استطلعت دنيا الثقافة آراء عدد من المثقفين حول شعار هذا العام القراءة حق للجميع وكيفية تفعيله علي أرض الواقع. في البداية يؤكد رائد أدب الأطفال يعقوب الشاروني نجاح المشروع, وأن منظمة اليونسكو للتربية والثقافة والعلوم وجهت الدعوة للمنظمات العالمية لسرعة تطبيق هذا المشروع في مختلف بلاد العالم. ويضيف أن حصول كتب الأطفال المصرية خلال العشرين سنة الماضية علي حوالي(15) جائزة دولية وعالمية في مجال الكتب المتميزة للأطفال يؤكد هذا النجاح هذا بالاضافة إلي نجاح مسابقة سوزان مبارك لأدب الأطفال في اكتشاف الموهوبين المتميزين في مجال تأليف ورسم واخراج كتب الأطفال. وحتي يمارس الطفل حقه في القراءة كما يقول الشاروني, لابد ان تتوافر له الوسائل التي تمكنه من هذه الممارسة, وأهمها أن يجد بالقرب منه وبغير تكلفة ولا مشقة الكتاب المناسب لاهتماماته ولعمره, وقد حقق مشروع القراءة للجميع كل هذا فهناك الآن(24500) مكتبة مدرسية وعامة للأطفال ومكتبات متنقلة ومكتبات حدائق مع مكتبات الرعاية المتكاملة ومكتبات مبارك العامة, وبهذا أصبح في مقدور كل طفل أن يصل إلي ما يبحث عنه من كتب كما أن مكتبة الاسرة قدمت(60) مليون نسخة كتاب من خمسة آلاف عنوان بأسعار زهيدة. وفي عام2009 صدر للأطفال في مكتبة الأسرة حوالي(80) عنوانا ما بين كتب أدبية وعلمية, وكلها علي أفضل مستوي من المضمون والرسوم والطباعة وبثمن لا يزيد علي جنيه واحد للكتاب. هذا بالاضافة إلي أنه قد تم توزيع ثلاثة ملايين نسخة كناب بغير مقابل ضمن مبادرة المليون كتاب وبهذا أصبح حق الطفل في أن يجد ما يشبع رغبته في القراءة واقعا حقيقيا. د. علي راشد استاذ التربية جامعة حلوان يقول: ولدت الفكرة خلال مؤتمر الاتحاد الدولي للناشرين الذي عقد في لندن عام1991 ونوقشت فيه ظاهرة مكتبات الأطفال في مصر والدور الاجتماعي والثقافي الذي يمكن أن تقوم به تلك المكتبات في حياة الطفل المصري, لقراءة أمهات الكتب لأبرز الكتاب المصريين والعالميين بأقل الاسعار, مع توفير اكبر عدد ممكن من المكتبات العامة لكل أفراد الأسرة والتأكيد علي العديد من الأفكار والشعارات والقيم لدي الأبناء ومنها حب الوطن, السلام, التسامح. وغيرها, ويري د. راشد أن مهرجان القراءة للجميع وبعد مرور عشرين عاما علي انطلاقه ليس أبدامجرد دعوة للقراءة, بل هو اشعاع حضاري مبدع وتجربة ثقافية ناجحة, ثم تحول هذه التظاهرة الثقافية بمرور السنين الي حملة مستمرة علي مدار العام. وبدأ التركيز علي توظيف الانترنت في نشر الدعوة للقراءة بين الفئات العمرية المختلفة. وتقول د. سامية خضر صالح استاذ علم الاجتماع جامعة عين شمس.. أصبح شعار( القراءة حق للجميع) منهاج حياة في عصر الثقافة والمعرفة حيث كان التأكيد الدائم للسيدة سوزان مبارك بأن تكون هناك رؤية واضحة المعالم للعصر الذي نعيش فيه, فالسباق الآن بين المجتمعات هو سباق العقل والفكر والابداع والعلوم والتكنولوجيا. وتؤكد أن فعاليات المهرجان أسهمت في نشر المكتبات بمختلف المواقع وأصدرت ملايين النسخ في كل المجالات الأدبية والعلمية, وساعدت علي التعرف بالرموز المصرية العظيمة, وعلي تاريخ مصر القديم والحديث, وتضيف د. سامية, ان شعار( القراءة حق للجميع) أصبح سمة من سمات الانسان المصري ووسيلة من وسائل تحسين الحياة. د. طارق عبدالباري استاذ الترجمة والأدب الألماني بجامعة عين شمس والمشرف العام يقول: لعل التحدي الأكبر الذي يواجه مشروع القراءة للجميع هو الاجابة علي سؤال المواطن البسيط لماذا أقرأ؟ واعتقد أن حملة القراءة للجميع لابد ان تكون قد وضعت الإجابة علي هذا السؤال نصب أعينها وهي علي أعتاب مرحلة جديدة وهامة في تاريخها بعد أن نجحت نجاحا كبيرا في المرحلة الأولي لها فاذا حدث هذا فإنها ستكون قد حققت طفرة في العمل في هذا المجال مجال التشجيع علي القراءة نجاحا منقطع النظير. ويشير د. طارق إلي تركير اهتمام مكتبة الأسرة بشكل أساسي علي الكتب الأدبية والفنية والثقافية العامة. ويأمل أن تولي المرحلة المقبلة جزءا من اهتمامها بسلسلة اصدارات من الكتب العلمية التي يستطيع الناس استخدامها فورا في الحياة اليومية أو المهنية وأخري عملية في مجالات التربية للأعمار المختلفة تعلم الناس كيف يربون اطفالهم التربية السليمة وكيف يعلمونهم مثلا فنونا تطبيقية, وكتبا لتنمية المهارات اليدوية للقيام بأعمال الاصلاح والصيانة البسيطة في البيوت, ولا تفوتنا كتب التنمية البشرية وفنون الاتصال والتواصل الحديثة. ويري د. طارق ان هذا المشروع العملاق تسانده منذ البداية ارادة سياسية واعية وتدعم استمراره وتطوره. تقول الاعلامية هالة الشاروني إن أنشطة المهرجان في مجال الطفولة متعددة وتكتسب مكتبة الطفل أهمية خاصة حيث تعتمد علي عدة أنشطة ابداعية تبدأ بالكتاب وتنتهي إليه بهدف جذب الطفل للقراءة وتعميق معايشته للكتاب, بالاضافة إلي المسابقات التي تعقد خلال دورات المهرجان لاكتشاف المواهب في مجال القصة والشعر تمثيليات يؤدونها علي المسرح والرحلات للمتاحف والمناطق الأثرية والأماكن التي قرأوا عنها في الكتب, وقد اهتم المهرجان بنوادي المعرفة والتكنولوجيا وسينما الأطفال وكل هذه الانشطة صارت جزءا رئيسيا من أنشطة مكتبات الأطفال وهو ما ساعد علي جذب عشرات الآلاف من القراء الجدد للمكتبات والاهتمام بالكتاب. وتقول عن دلالة شعار القراءة حق للجميع الذي ترفعه الدورة الحالية للمهرجان أن القراءة أهم الحقوق التي يجب أن نوفرها للطفل لمسايرة التقدم المعرفي وقد اهتم المهرجان بالطفولة المبكرة من الميلاد وحتي سن السادسة نعمل علي دعم الممكتبات بالكتب التي تخاطب طب أطفال هذه المرحلة, وهنا يأتي دور الأسرة لتقرأ لطفلها وتوفر له مكتبة صغيرة بها كتب جميلة تناسب عمره وتجعل القراءة متعة محببة تعوده عليها وتصحبه في جميع مراحل عمره.