ماذا يحدث في عاصمة السينما الأمريكية هوليوود-! هل أصبحت العمالة والجاسوسية صفة شائعة بين نجوم هوليوود الكبار-!.. ولماذا لجأت هوليوود علي امتداد السنوات الأخيرة إلي إضفاء صفة العميل والجاسوس علي نجومها الكبار، الفاتنات منهم قبل الرجال، واختيار نوعيات خاصة من القصص وموضوعات الأفلام لتكريس هذه الصفة للنجم أو النجمة-!.. أشهر جميلات هوليوود أنجيلينا جولي تقوم في أحدث أفلامها الذي يصدر الآن بدور عميلة وجاسوسة للمخابرات المركزية الأمريكية ومنذ شهور عرض خلال مهرجان كان في دورته الأخيرة فيلم «اللعبة العادلة» قامت فيه النجمة الحسناء ناعومي واتس بدور عميلة في المخابرات الأمريكية، يضعها زوجها الصحفي في موقف حرج مع قادة المخابرات عندما ينشر مقالا يثبت فيه أن الحرب الأمريكية علي العراق غير شرعية، فالعراق خالية من كل أسلحة الدمار الشامل علي غير ما ادعت أمريكا لتقوم بالغزو.. والنجم الكبير جورج كلوني كان عميلا في فيلمه «سارينا» وليوناردو دي كابريو ظهر مع النجم راسل كرو في دور عميل وجاسوس في فيلم «حفنة أكاذيب» الذي صور في الأردن، وبراد بيت زامل الفاتنة كيت بلانشيت في فيلم ذي طابع جاسوسي هو فيلم «بابل». يقودنا هذا كله إلي أحدث أفلام نجم هوليوود المدلل توم كروز بجوار الجميلة كاميرون دياز المعروض الآن في القاهرة تحت اسم «لقاء متفجر».. بينما الترجمة الحرفية للاسم هي «فارس ويوم». - نجم هوليوود المدلل في رأيي أن إطار توم كروز والشخصية التي يمثلها فيه، أصغر كثيرا من حجم توم كروز ومكانته في السينما العالمية.. لقد بني توم كروز مكانته كممثل علي مقدرة حقيقية وعلي حضور جماهيري بارز.. ومن يشاهده يتقمص شخصية المحارب الأمريكي الذي أوفد إلي اليابان لكي يتدرب علي وسائل الحرب، عند مقاتلي الساموراي في فيلم «الساموراي الأخير» يدرك أنه يمتلك موهبة خلاقة.. أو يشاهده في الفيلم الذي اختاره ستيفن سبيلبرج كأب يدرك أن نهاية العالم وشيكة وعليه أن يؤمن حياة أسرته حتي ولو في جب تحت الأرض أو يصاحبه في سلسلة أفلامه التي تحمل عنوان «مهمة مستحيلة» يدرك أنه كنز من المواهب.. بل إنني مازلت أذكر كل خلجة من خلجاته وكل تعبير علي وجهه في فيلمه «حوار مع مصاص دماء».. فإذا أضفنا إلي هذا كله، أنه أول قصة حب وأول زوج في حياة النجمة الأسترالية الأصل نيكول كيدمان وأنهما عندما انفصلا كانا قد عملا معا في آخر أفلام المخرج العبقري الراحل ستانلي كوبريك «نظرة عينيك» لعرفنا لماذا أصبح توم كروز طفل هوليوود المدلل. - أسلحة جديدة للسينما الأمريكية في رأيي أن اللجوء إلي إنتاج أفلام «البعد الثالث» أي الفيلم المجسم قد شكل صغطا كبيرا علي ستوديوهات السينما في هوليوود، وجعل السينما الأمريكية تبحث عن أشكال وأساليب جديدة لكي تقدم للمشاهد العالمي أفلاما تستطيع أن تنافس ما قدمه جيمس كاميرون في فيلمه «أفالا» أو تلك المجموعة الصادقة من أفلام الكارتون ذات البعد الثالث مثل سلسلة «شيرك» التي يعرض منها الآن في القاهرة فيلم «هناك ملك جديد في المدينة» أو الفيلم المبهر «سندريلا» أو الآخر «أليس في بلاد العجائب». وفي مجال المغامرات والإثارة والعنف الصادم الذي رأيناه قمة في فيلم مارتن سكورسيزي «شوارع نيويورك» أصبح الاستمرار في تقديم هذا اللون من العنف غير مبرر وغير مقنع للمشاهد، بل يثير اشمئزازه وغضبه في كثير من الأحيان وهنا كان لابد من اللجوء إلي التقنية العصرية وما تتيحه من تركيبات الجرافيك والخدع السينمائية والبصرية