من شيخ هنا في بريطانيا لمساعدتي ببعض النقاط..... ما هي رساله وهدف المسلسل ؟ هو مسلسل عن المرأة و للمرأة و عن حق المرأة العربية بالاختيار و بالحياة و بتحمل مسؤولية الاختيارات التي تقوم بها..... هو مراه درامية للضرر الذي يخلقه الضغط الاجتماعي و السياسي و الديني المتطرف علي نفسية المرأة و يخلق نساء غير أسوياء..... ما ملكت هو عن كل شيء.......... هو صرخة.... درامية... تجمع شخصيات مرتبطة كلها مع بعضها مثل الشبكة.....تعيش علي حافة كل شيء....و تعاني....و تنهزم. ما ملكت يتجاوز كل الخطوط الحمراء يتحدث عن الجنس و الدين و السياسة و الحب و التطرف و الرغبة و الفساد و الحرب و كل شيء.....و اكثر محور اتمني ان يصل للناس هو تأثير التحرش الجنسي علي الاطفال...و هذا موضوع مهم و نعاني منه حاليا في المجتمعات العربية, كما تناولت موضوع العذرية الجنسية عند المرأة و ان بعض النساء تحافظ علي عذريتها فقط لانها تخاف ان لا تتزوج و خوفها أن ترفض من قبل المجتمع و ليس لاعتناقها الذاتي بأن تحتفظ بعذريتها. من يشاهد الاعلان يري ان هناك محجبات يتم التجارة بهن في شبكات الرقيق الابيض ؟ أريد أن اجاوب علي سؤالك بسؤال هل كل محجبة قسيسة وامرأة طاهرة؟؟؟هناك محجبات تسيء للحجاب و تراها تقبل شاب في زاوية معتمة و تقوم بأعمال غير اخلاقية.... لماذا نحن تسكننا هذه الفكرة ان كل امرأة محجبة هي طاهرة و كل امرأة غير محجبة هي فاسدة....هناك محجبات مثال رائع للمرأة المسلمة و هناك محجبات ساؤوا للحجاب بارتداءه....ربما لانهم لا يرتدونه عن قناعة.....ربما لأنهم يرتدونه خوفا من الاسرة و من كلام الناس و أهل الحارة...... و في ما ملكت هناك تركيز علي أن الحجاب هو مسؤولية و المرأة يجب أن تلتزم بهذه المسؤولية و هي ترتدي الحجاب و ان لا تقوم بأشياء تشوه قيمتة الحجاب.