أثارت جريمة القطري الذي أطلق الرصاص علي أختيه من زوجة أبيه المصرية داخل مسكنهما بمنطقة أرض اللواء ردود فعل واسعة عن سبب الجريمة وشخصية القاتل خاصة أن خيوط الجريمة متشابكة ما بين السعودية ومصر وقطر.. وقد حرص مندوب الأهرام علي البحث عن جذور الحقيقة في هذه المأساة الدرامية والتي انتهت بقتل القطري القاتل داخل مستشفي الموظفين بإمبابة. والتي نقل اليها لاسعافه علي يد نجل خالة المجني عليهما الذي تسلل إلي المستشفي بعد إصابة نفسه بجرح حتي يتمكن من الدخول ويثير الذعر داخل المستشفي الذي هرب منه بعض المرضي خوفا علي حياتهن بعد علمهم بالجريمة. الأهرام: التقي المجني عليها الثانية المصابة داخل المستشفي الذي تعالج به واسمها جواهر جابر(20 سنة) والتي كانت في حالة بكاء دائم تنتابها لحظات انهيار عصبي حزنا علي مقتل شقيقتها الكبري عفراء(24 سنة) أمام عينيها وروت التفاصيل المثيرة وكشفت عن مفاجآت جديدة في قصة الصراع مع شقيقهما من الأب علي تركة تقدر ب20 مليون ريال سعودي عبارة عن اموال وممتلكات وأراض والذي استمر نحو18 عاما دون التصرف في هذه التركة الا بتوقيع واتفاق جميع الأبناء وفقا لوصية الأب السعودي والذي سجل هذه الوصية رسميا قبل وفاته عام92. وقالت جواهر وهي تتحامل علي آلامها وجروحها إن والدتهما المصرية واسمها دار النعيم حسين عبدالهادي كانت قد تزوجت من والدهما السعودي واسمه محمد جابر والذي اقام مع أمها بالسعودية طوال(25 سنة) وان خالتها أيضا متزوجة ومقيمة هناك, حيث انجب عفراء الكبري(24 سنة) وجواهر الصغري و كان متزوجا من سيدة أخري سعودية انجب منها ثمانية أبناء ولكن الأب توفي عام92 بعد صراع مع مرض السرطان وترك زوجته المصرية وابنتيه منها في حماية اولاده الذكور من الأم السعودية ولكن الشقيق الأكبر واسمه جابر محمد جابر(41 سنة) مرتكب هذه الجريكة حاول التصرف في وصية الأب ولكن وفقا للقانون لايستطيع ذلك الا بموافقة شقيقتيه من زوجة ابيه المصرية والحصول علي توقيعهما ولكنه كان ينوي لهما غدرا ويري انهما ليست لهما حقوق في تركة والده الذي تزوج من مصرية دون موافقتهم وراح يهدد شقيقتيه بالقتل والايذاء إذا لم توافقا علي التنازل عن التركة لكي يتصرف هو فيها بدعوي انه الأخ الأكبر حتي وصل الأمر إلي تهديد شقيقتيه بالقتل ودفنهما في الصحراء دون ان يعرف أحد ذلك. الهرب إلي مصر وعندما استشعرت الأم دارالنعيم بالخطر يحدق بابنتيها خططت للهرب والعودة إلي مصر حفاظا علي حياتهن وعندما عادت بخفي حنين دون الحصول علي أي حقوق لها ولابنتيها اقامت مع ابنتيها داخل شقة بمنطقة أرض اللواء قرب افراد عائلتها واشقائئها.. ولان الأخ الأكبر القاتل قد فشل في التصرف في تركة والده والتي ظلت مجمدة طوال السنوات غادر الأراضي السعودية ورحل للإقامة في دولة قطر حتي حصل علي الجنسية القطرية والتحق بالشرطةالقطرية وعمل ضابطا في الحرس الوطني القطري.. ولكنه ظل يبحث عن شقيقتيه من زوجة ابيه المصرية طوال هذه السنوات وأخيرا عن طريق بعض معارفه تمكن من التوصل إلي مكان اقامتهم بمنطقة أرض اللواء.. وحضر اليها لأول مرة العام الماضي بزعم انه مسئول عنهما بعد والده ويرغب في عودة المودة