باريس أ.ف.ب: علي الرغم من تحملها أعباء الديون التي تقدر بما بين80 و120 مليون يورو, رفضت جمعية محرري صحيفة لوموند الفرنسية- المساهم الأكبر في هذه الصحيفة العريقة- أمس عرضا لشراء الصحيفة تقدم به رجل الأعمال كلود بيردريل وشركتان أخريان. ففي الوقت الذي كانت فيه لوموند تبحث عن عرض سيكون عليه إعادة توفير رأسمال لهذه المجموعة المثقلة بالديون, رفض محررو الصحيفة العرض الذي تقدم به بيردريل مالك مجموعة لو نوفيل أوبزرفاتور بالاشتراك مع فرانس تيليكوم وشركة بريزا الإسبانية, المساهمة أيضا في لوموند ومالكة صحيفة إل بايس الإسبانية. وفي المقابل, أيد91% من أعضاء جمعية المحررين العرض الذي تقدم به ثلاثي منافس يضم رجل الاعمال بيير بيرجيه وصاحب بنك ماتيو بيجاس ورئيس شركة الانترنت فري إجزافييه نييل, بينما وافقت أقلية من الصحفيين في جمعية المحررين علي عرض بيردريل- بريزا- فرانس تيليكوم. ومن المقرر أن يعلن مجلس مراقبة لوموند موقفه غدا- الاثنين- أما القرار النهائي فيتوقع أن يصدر في نهاية الشهر الحالي بعد إجراء تصويت في جمعية عامة لمجمل المساهمين في لوموند. وفي هذا الإطار, اتخذت هذه الصفقة بعدا سياسيا مع دعوة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رئيس مجلس ادارة الصحيفة العريقة اريك فوتورينو الي قصر الاليزيه ليبلغه بأنه غير راض عن عرض بيرجيه بيجاس نييل. فقد أثار تدخل ساركوزي استياء خصومه السياسيين الذين يتهمونه بالتدخل في شئون وسائل الاعلام, حيث اتهمت النقابة الوطنية للصحفيين الرئيس الفرنسي بأنه يريد وضع وسائل الاعلام تحت تأثيرة تمهيدا للانتخابات الرئاسية في.2010 ودعا الحزب الاشتراكي الرئيس الفرنسي الي احترام استقلال وسائل الاعلام, بينما رأي الحزب الشيوعي أن ساركوزي يسير علي خطي رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلسكوني, كما يري بعض المراقبين وجود يد للإليزيه أيضا في مشاركة فرانس تيليكوم التي تملك الدولة62% منها.