لقد عانت هوليوود كثيرا في البحث عن نيولوك لنجمها المدلل توم كروز صاحب اشهر افلام العنف.. بعد ان رفض المجتمع الغربي كل انواعها. وتفنن صانعو الافلام في هوليوود في اختراع اسلوب جديد لسينما الاكشن.. فحولوا مشاهد العنف والقتل الي كوميديا!..وهي بالفعل طريقة مثيرة.. وهذا ماشاهدته الاسبوع الماضي من خلال الفيلم الامريكي لقاء متفجر بطولة توم كروز وكاميرون دياز.. وهو بالطبع ليس الاسم الحقيقي للفيلم الاصلي الذي يحمل اسمKnightandDay فارس اليوم.. فأنت تشعر طوال احداث الفيلم بمئات الضحايا دون ان تري نقطة دم واحدة.. والحقيقة انه عندما يتحول القتل الي مادة للضحك والسخرية فهذه ظاهرة يجب ان نتوقف عندها طويلا. يحكي الفيلم عن رجل لديه قدرات خارقة روي توم كروز الذي يجيد فنون القتال والتخفي.. ويعمل لدي احدي الوكالات الامنية الخاصة والتي استأجرته لمساعدتها في حماية اختراع بطارية من نوع خاص جدا تستطيع ان تولد طاقة خارقة, ولكننا لا نعرف فيما يمكن ان تفيدنا هذه الطاقة وفجأة يتمرد روي علي عملائه ويحاول العمل منفردا ويقع في غرام جوني كاميرون دياز بالصدفة.. وتتورط جوني مع روي ميلر ويصبحان هاربين وخارجين علي القانون فجأة المهم ان روي ميلر يتم توجيهه عن طريق احدث اجهزة الاتصال الحديث عن طريق الانترنت, علي جميع انحاء الكرة الارضية باتجاه هدفه وهو المخترع سايمون. الفيلم يغلب عليه طابع الإثارة والتشويق ومليء بالمغامرات والمطاردات المثيرة, هذا إلي جانب المواقف الكوميدية المتعددة أيضا.. والتي تعيد اكتشاف كروز كممثل كوميدي.. وقد استخدم المخرج احدث اساليب التصوير خلال المطاردات, سواء التصوير من طائرات حقيقية او من خلال الكاميرا الطائرة استدي او المتحركة علي وسائط مساعدة.. وقد تم تنفيذ معظم المشاهد من خلال الكمبيوتر جرافيك وخاصة مطاردة الثيران في شوارع اسبانيا أو المؤثرات البصرية والصوتية.. شارك في بطولة الفيلم كل من بيتر سارسجارد وجوردي مولا وفيولا ديفيس وبول دانو وماجي جراك ومارك بلوكاس.. سيناريو باتريك أونيل.. واخراج جيمس مانجولد. وإن كانت هذه هي المرة الأولي التي يلتقي فيها جيمس مانجولد مع توم كروز, إلا إنها ليست أول مرة يعمل فيها مع كاميرون دياز. يبدأ الفيلم بالصدفة في المطار بين جوني وروي.. فهي ذاهبة لحضور حفل زفاف شقيقتها وهو هارب من شيء ما لانعرفه.. وفجأة يلتقيان مرة أخري داخل طائرة لايوجد عليها ركاب الا قلة.. ويدور حوار رومانسي طويل جدا بينهما يجعلك تشعر انك وقعت في فخ... وانك امام فيلم ممل بشكل كبير.. وان ماأشيع حول توم كروز من ان عصره قد مضي ربما يكون حقيقة... ولكن فجأة واثناء وجود جوني داخل حمام الطائرة( حيث اوقعها روني في غرامه فارتبكت وقررت الذهاب للبحث عن مرآة لتتزين).. تنقلب الاحداث الي قمة الاثارة.. حيث يقوم روني بقتل كل من علي الطائرة حتي الطيارين! .. وتعود جوني من الحمام وهي لم تشعر بشيء نهائيا.. ويتولي روني بعد ذلك قيادة الطائرة.. الي ان تسقط في الادغال... وهكذا تتوالي المغامرات والمطاردات.. امتع مافي الفيلم هو سرعة ايقاعه ونقلاته الخلابة من مكان لاخر فمن امريكا الي جزر الكاريبي الي اوروبا مستعرضا كلاسيكيات المباني القديمة بالنمسا الي اسبانيا والكاميرا ترسم لوحات ابداعية من جميع زوايا الخيال الابداعي.. انه فيلم يجعلك تلهث خلف الكاميرا لتتسارع نبضات قلبك كما لم يحدث لك من قبل.. سوف تتفاعل مع الكثير من المتناقضات.. سواء من ردود افعال روني توم كروز الذي يؤدي معارك بالغة الخطورة بمنتهي البساطة وهو في نفس الوقت يشعرك بانه يلهو سعيدا فقد اتخذ من عمله تسلية رغم خطورته... ويتصرف ببساطة توحي لك بالثقة في بطلك المفضل... وهي عبقرية تحسب للمخرج ولو أنه يبدو ان هذه هي سمة الافلام الامريكية التي تميل الي تقديم الكوميديا.. فقد سبق ان قدم نفس الاسلوب جيم كاري في افلامه.. وهو ايضا ايحاء بأن بطلك لا يقهر ابدا وانه واثق تماما من نجاحه في كل اعماله.. ثم انتقاله الي قمة الرومانسية في علاقته بالفتاة التي بهره جمالها من اول نظرة.. وقد واجه الفيلم العديد من التجاوزات الدرامية علي سبيل الفانتازيا.. حيث لم نعرف لماذا يتنقل روي من مكان لآخر حاملا البطارية لايوجد سبب مقنع والمدهش انه في نهاية الفيلم نعلم ان هذه البطارية استثنائية لأنها نموذج فاشل غير حقيقي ويعلن مخترعها بالفم المليان انه سوف يصنع واحدة جديدة أفضل منها ؟! هل هذا معقول. كان للموسيقي التصويرية دور بارز جدا, وقد تم تصوير الفيلم بين أمريكا وإسبانيا والنمسا وعدد آخر من البلدان الأوروبية.. وتجاوزت ميزانية95 مليون دولار. وقد أدي توم كروز بعض المشاهد الخطيرة في الفيلم بينها قفزة من علي سطح مبني يرتفع40 قدما عن الأرض. توم كروز قدم دوره ببراعته المعهودة.. فهو دائما مقنع سواء كمقاتل بارع أو رومانسي حالم ولكن الجديد بحق هو خفة ظله الواضحة في أداء المواقف الكوميدية المكتوبة بعناية.. إنها شهادة نجاح جديدة لنجم كبير لايزال يتألق.. ولايزال يحتفظ بملامح الشباب رغم بلوغة الثامنة والاربعين من عمره.. ايضا كانت كاميرون دياز تلقائية وواقعية في انفعالاتها مع المفاجآت غير العادية التي تمر بها عبر الأحداث.. ان فيلم اللقاء المتفجر يمكن تصنيفه علي انه فيلم كوميدي ولكن بأحدث اساليب هوليودية.. بمعني انه كوميدي مرعب.