في إطار الأزمة الداخلية المكتومة داخل الحكومة الائتلافية الإسرائيلية, ذكرت أوساط مقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو انه معني بمواصلة الشراكة الائتلافية مع وزيرالخارجية أفيجدور ليبرمان. إلا أنه لن يوافق علي أي حل وسط بشأن مشروع القانون الخاص باعتناق الديانة اليهودية والذي تدعمه كتلة إسرائيل بيتنا التي يتزعمها. وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن نيتانياهو يعارض مشروع القانون خشية حدوث انشقاق في الشعب اليهودي. ومن جانبه, رفض ليبرمان التعقيب علي الأنباء التي تتحدث عن نشوء أزمة بين رئيس الوزراء وكتلة إسرائيل بيتنا, موضحا أنه سيتطرق إلي الموضوع خلال جلسة الكتلة في الكنيست, وكذلك خلال لقاء يعقده مع رئيس الوزراء, وأضاف ليبرمان أنه بحث مع نيتانياهو خلال اليومين الماضيين مختلف القضايا السياسية وأن هذه المباحثات ستتواصل. وعلي صعيد متصل, قال زفولون أورليف رئيس كتلة البيت اليهودي إنه طلب من عضو الكنيست دافيد روتيم عن كتلة إسرائيل بيتنا إرجاء التصويت علي مشروع قانون اعتناق الديانة اليهودية, مشيرا إلي أن نواب البيت اليهودي لن يشاركوا علي الأرجح في عملية التصويت. وأضاف أورليف أن كتلته تدعم روح مشروع القانون غير أنه يجب سنه بعد التوصل الي اتفاق مع جميع الأطراف المعنية, ودون اللجوء إلي أسلوب لي الأذرع. وذكرت صحيفة هاآرتس نقلا عن مصادر مقربة من ليبرمان أنه لن يعلن استقالته وأنه لن يعطي هذا الشرف لأي أحد خاصة لزعيمة المعارضة تسيبي ليفني أو إلي وزير الدفاع إيهود باراك الذي يريد إستقالته. وتوقعت الصحيفة أن يقدم رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير خارجيته علي تسوية خلافاتهما. وقالت إن حزب كاديما لا ينوي الانضمام إلي ائتلاف حكومة نيتانياهو رغم مشاكله الحالية مع حزب إسرائيل بيتنا الذي يتزعمه ليبرمان. وفي تطور آخر, بحث وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك مع رئيسة المعارضة تسيبي ليفني استعدادها الانضمام للائتلاف الحكومي الحالي حال انسحاب كتلة اسرائيل بيتنا منه. وأفادت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر مقربة من رئيس الوزراء أنه لم يكن علي علم مسبق بانعقاد الاجتماع بين باراك وليفني. وأضافت الاذاعة أنه لا تجري أي مفاوضات حول امكانية انضمام كاديما إلي الائتلاف الحكومي, وأن الاجتماع المذكور عقد بمبادرة باراك. ونقلت الصحيفة عن مصادر رفيعة المستوي قريبة من زعيمة حزب كاديما القول إن ليفني التقت باراك بناء علي طلبه للمرة الأولي منذ انتخابات فبراير2009 ورفضت ليفني طلب باراك بالإبقاء علي الجلسة سرية, واعترف الجانبان بأن السياسة كانت موضوع المناقشة علي الرغم من أنهما أصدرا بيانا قال إن الاجتماع تناول القضايا الأمنية والدبلوماسية. وقال مصدر رفيع المستوي في كاديما نحن لا نفعل شيئا من وراء ظهر أحد, ولسنا في الطريق للانضمام إلي الحكومة, ولن ندعم خطة نيتانياهو أو باراك إذا لم يجر تسوية الخلافات مع ليبرمان.ونسب مساعدون لليفني طلب باراك منهم بدء اجتماع بانتظام علي أنه محاولة لإظهار أن حزبه يبذل جهدا لضم كاديما في وقت توترت فيه العلاقات بين نيتانياهو وليبرمان. وقالت مصادر في حزب العمل إن باراك يريد أيضا أن يذكر رئيس الوزراء بأنه لديه بديل متاح في حزب كاديما في حالة تصاعد الأزمة مع ليبرمان. ومن جانبه, اقترح اوتنيل سشنيللير عضو الكنيست عن حزب كاديما وقف إطلاق النار بين نيتانياهو وليبرمان في محاولة لجلب جميع الأطراف إلي طاولة المفاوضات. ودعا سشنيللير الطرفين إلي تبني الاقتراح للعودة إلي المفاوضات. وأضاف أنه من جهة يجب علي أنصار القانون السماح لرئيس الوزراء إلي تجميد تقدم القانون لكي يمنح المعارضو ن الوقت الكافي لإضافة التعديلات المحتملة علي القانون. وفي هذه الأثناء, صرح دبلوماسي أممي رفيع المستوي لصحيفة هاآرتس بأن دورة الأممالمتحدة القادمة ستكون في الأغلب غير مرضية بالنسبة لإسرائيل علي خلفية موجة الاستياء الدولي بسبب حصارها لقطاع غزة والتوسع الاستيطاني ومحادثات السلام مع الفلسطينيين وغيرها من القضايا الشائكة.