قيمة التكنولوجيا تأتي من تحويل البحوث العلمية المبتكرة للحصول علي منتج فعلي عملي وتطبيقي يخدم المجتمع, وعندما تتراكم التكنولوجيا في دولة ما كنتيجة للتوسع في تطبيق بحوث علمائها بالجامعات والمعاهد البحثية بها, فإن ذلك يرفع البناء والهرم التكنولوجي بتلك الدولة ويطلق عليها تكنولوجيا رأسية. وفي الدول النامية يزداد الاحتياج دائما للنقل التكنولوجي المتقدم من الدول التي توجد بها, وغالبا يتم النقل كصورة طبق الأصل ويحدده إطار اتفاقي بين الطرفين, ويلقب ذلك بالنقل الأفقي التكنولوجي, وعلي أي الأحوال, اذا حدث تفاعل بين التكنولوجيا الرأسية المنقولة أفقيا, وبين البيئة بالدولة النامية المنقولة لها, فهذا التفاعل العلمي يسهم بقوة في إدخال تعديلات وتطويرات عليها لتجعلها ملائمة للوطن المنقولة إليه بواسطة علماء بداخله, فتتحول بذلك الي تكنولوجيا هرمية رأسية متطورة, ويحدث توطين للتكنولوجيا, لتصبح وطنية ملائمة لبيئة وظروف الوطن وامكاناته واحتياجاته, فتسهم بذلك مع جغرافية الوطن وديموغرافيته, إنه قمة التفاعل بين البشر وتراب الوطن. والمطلوب الآن هو إعداد مشروعات علمية تكنولوجية محددة نقترحها ونتقدم بها لتمويلها من هذا الصندوق الجديد الذي تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بإنشائه لدعم التكنولوجيا بالعالم الإسلامي, والذي يمول مشاريع تحتاج لمساهمات مادية وعلمية وتكنولوجية, واقترح إعداد مشروعات لإنشاء( مركز وطني تكنولوجي لتطبيقات الهندسة النسيجية والوراثية), وعلي ان تندرج تحتها البحوث العلمية والتطبيقية بمجالات الخلايا الجذعية, وأيضا لاستخدام الهندسة الوراثية في انتاج سلالات زراعية( للقمح مثلا) تتحمل الملوحة والجفاف. وكذا إنشاء( مركز وطني لتكنولوجيا الطاقة الجديدة والمتجددة), وتندرج في مهامه الاستفادة من التكنولوجيا الأمريكية في الاستفادة من طاقة الشمس الجبارة, وتسخيرها في تحلية مياه البحر باستخدام تكنولوجيا النانو لإنتاج( ماء النانو) وهذا مجال تتقدم به أمريكا, واقترح أن يكون موقعه بسيناء. كما أقترح إنشاء( المركز الوطني لتكنولوجيا التعدين من الخامات الطبيعية), و تندرج فيه الاستفادة من كنوز سيناء وخيراتها الهائلة وجبالها التي بها ذهب ومنجنيز ورخام وجرانيت ورمال بيضاء وفوسفات ونحاس لتحقيق استغلال أمثل لها, وتصدير الفائض منها. وأخيرا,( المركز العلمي الطبي لبحوث الأورام وتكنولوجيا الليزر) وذلك لخدمة الإنسانية والمرضي, آن الأوان أن نتحرك لنحظي بنقل التكنولوجيا من خلال إنشاء مراكز متقدمة, بها علماء من مصر( لتوطين التكنولوجيا) وبتمويل من الصندوق الجديد للتنمية التكنولوجية من أمريكا. علينا أن نستفيد من الموقع الجغرافي الفريد لمصر, ومن شمسها وخيراتها وعلمائها. وآمل ان يتم التآخي بين الصندوق الأمريكي الجديد, وصندوق التنمية التكنولوجية بمصر والذي أسسه وزيرنا الأستاذ الدكتور هاني هلال, كما يحدوني الأمل والرغبة في أن يناقش المجلس الأعلي لعلوم والتكنولوجيا برئاسة رئيس مجلس الوزراء الدكتور نظيف هذه المقترحات لوضع الاستراتيجيات والسياسات حولها.