كتبت : نادية الملاخ : يعقوب الشاروني اسم يرتبط بريادة صاحبه في مجال تأليف كتب وقصص الأطفال التي نذر لها فكره وأبدع فيها قائمة طويلة لا تنتهي, ولا نستطيع حصرها من كتب الأطفال. فضلا عن كتاباته في الصحف والمجلات ووضعه لأسس الكتابة للصغار وتطويره لها.. في هذا الحوار سألناه عن رؤيته لما حققه مشروع القراءة للجميع خلال الأعوام العشرين الماضية ومايتوقعه من نجاحات خلال الفترة المقبلة فقال: في بداية المشروع عام1991 كان هناك عدد محدود جدا من مكتبات الأطفال بالإضافة الي المكتبات التي أنشأتها جمعية الرعاية المتكاملة في نحو50 مدرسة وعدد من المكتبات العامة للاطفال تابعة للجمعية التي ترأسها السيدة الفاضلة سوزان مبارك. بينما الآن يوجد أكثر من عشرين ألف مكتبة للاطفال تم تزويدها كلها بمئات من أحدث وأفضل كتب الاطفال الصادرة في مصر. فقد كانت المكتبات التي أنشأتها جمعية الرعاية المتكاملة نموذجا كررته معظم محافظات مصر. وهكذا أصبح إنشاء مكتبات الأطفال عملا قوميا فالمكتبات العامة ومكتبات المدارس التي تم تطويرها وتزويدها بأعداد كبيرة من افضل الكتب أصبحت من أهم وسائل تشجيع الأطفال علي القراءة, خاصة من لا يمكنهم تحمل تكلفة الحصول علي الكتب فكتب الاطفال الجيدة مرتفعة الثمن. والآن لم يعد هناك طفل في مصر, مهما يكن مستوي اسرته المادي ضعيفا إلا ويستطيع أن يجد بسهولة ومن غير مشقة ولا تكلفة أفضل الكتب في مدرسته وهي أقرب مكان اليه. كما يقيم المهرجان في كل عام مسابقة قومية للأطفال في مجال القراءة والرسم وهو مايساعد علي اكتشاف الموهوبين من الأطفال وتشجيعهم علي تنمية مواهبهم وأضيف أن من أهم نتائج مهرجان القراءة للجميع أن كل بيت وأسرة أصبحت علي وعي قوي بأهمية الكتاب لأطفالها بل ولكل فرد في الاسرة فقد رأيت الآلاف من الآباء والأمهات في معرض الكتاب من مختلف المستويات يشترون الكتب لأبنائهم حتي إذا كان هؤلاء الكبار لم يعتادوا علي شراء الكتب لأنفسهم واعتقد أن انتشار هذا الوعي بين الكبار هو المفتاح إلي حل قضية تشجيع الاسرة لأطفالها علي القراءة وعلي اقتناء الكتب. وقد اعتدت أن التقي مرة كل اسبوع علي الأقل بالأطفال والشباب الصغير في مكتبات المدارس والمكتبات العامة والنوادي لاستمع اليهم واتعرف علي مايقرأون كما اشرف علي مجلة القلم السحري الصادرة عن جمعية الرعاية المتكاملة والتي يكتب كل مادتها المترددون علي مكتبات الجمعية فخبرتي العملية تؤكد أن هناك الآن عشرات الآلاف بل ملايين من الابناء قد اصبحوا اصدقاء للكتب. * ماموقف مهرجان القراءة للجميع من اهتمام الشباب والأطفال بالكمبيوتر والانترنت؟ * منذ بداية المهرجان اهتمت مكتبات الرعاية المتكاملة بنوادي القرن الحادي والعشرين التي تقوم أساسا علي تنمية مهارات الاطفال في علاقتهم بالكمبيوتر وبعد ذلك بالانترنت. ولكن المشكلة أن الشباب والأطفال في مصر يهتمون أكثر باستخدام الكمبيوتر والنت في الالعاب والتسلية ولايهتمون كثيرا ببرامج الكتب أو ببرامج دوائر المعارف او القواميس. وهكذا يقضي الابناء أثمن أوقاتهم أمام شاشة الكمبيوتر في اللعب أو الدراسة في حين أن الكمبيوتر وسيلة مهمة للتعامل مع المراجع الاساسية وكل ماهو جديد في عالم المعرفة والقراءة ومن هنا كان اهتمام مهرجان القراءة بتنمية مهارات الاطفال في هذا المجال. * ما أثر مهرجان القراءة للجميع علي من يؤلفون ويرسمون كتب الأطفال؟ * منذ عام1989 تسهم جائزة سوزان مبارك لأدب الأطفال في اكتشاف عشرات من افضل المبدعين في مجال التأليف والرسم للأطفال كما شجعت الناشرين علي الارتقاء بمستوي إخراج وطباعة كتاب الطفل وهو ماجعل مصر تفوز بالجوائز الأولي لأدب الطفل وكتاب الطفل في كثير من المعارض الدولية خاصة معرض بولونيا الدولي بإيطاليا لكتب الاطفال وبجوائز منظمات الأممالمتحدة لثقافة السلام وقبول الآخر بل نستطيع القول إننا نعيش الآن في العصر الذهبي لكتب الاطفال فبعد أن كان متوسط مايصدر كل سنة هو50 عنوانا جديدا وذلك حتي عام1978 وصل الرقم الآن الي نحو2000 من العناوين الجديدة الصادرة كل عام من كتب الاطفال. * وماأثر مهرجان القراءة للجميع خارج مصر؟ * تم عقد عدد كبير من المؤتمرات وحلقات البحث لدراسة ماحققه المهرجان من اهداف ومايمكن أن يضاف إليه من أفكار واقتراحات ومشروعات جديدة. ولم تقتصر تلك المؤتمرات علي النطاق المحلي بل امتدت الي أن يتحول المشروع القومي الي مشروع دولي نموذجي تطالب الهيئات الدولية بتطبيقه في مختلف دول العالم. ففي خلال عام1997 أثناء زيارة السيدة الفاضلة سوزان مبارك الي باريس تم توقيع اتفاق حول سماح السلطات المصرية لجميع الدول الاعضاء في اليونسكو( منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم) بالاستفادة من التجارب والخبرات التي تم اكتسابها من خلال برنامج القراءة للجميع في مصر والذي نجح في إنشاء نظام واسع النطاق من المكتبات العامة وتوزيع مواد القراءة بأسعار زهيدة للتشجيع علي القراءة في شتي مناطق مصر. وعلي أن تقوم اليونسكو بتنسيق المبادرات الوطنية والاقليمية في هذا المجال علي ضوء الخبرة المصرية. وأن تقوم اليونسكو بإنشاء ودعم لجنة دولية ترأسها السيدة سوزان مبارك لإسداء المشورة بشأن إعداد برنامج للقراءة للجميع وتنفيذها. وقد تم فعلا انطلاق مشروعات للقراءة للجميع في عدد كبير من البلاد العربية وبلاد العالم المختلفة وتقدم اليونسكو دعما ماليا سنويا لكل دولة من هذه الدول في سبيل الوصول الي نتائج متميزة تشبه ماحدث في مصر بفضل جهود السيدة سوزان مبارك التي تستحق الشكر والتكريم.