تقف اليابان في منطقة وسطي بين أمريكا وأوروبا فيما يخص اصلاحات الأسواق وفرض اجراءات جديدة علي التعاملات والصفقات المالية وضرائب البنوك. وقد بدت الدبلوماسية اليابانية نشيطة للغاية في قمتي مجموعة الثماني والعشرين بدافع تحقيق المصالح الوطنية, ولعب دور حلقة الوصل للتقريب بين الآراء والسياسات المختلفة من أجل تأمين الانتعاش الاقتصادي العالمي في المرحلة المقبلة. تحدثت الأهرام إلي المتحدث باسم رئيس الحكومة اليابانية كازيو كوداما لمعرفة أبعاد ماحدث في تورنتو من مشاورات, وأين تقف الدول الكبري من التطورات المتلاحقة سياسيا واقتصاديا في مناطق عديدة من العالم, وكيف تتعامل الحكومة الجديدة في اليابان مع ملفات السياسة الخارجية. * ما الذي حدث في اجتماعات قمة الدول الثماني خاصة فيما يتعلق بالتركيز علي الشق السياسي؟ وما تصوركم عن الوضع في الشرق الأوسط؟ { في ضوء ما حدث في الشرق الأوسط في الشهرين الماضيين, توصلت الدول الثماني إلي موقف موحد أعلنت عنه في الوثيقة الختامية لقمة ماسكوكا في تورنتو بما في ذلك الموقف المؤيد لضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة, واجراء مفاوضات غير مباشرة بين السلطة الوطنية الفلسطينية واسرائيل, كما ان زعماء الدول الثماني عبروا عن اسفهم لما حدث من خسائر في الأرواح أمام سواحل غزة أخيرا. ونحن نؤمن بأن دور الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي ومصر بالغ الاهمية لتحسين الاوضاع في غزة وتشجيع مفاوضات السلام بين الجانبين ولعملية السلام برمتها, واليابان مستعدة دائما للمشاركة بكل ما تستطيع لتحسين الأوضاع. * بشأن الاصلاحات المالية العالمية, كيف تري طوكيو الخلاف بين الولاياتالمتحدة والشركاء الاوروبيين؟ { ناقش الزعماء في قمتي الثمانيي والعشرين الاوضاع المالية من منطلق الفهم المشترك للوضع الراهن وليس من منطق صراع المصالح بينها, حيث مصلحة الجميع في الوصول إلي تعافي الاقتصاد العالمي. وفي الوقت الذي أقر فيه الزعماء ان معدل نمو الاقتصاد العالمي عاد إلي الارتفاع بمعدلات غير متوقعة إلا ان معدلات البطالة المرتفعة في دول الثماني والعشرين غير مقبولة, ولذلك يجب الاستمرار في انعاش الاقتصاد العالمي. ومن الضروري الوصول إلي توازن بين نوعين من الاجراءات في جانب يجب ان نتأكد من تعافي الاقتصاد علي نحو متصل مع ضخ الاموال العامة في الاقتصاد, وعلي الجانب الآخر, يتعين علي الحكومات تقليل العجز في الموازنات العامة, بمعني الانفاق أقل من السابق, والإجراءان متناسقان ومنسجمان مع بعضهما البعض. في اليابان, تبني رئيس الوزراء الياباني أخيرا مبادرة جديدة للنمو تحقق المزيد من النمو دون زيادة الانفاق في الموازنة العامة, ويمكن تحسين الأوضاع من خلال ما يسمي بإجراء اعادة التنظيم المالي بمعني سحب السيطرة من الحكومة بتشجيع المستهلكين علي الانفاق وهو ما سوف يزيد بشكل طبيعي ما يسمي بالطلب الداخلي.. وزيادة الطلب الداخلي هي التي سوف تزيد من معدل التوظيف الداخلي ومن هنا يمكن رفع معدل النمو الداخلي دون زيادة الانفاق العام. وقد جاء البيان الختامي متضمنا اجراءات محددة فيما يخص الترويج لاجراءات الدعم المالي لجميع الدول العشرين التي شاركت في قمة تورنتو. * كيف تري ايجابيات البيان الختامي لمجموعة العشرين؟ { الجانب الاكثر ايجابية هو التوافق بين الكل علي استمرار اجراءات الترويج للنمو الاقتصادي واجراءات الدعم المالي والاشارة كذلك إلي هدف محدد هو تقليل العجز في الموازنات العامة وهو هدف في المدي المتوسط. *لماذا لم تتبن مجموعة العشرين الاجراء الموحد الخاص بفرض ضرائب علي البنوك؟ { تراجعت دول العشرين عن تبني هذا الاجراء الذي يندرج تحت مسمي مقاس واحد يناسب الكل لأن ذلك يمكن أن يتسبب في نتائج عكسية, ففي حالة اليابان يوجد لدينا ما يسمي نظام التأمين علي الودائع وهو معمول به منذ أكثر من عشر سنوات, وهو يفرض علي البنوك تغطية تكلفة المخاطر المحتملة الخاصة بودائع العملاء, فلو حدث ان أفلس بنك ما, فإن الودائع الخاصة بالعملاء يجب ان تخضع للحماية, وهو ما يعني ان اليابان لديها بالفعل نظام ضريبي علي البنوك العاملة في الداخل. * ماذا عن مستقبل جولة مفاوضات التجارة الحرة جولة الدوحة خاصة ان مجموعة الثماني نوهت في بيانها الاخير للمرة الاولي منذ انطلاق مفاوضات منظمة التجارة العالمية قبل سنوات إلي امكانية المضي في اتفاقيات التجارة الحرة علي المستوي الثنائي.. هل يعني هذا فشل جولة الدوحة؟ { لا.. جولة الدوحة لم تفشل وهي مازالت الاساس لمفاوضات التجارة علي المستوي الدولي ومفاوضات جولة الدوحة حول تحرير التجارة العالمية مستمرة لفترة, ولكن يجب ان نتذكر انه بسبب الأزمة المالية العالمية توقفت المفاوضات لبعض الوقت نتيجة وجود موضوعات ملحة منذ ديسمبر2008 واليوم تريد الاطراف المختلفة المضي قدما في المفاوضات من جديد والموعد النهائي للانتهاء من المفاوضات والمحدد بشهر ديسمبر المقبل ليس مسألة نهائية ويمكن التجاوز عنه باتفاق الاطراف المختلفة. ونعتقد أن الوضع افضل لإطلاق المفاوضات من جديد, ودول مجموعة العشرين متفقة علي المضي في التفاوض من أجل الوصول إلي اتفاق في نهاية الامر وهو أمر يتوقف علي المنافع المشتركة والاخذ والرد بين الدول المختلفة. ومن ناحية أخري كل بلد لديه مشكلاته الداخلية واتفاقية التجارة تتوقف علي المصالح الذاتية في الداخل والقبول بمنظمة التجارة العالمية يعني القبول بالمنافسة, وأن تقبل أن تكون الطرف الخاسر في بعض الأحيان وهذا هو أحد أسباب تعثر العملية. * هل يمكن ان تناقش مجموعة العشرين توسيع العضوية خاصة في ظل عدم وجود تمثيل متوازن لمجموعة اقليمية مثل الشرق الاوسط وافريقيا؟ { في حدود معلوماتي لم تتطرق اجتماعات مجموعة العشرين إلي هذا الامر لكن يمكن أن تكون هناك فرصة لمناقشة توسيع العضوية في قمة العشرين المقبلة, والتي ستعقد في كوريا الجنوبية في نوفمبر المقبل.