والحب معهما كأشقاء وبالفعل احضر لهما بعض الهدايا واعطاهما مبلغا ماليا مؤكدا لهما انه لن يتركهما تعيشان بعيدا عنه ولم يفصح عن نواياه الحقيقية في زيارته الأولي وعاد إلي قطر علي أمل العودة مرة أخري وبالفعل حضر الأسبوع الماضي قبل الجريمة بثلاثة أيام واقام داخل شقة بعمارات البترول في منطقة المهندسين وقام بزيارتهما صباح الثلاثاء الماضي وبعد تبادل كلمات المجاملة بعد طول جفاء أفصح عن رغبته الحقيقية وقال انه حضر لبحث التصرف في تركة والدهم بالسعودية والتي تقدر ب20 مليون ريال وقال لهما انه ينوي اصطحابهما معه إلي السعودية ولن يتركهما يقيمان بمفردهما في مصر ويخشي عليهما وعلي سمعتهما ولكنهما رفضا تماما وقالتا له انهما تقيمان مع أمهما واقاربهما وليستا وحدهما ولكنه اصر علي ذلك وامهلهما مدة24 ساعة لكي يحزما حقائبيهما ولكنهما رفضتا بعد مشاورات مع أمهما وافراد عائلتهما لاعتقادهما بان الموت في انتظارهما إذا عادتا معه. التدبير للجريمة وعاد الضابط القطري إلي مكان إقامته بالمهندسين وهو يفكر في الخلاص من شقيقتيه عفراء وجواهر وتمكن من شراء مسدس وهو طبنجة حلوان وعدد ثلاث خزائن للذخيرة وكمية كبيرة من طلقات الرصاص وتوجه إلي شقة شقيقتيه بعد الاتصال بهما ظهر الخميس أمس الأول وعلي الفور استدعت الاختان خالهما المقيم بجوارهما لاستشعارهما بأن شقيقهما الضابط يضمر لهما شرا وبعد جلسة قصيرة وفي لهجة حادة طلب الضابط القطري من اختيه إما العودة معه إلي السعودية أو تحرير توكيلات له بالتنازل والتصرف في تركة الأب ولكنهما قالتا له وكذلك أمهما انهن عدن إلي مصر دون اموال أو ممتلكات وتركن كل شيء له ولاشقائه من الأم السعودية وعليه تركهن في حالهن ولكن حديث الرصاص كان هو رد الأخ الأكبر عندما اخرج المسدس وصوبه اولا تجاه الأخت الكبري عفراء فقتلها علي الفور وطارد الأخت الصغري جواهر واصابها باصابات خطيرة بينما الأم والخال فشلا في منعه وراحا يستغيثان بالجيران والاقارب حيث هرع عدد منهم إلي مصدر الرصاص ومسرح الجريمة حيث أمسك به الجيران وتمكنوا من نزع المسدس من يده وانهالوا عليه ضربا مبرحا فاصابوه ببعض الاصابات ولولا ذلك لتمكن من قتل الفتاتين وأمهما وخالهما كما تم الاتصال بالشرطة التي حضرت والقت القبض عليه وضبط المسدس المستخدم في الجريمة. وهنا انخرطت جواهر في نوبة بكاء مريرة وهي تقول لن اعيش بدون أختي اريد أن أموت عفراء ماتت ولن اراها بعد اليوم. ومن بين دموعها التي انهمرت بغزارة قالت لقد كان القدر رحيما بي حتي لا اموت كمدا عندما قام ابن خالتي محمد شعبان بالانتقام من شقيقي القاتل في الحال.. وانا لا اصدق انا بني ادم يقتل اخوته من اجل المال رغم اننا تركنا له كل الاموال وهربنا خوفا من هذه النهاية.. ولكن نهاية القتل والدم حضرت الينا في مصر ووسط اهلنا وناسنا!! الانتقام في المستشفي وبعد ان تركنا جواهر التي روت التفاصيل المثيرة التقينا ابن خالتها الذي قتل القطري في المستشفي فقال اسمي محمد شعبان عبد المعبود 25 سنة واعمل فني تكييف وتبريد. فقال اثناء عملي باحدي الشقق بالعجوزة حيث اقوم بتركيب تكييف اتصل بي شقيقي واخبرني بان القطري شقيق بنتي خالتي