تقلدت مؤخراً د. فاطمة تمام محمود منصب مدير عام الإدارة العامة لحدائق الحيوان والطيور والأسماك، لتثبت بروح المثابرة والإصرار قدرة المرأة على العطاء فى مختلف القطاعات. ولتؤكد انه مازالت هناك مناصب كثيرة حكرا علي الرجال ويظن الكثيرون أنها لا تتناسب مع الأيدي الناعمة وتتنافي مع رقة المرأة, حيث تقتضي طبيعة هذه المهنة التعامل مع الحيوانات المفترسة بمختلف أشكالها. تقول د. فاطمة تمام: تقلدت هذا المنصب بعد رحلة عناء وكفاح طويلة, فقد جذبني هذا المجال منذ ما يقرب من أكثر من عشرين عاما وكنت أمارس عملي كطبيبة بيطرية بالحديقة وعشقت عملي وتعلمت من الحيوانات أشياء كثيرة منها الأمومة والإخلاص والارتباط بالمكان وساعدني عملي أيضا في التغلب علي المشاكل والصعوبات حيث تنقلت في كثير من التخصصات والاقسام ومنها معمل الحديقة ومراكز الإكثار الصناعي والطبي وقسم الوقاية والعلاج وأسس التغذية للطيور والحيوانات ومطابقاتها بالجداول العالمية.. كل هذه الأشياء, بجانب ارتباطي الشديد بالحديقة, دفعتني للتقدم للمسابقة التي أعلنتها الهيئة العامة للخدمات البيطرية لمنصب مدير عام, وبالفعل تم اختياري في ديسمبر الماضي لأكون أول سيدة تتولي إدارة الحديقة بصورة رسمية حيث سبق وتولت د. ميرفت مرقصإدارة الحياة البرية لكنها لم تدر حديقة الحيوان رسميا. وأضافت ان هذا المنصب وضع علي عاتقي مسئولية كبيرة, حيث وجدت أمامي تركة مثقلة بالمشاكل, فالحديقة كانت في أمس الحاجة للتغيير والتجديد وكانت هناك حساسية من بعض الزملاء عندما توليت المنصب, لكن بالحب والحزم استطعت إذابة كل الحواجز والقيود, وأصبحنا أسرة واحدة, ومن المشاكل الأخري انتشار الباعة الجائلين بالحديقة وتغلبت عليها تماما بالتعاون مع فريق العمل ورغم انني تلقيت رسائل تهديد من الباعة الجائلين إلا إنني لم أعرها أي اهتمام وقررت مواصلة الطريق الصعب واستخدمت سياسة الثواب والعقاب والتسامح حتي عبرنا بالمركب لبر الأمان, وخلال هذه الفترة كان هناك اصرار من رئيس الإدارة المركزية د. نبيل صدقي لتوجيه الكفاءات حيث اختار مديرة للإدارة الإدارية والمالية ومديرة للمواقع الإلكترونية مما يعكس أن السيدات يتمتعن بالكفاءة والمهارة والصبر أيضا, والقدرة علي مواجهة الصعاب. بداية صعبة وتضيف د. فاطمة تمام بدأت مهمتي الصعبة مع مواجهة انفلونزا الطيور والخنازير منذ توليت منصبي اتخذت العديد من الاجراءات الوقائية لمنع انتشار الإنفلونزا. وكان لابد من إعادة التعاون مع الاتحاد الدولي لحدائق الحيوان وذلك بعد أن أوقف التعامل لظروف خارجة عن إرادتنا, وعندما وثقنا التعامل مع الاتحاد الإفريقي فتح لنا هذا باب التعامل أمام جميع حدائق الحيوان علي مستوي العالم وبالفعل تم إبرام إتفاقية تبادل للحيوانات والطيور والخبرات مع حديقة العين في دولة الإمارات الشهر الماضي لتبادل مجموعة من الحيوانات علي رأسها ثلاثة حيوانات من إنسان الغابة لها قيمة مادية وأهمية عالمية أذ حيث يصل ثمن الواحد إلي سبعة ملايين جنيه, بالإضافة إلي بعض أنواع من القرود النادرة غير الموجودة بالحديقة منذ عام.1996 وقد تم أيضا تبادل الكانجرو الأحمر مع أمريكا مقابل فرس النهر, وجاري الاتفاق علي إحضار زرافة وغيرها من الحيوانات التي لم تعد موجودة لدينا. وتقول د. فاطمة تمام إنها لم تتوقع أن يرتقي مستوي حديقة الحيوان خلال هذه الفترة القصيرة, فقد أصبحت هناك ثقة دولية أبداها خبراء عالميون أثناء زيارتهم للحديقة, كما تم إنشاء موقع للحديقة علي الإنترنت وحضر خبير دولي من لندن وأشاد بمستوي العمال والأطباء والإداريين, كما حرص رئيس اتحاد حدائق حيوان إفريقيا علي زيارة الحديقة وأشاد بها. وتضيف إنها حرصت أيضا علي عرض الحيوانات بطريقة جديدة لجذب الزائرين, وفتح المخازن المغلقة حيث ارتدي العاملون الزي الخاص بهم, والأكل المقدم للحيوانات يتم وضعه في آيس بوكس بعد أن كان يحمله العامل بطريقة بدائية! أيضا لافتات الإرشاد بالحديقة تم تنفيذها بالكمبيوتر.. وحول مشكلة تكاثر الأسود أكدت ان المشكلة لاتزال قائمة وتم طرح حلول كثيرة لحلها مثل التبادل والبيع! وخاصة بعد أن أثارها الخبير الدولي. وقالت إن هناك مشكلة للحيوانات كبيرة السن مثل الفيلة فالإدارة تضطر لعرض الإناث فقط للبيع لأن الذكور لها مشاكل كثيرة في سلوكياتها, والمثير إن أنثي الفيل موجودة منذ عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر, ويجري الآن الاتفاق علي اقتناء أفيال صغيرة! وعن حياتها الزوجية تقول: الفضل في نجاحي يعود لزوجي المهندس وكذلك ابني وابنتي المهندسان وكلهم يدعمونني دائما.