إن أيام شهر يوليو من كل عام تعيد إلي أذهان جميع المواطنين في مصر ذكري من أعز وأغلي الذكريات.. ذكري ثورة يوليو المجيدة عام1952, تلك الثورة التي قامت بقيادة زعيمها الخالد جمال عبدالناصر. , لتسجل في تاريخ مصر مرحلة مهمة من الكفاح والنضال من أجل الحرية والعزة والكرامة لشعب مصر, فاستحقت ان تحتل مكانة رفيعة بين الثورات الإنسانية في منتصف القرن العشرين. ولاشك أن هذه الذكري إنما تجيء ونحن نعيش اليوم عهدا يتسم نظام الحكم فيه بالحرص الكامل علي تقدير قيادات النضال الوطني عبر الأزمنة الماضية, وتكريم زعماء الحركة الوطنية المصرية في مراحل نضالها المختلفة, والنظر إلي ثورة يوليو علي أنها جاءت تتويجا لنضال طويل خاضه شعب مصر العظيم دفاعا عن حقه في أن يعيش حرا مستقلا في وطن آمن مستقر. إن ثورة يوليو المجيدة تمثل علامات مضيئة وبارزة في تاريخ مصر المعاصر, فقد قامت بإحداث إصلاح شامل وجذري من أجل النهوض بالمجتمع المصري, فجاءت ثورة بيضاء لم تعرف العنف ولم تستهدف إراقة الدماء, كما لم تأت بشهوة الانتقام, بل قامت من أجل تنفيذ مبادئ أساسية وأهداف محددة وطنية بدءا بمقاومة الاحتلال الأجنبي لأرض مصر والقضاء علي الاستثمار واحداث اصلاح سياسي واقتصادي واجتماعي, ومحاربة الفساد, وإصلاح أوضاع البلاد المتردية وإرساء جذور الحرية والديمقراطية. ومع تواصل مسيرة عطاء الزعماء, فإن الجهود التي بذلت, ومازالت تبذل من أجل مصر, ماهي إلا تعبير صريح عن مدي تواصل مسيرة العمل الوطني في مصر.. تلك المسيرة التي هي سلسلة متصلة من المراحل والحلقات في العطاء في سبيل الوطن, ولكل مرحلة من تلك المراحل ايجابياتها وسلبياتها وظروفها وصعوباتها, وتحدياتاها المتعددة.. الأمر الذي ينبغي إن ألا نبتعد عن الحديث أو تحليل كل مرحلة عن أهداف تلك المرحلة والظروف والتحديات المحيطة بها وبمتخذ القرار, فلقد بدأت ثورة يوليو بنضال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر, ثم تلاه نضال الرئيس الراحل محمد أنور السادات ثم تلاه الرئيس محمد حسني مبارك ليستكمل النضال والعطاء والبناء ويواجه بكل اقتدار التحديات المتغيرة المتجددة التي سادت مراحل العمل الوطني بفكر مستنير يتسم بالقدرة القيادية الفائقة في مواجهة المتغيرات المحلية والدولية المعاصرة. ولعل المتتبع لحقائق مايدور حولنا من أنشطة وخطط وبرامج.. يستطيع أن يرصد بكل صدق وأمانة العديد من الإصلاحات والانجازات التي تحققت في عهد الرئيس مبارك خلال السنوات الماضية, والتي تعتبر امتدادا طبيعيا لما استهدفته ثورة يوليو في شتي المجالات, فالحفاظ علي استقرار الوطني وسلامة أراضيه, وإعادة كل شبر من أرض سيناء بعد معركة العبور العظيم وطريق السلام الحافل بالعديد من الصعاب ماهو إلا تأكيد لإبراز ثوابت ثورة يوليو ومبادئها التي دعت الي التحرير والاستقلال ومقاومة احتلال الأراضي المغتصبة. كما أن الانجازات المتتالية في جميع المجالات من أجل رفع مستوي معيشة المواطنين والتركيز علي التنمية الشاملة والمتواصلة, ودعم مسيرة الديمقراطية, والعمل علي توفير فرص عمل جديدة للشباب, ووضع برامج وسياسات لتحقيق التكافل الاجتماعي, وغيرها من الانجازات, إنما هي من أبرز سمات نظام الحكم التي تؤكد بما لايدع مجالا للشك.. مدي التواصل والعطاء من زعماء مصر الأوفياء. ونجد من الأهمية ان نشير إلي أن هذا التواصل إنما يمثل حقائق ينبغي أن نضعها تحت بصر شباب مصر الذين لم يعايشوا مولد الثورة, كي تكون نبراسا يضيء لهم الطريق وللأجيال المتعاقبة من أبناء مصر... حقائق عطاء زعماء مصر. المزيد من مقالات د. حسين رمزى كاظم