هز زلزال سياسي غير مسبوق بروكسل أمس, فقد انتهت الانتخابات التشريعية بانتصار تاريخي للفلمنكيين المطالبين بالاستقلال. وهو ما قد يرغم الفرنكوفونيين علي القبول بمنح الناطقين بالهولندية مزيدا من الاستقلالية. و أكدت النتائج شبه النهائية بعد فرز96% من الأصوات أن حزب التحالف الفلمنكي الجديد حصد ما يقرب من30% من الأصوات في فلاندر, المنطقة الناطقة بالهولندية شمال البلاد التي تضم غالبية البلجيكيين أي نحو60% من إجمالي10.5 مليون بلجيكي. وطبقا لهذه النتائج سيحصل الفلمنكون علي نحو30 مقعدا في البرلمان البلجيكي من أصل150 مقعدا. وتعد هذه النتيجة غير مسبوقة علي الاطلاق, إذ لم يسبق لحركة تطالب باستقلال الفلاندر أن فازت في انتخابات تشريعية فيدرالية. ويدعو التحالف الفلمنكي الجديد إلي تحول بلجيكا في بداية الأمر إلي دولة كونفيدرالية تعهدت فيها السلطات الأساسية للمناطق, وذلك لتمكين منطقة الفلاندر من الإعتماد كليا علي نفسها قبل استقلالها عن بلجيكا. وقال زعيم الحزب الفلامنكي الجديد بارت دي فيفر 39 عاما إن هذه النتائج مذهلة وتؤكد أن البلجيكيين اختاروا التغيير, مؤكدا أنه لن يخذلهم, وتابع قائلا إن التغيير في بلجيكا يكون بإصلاح في مؤسسات الدولة يمنح الفلاندر مزيدا من الاستقلالية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية. واكد دي فيفر أن استقلال الفلاندر ليس مطلبا ملحا للحزب, إلا أنه لم يستبعد امكان زوال البلاد عن الخريطة وقيام دويلات علي أنقاضها, وما يعنيه ذلك من شطبها من خارطة الاتحاد الاوروبي.