كان هذا الاسبوع موعدي مع مسرحية شاهدت إعلاناتها منذ عامين علي واجهة مسرح الفن ولكن لم تقدم طوال العامين بسبب بعض القضايا بين محافظة القاهرة ومدير المسرح وصاحبه وهو الفنان جلال الشرقاوي. هذا الاسبوع شاهدتها لك وهي دنيا أراجوزات وذلك بعد ثلاثة أيام فقط من فتح المسرح بعد صدور أحكام لمصلحة افتتاح المسرح ولكن بعض أحكام مضادة مازالت معلقة فكان أن أغلق المسرح مرة اخري حتي تنتهي هذه النزاعات القضائية. بعيدا عن هذه المنازعات فلسنا طرفا فيها ولكن المهم أنني شاهدت لك هذا العرض الذي ربما سنشاهده قريبا أو لن نشاهده. العرض كما سبق وذكرت باسم دنيا أراجوزات الذي أخرجه جلال الشرقاوي عن نص محمود الطوخي وإذا قلت إنه نص فربما لا تكون التسمية الحقيقية ذلك أن النص هنا جمع كل ما نشرته الصحف كل السلبيات بالذات التي ركزت عليها الصحف ليضعها في قالب مسرحي وهو ما يعرف باسم مسرحة الصحف أو مسرح الجريدة وهناك اسم آخر وهو الكباريه السياسي.. إذن العرض يقدم لنا معظما إن لم يكنا كل سلبياتنا من خلال عدد كبير من الشباب وصل عدده الي25 ممثلا وممثلة. كل من اعتلي خشبة مسرح الفن في هذا العرض دنيا أراجوزات هم من الشباب الذين لدي عدد كبير منهم طاقات رائعة في الأداء وفي الاستعراض وايضا في الغناء. فماذا قدم بهم المخرج هذا العرض؟ قدمه من خلال بداية خلفية لديكورات لم أشهد مثيلا لها يمكن أن نطلق عليها ديكورات ذكية وهي إلي جانب روعتها وتكلفتها العالية وتتغير تقريبا مع كل مشهد بمعني أن لدينا العديد والعديد من الديكورات حسب كل مشهد ولعل اروعها هو مشهد وقوع أو انهيار, منطقة الدويقة بالمقطم. لدينا في الديكورات الاحياء الشعبية لدينا طريق الهرم والسيارات تجري علي خشبة المسرح ولدينا المحكمة ولدينا برامج التوك شو ولدينا العديد والعديد من الديكورات التي عن حق تعتبر هي البطل الرئيسي لهذا العمل وهي للمهندس حازم شبل. أيضا اهتم المخرج بالاستعراضات, وإذا قلنا استعراضا فلعل أهم ما فيه هو الملابس التي اجدها أخذت حقها تماما من الإنتاج اي التكلفة ايضا لدينا موسيقي مصرية جميلة لعصام كاريكا. مدة العرض ثلاث ساعات ربما لو كان تم اختصار15 دقيقة فسيستفيد العرض, أكثر مما شاهدنا. حركة الممثلين والممثلات سريعة وبعض الحركات استغل فيها المخرج لياقة سن الشباب لتشهد ما يشير إلي بعض ألعاب الجمباز. فماذا عن الممثلين والممثلات؟ في البداية لدينا هبة محمود ومازن الغرباوي اللذان قدما ادوار الأراجوزات وكانا الموصل بين المشاهد المختلفة التي هي ما قرأناه في الجرائد ولكن في وضع أو في صورة مسرحية منها ما هو كاريكاتيري ومنها ما هو تراجيدي. لدينا البطلاين اللذان من خلالهما تحركت معظم المشاهد التي برز فيها عدد ليس بالقليل من الشباب وعلي رأسهم محمد رمضان وهشام عادل ومجدي الحريري ونهي فؤاد. بالفعل طاقات جيدة وأداء يصل بهم بعد سنوات قليلة لأدوار البطولة. وإذا كان البطل والبطلة وهما الأراجوز والاراجوزة قد قدما أدوارهما أدائيا استعراضيا وغناء بمنتهي الكفاءة فإن ما يساعد علي إبراز أدوارهما هو هذه الأزياء التي ارتداها, فكانت تتغير مع كل مشهد تقريبا. وليس البطل والبطلة فحسب ولكن معظم الممثلين كان الاهتمام بالازياء واضح تماما. وبالفعل تكلفة عالية من الإنتاج الذي رأي أن يضع هذه الامكانات المادية علي كل فروع العمل المسرحي استنادا إلي الاستفادة من قلة رواتب أو أجور الفنانين الشباب, فالمعروف أن أجور كبار النجوم غالبا ما تستهلك معظم ميزانية أي عمل. عرض يقدم سلبياتنا من خلال الكوميديا والرقص والاستعراض والموسيقي بمعني أن ثمة فرجة ومتعة بصرية وأيضا بسمة وكوميديا يحتاجها باستمرار متفرجو بالذات القطاع الخاص. تحية لمجهود مسرحي كبير, وإنتاج لم يبخل بما يحتاجه العمل من أموال, وتحية لشباب محب فعلا للمسرح ذلك الفن الصعب والمرهق ايضا.