للوصول إلي ما يسمي «العنف النظيف».. العنف الذي يؤدي إلي سقوط عشرات من القتلي، لكنك لا تراهم يقتلون أو تنساب منهم قطرة دم.. وهي فانتازيا جديدة تعطي المشاهد راحة وإحساساً، يشاهد نوعا من الكوميديا حتي ولو كانت كوميديا سوداء.. بهذا المنطق يجب أن تتعامل مع أحدث أفلام توم كروز المعروض في القاهرة «لقاء متفجر» وترجمته الحرفية كما قلت «فارس.. ويوم». - تمرد عميل وحب بالصدفة قصة الفيلم تضعنا في مواجهة العميل السري «روي» (توم كروز) ذي الخبرة الضخمة في فنون القتال والاختفاء عن العيون.. واستأجرته إحدي شركات الأمن الخاصة وهي صفة غالبة علي الحياة في أمريكا الآن، أن تتولي هذه الشركات العمل السري حتي في ساحات الحروب - لكي يؤمن اختراعا جديداً هو «بطارية» تنتج طاقة هائلة من الطاقة المتفوقة.. وفي أحد المطارات يلتقي روي صدفة بالفتاة الجميلة جوني «كاميرون دياز» وقد بدأ مرحلة تمرد علي عملائه ومستخدميه.. وكانت جوني محاطة ببعض المشاكل، وقد اضطرتها أوضاعها للرحيل.. وفي الطائرة يشعر روي بحب آسر تجاه جوني التي تضطر إلي الذهاب إلي حمام الطائرة لكي تتزين حتي تبهره أكثر، وعندما تعود تجد ركاب الطائرة القلائل قد قتلهم روي في نوبة غيرة عليها حتي طاقم الطائرة ويتولي روي قيادتها. لقد كانت جوني في رحلة لكي تحضر حفل زفاف شقيقتها، وكان إحساسها ينبئها بأن روي يهرب من شيء خفي لا تدركه ولا يكشفه لها، رغم أنهما في أول لقاء قد تبادلا حواراً عاطفياً رومانسياً طويلا بني الحب في قلب كل منهما للآخر.. وتسقط الطائرة وسط الأدغال.. ويقرر روي أن يهرب من عملائه، والاختفاء مع جوني التي تبدأ معه رحلة مثيرة.. من أمريكا وأدغالها إلي البحر الكاريبي وجزره وأوروبا القارة العجوز بكل عواصمها وأنماطها في المباني القديمة في النمسا وإسبانيا. وكما سبق لي أن شرحت أن هذا الأسلوب السينمائي الجديد يعتمد علي التقنية العالية، والاعتماد علي الجرافيك في التعامل مع الحركة السريعة والنقلات المفاجئة والقفز من بانوراما إلي أخري ومن مشهد إلي مشهد، مما يمتع المشاهد ويجعله أكثر إحساسا بالنجم أو النجمة التي تؤدي المشهد. إن البراعة والبساطة التي يمارس بها البطل رون معاركه وقتاله، ويؤكد لك في كل لحظة أنه سعيد هانئ بما يفعله رغم الخطورة المتمثلة فيه، ويثير فيك رنة إعجاب وثقة في أنه قادر علي الخروج من أي مأزق وأنه بطلك الذي لا يقهر. - كروز.. مضحك بدرجة مقنعة أعتقد أن توم كروز في شخصية رون، العميل السري قد توصل إلي أداء مقنع، يمكنه من جعل المشاهد يضحك في براءة.. ربما هذا بسبب عبقرية المخرج الذي قاده لهذا الأداء.. رغم بعض السقطات الدرامية في أحداث الفيلم، فليس هناك ما يبرر احتفاظ روي بالبطارية الفائقة والتنقل بها من مكان إلي آخر.. لكن المشاهد العاطفية الرومانسية للحب بين توم كروز وكاميرون دياز كانت هي الأجزاء الرائعة في الفيلم التي تؤكد أن كروز لايزال طفل هوليوود المدلل.. بل إنه يحتفظ بمكان علي القمة في مشاهده كمقاتل بارع أو عاشق رومانسي حالم، وفي كل الحالات يتمتع بخفة ظل كبيرة، ساعدته في هذا كاميرون دياز بأدائها التلقائي المتميز وجمالها الأخاذ وهي تخرج معه من مفاجأة إلي أخري.. تعدد الأجواء والانتقال بين بيئة وأخري.. من أمريكا إلي النمسا وإسبانيا وبعض البلدان الأوربية الأخري، وبراعة المصور في اختيار لقطاته، كل ذلك في إطار موسيقي تصويرية تتناغم وتنتقل بين كل هذه الأجواء.. يعطينا إحساسا ناعما ساحرا في المشاهدة.