قتلهما وحاول قتل خالتي وخالي عند ذلك قررت الانتقام منه بعد علمي بان الشرطة نقلته الي المستشفي عقب اعتداء الاهالي عليه بالضرب المبرح. وعلمت بوجوده في مستشفي الموظفين بامبابة وقبل سؤالي عن المجني عليهما قررت الثأر منه ذهبت الي المنزل واحضرت سكينا وركبت تاكسي وامام مستشفي الموظفين, كان هناك عدد كبير من رجال الشرطة, وبعد اكثر من نصف ساعة امام المستشفي فوجئت بسيدة في العقد الرابع من عمرها ومعها نجلها16 سنة كانا في طريقهما لزيارة قريب لهما بالمستشفي وطلبت منها مساعدتي في الدخول بعد اصابة نفسي بجروح في الصدر والبطن واليدين وقلت ان احد الاشخاص طعنني وهرب. وقام نجل السيدة بالدخول معي علي انه احد اقاربي واثناء ذلك كان القطري بغرفة الطوارئ بالمستشفي وأحد الاطباء يتولي اسعافه ودخلت بالمستشفي نفس الغرفة لاسعافي ايضا وبينما انا في انتظار قيام الطبيب باسعافي من الاصابة ويبدو ان القدر كان يريد لي تنفيذ الانتقام في الحال وعند قيام الطبيب باسعاف القطري قمت بالاعتداء بالضرب علي الطبيب والذي جري من الغرفة بعدها اخرجت السكين وسددت ست طعنات للمتهم في الصدر والبطن حتي لقي مصرعه في الحال حاولت الهرب من المستشفي ولكن عند استغاثة الطبيب, قام رجال المباحث بالقبض علي قبل خروجي من باب المستشفي ولكني اشعر بالارتياح بعد الانتقام من القاتل. والشهود يتحدثون وفي شارع خطاب جوهر حيث مسرح الجريمة اكد احد الجيران محمد سعيد صاحب محل سوبر ماركت أنه فوجئ بسماع صوت استغاثة من العمارة رقم33 بعد سماع صوت الرصاص فقام مع عبد الله محمود وحسن عبد ربه بالصعود الي الشقة وفوجئ الجميع بالمتهم ومعه السلاح والام في حالة انهيار والدماء كثيرة داخل الشقة عند ذلك تم الاتصال بالاسعاف والشرطة لنقلهما الي المستشفي. وامام العمارة كان هناك العديد من السيدات مع الام دار النعيم حسين ولكن الام كانت في حالة انهيار لم تتمكن من الحديث بينما قال شقيقها حسين إنه كان قد اصطحب المتهم صباح الخميس لزيارة شقيقته واما بعد ان اخبره بانه يريدهما في امر هام الا انه فوجئ فور وصوله الي الشقة. وبعد حديث قصير معهما عن الميراث والتوكيل باخراج سلاح ناري واطلق عيارا علي شقيقته عفراء مما ادي الي مصرعها في الحال وعند محاوله جواهر الدفاع عن شقيقتها اطلق المتهم الرصاص عليها ورحت استغيث مع امها بالجيران والاقارب. مسئولو المستشفي في ذهول اما مسئولو المستشفي فكان الجميع هناك في حالة ذهول خاصة المترددين علي المستشفي بعد علمهم بوقوع جريمة قتل داخل المستشفي وخاصة بعد اصابة احد الاطباء عندما قام المتهم بالاعتداء عليه بالضرب حتي يتمكن من تنفيذ جريمته لدرجة ان عددا كبيرا من المترددين علي المستشفي قرروا اخراج ذويهم منه خوفا علي حياتهم بعد ارتكاب الجريمة بهذه الصورة وسط غياب الرقابة والحراسة.وكان فريق من أجهزة الأمن بالجيزة ضم اللواء كمال الدالي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة والعميدين فايز أباظة مدير المباحث وجمعة توفيق رئيس مباحث الشمال والعقيد محمود خليل مفتش المباحث قد تمكنوا من ضبط المتهم تحت إشراف اللواء محسن حفظي مساعد أول الوزير لقطاع أمن الجيزة.