أخيرا تم التوصل إلي حل حاسم لمشكلة نقل المدابغ.. من خلال تطبيق أسلوب جديد لأول مرة في مصر يحقق العدالة المطلوبة ويرضي مصالح ومتطلبات جميع الأطراف. .. وهو استبدال الوحدات الإنتاجية الحالية لدباغة الجلود في منطقة سور مجري العيون بمصر القديمة بوحدات جديدة أخري مجانا في مدينة الجلود بمنطقة الروبيكي بجوار مدينة بدر.وبذلك ينتهي الجدل الطويل حول نقل هذه المدابغ من موقعها الحالي, ويبدأ الصناع في الاستعداد للانتقال من هذه المنطقة والتي كان لهم فيها تاريخ طويل يمتدإلي112 عاما, ويوضح الدكتور حمدي حرب رئيس غرفة دباغة الجلود أن اصحاب المدابغ و العاملين فيها برغم ارتباطهم الشديد بمنطقة سور مجري العيون باعتبارها مصدر رزقهم و نشاطهم فإنهم كانوا دائما مقدرين للمطالبات بنقل هذا النشاط إلي موقع آخر, خاصة بعد أن اصبحت هذه المنطقة مزدحمة جدا وغير قابلة لأي توسعات أو تطوير في النشاط برغم الطلب الكبير المتنامي علي هذه الصناعة, ولكنهم في نفس الوقت كانوا لايستطيعون ترك عملهم والانتقال إلي مكان آخر يحملهم تكلفة فوق طاقاتهم وإمكانياتهم, وحتي مع إنشاء مدينة الجلود في الروبيكي والتي تقام علي مساحة533 فدانا بالإضافة إلي محطة معالجة وغابة شجرية علي مساحة1112 فدانا.... فإن هذه المدينة كانت تمثل هدفا طموحا لديهم ومع ذلك كان من الصعب الوصول إليه.. والسبب الأساسي مشكلة التمويل, فطبقا للاتفاق السابق للنقل الموقع في عام2001 فإن أصحاب المدابغ الحاليين بمنطقة مصر القديمة كان مطلوب منهم تحمل نصف تكلفة المنشآت الصناعية التي سيحصلون عليها في المدينةالجديدة وهذا كان يمثل عبئا كبيرا عليهم خاصة إذا أضفنا إلي ذلك تكلفة المعدات والألات الجديدة التي ستتم إقامتها في تلك المنشآت, وكان ذلك سببا رئيسيا في استمرار الوضع القائم علي ماهو عليه, ولكن مع تولي المهندس رشيد محمد رشيد منصب وزير التجارة والصناعة وقيامه بتكليف الدكتور هاني بركات بمهمة رئيس قطاع التنمية التكنولوجية والإشراف علي مشروع إعادة توطين صناعة دباغة الجلود تغيرت الصورة تماما, فقد وجدنا فكرا متطورا ومتفهما.. يستمع لاحتياجاتنا ومتطلباتنا, كما تم إجراء مباحثات مشتركة ومثمرة تعرف فيها كل طرف علي رأي وتصورات الطرف الآخر, كما تم في هذا الإطار إنشاء لجنة قومية للتنسيق لإعادة توطين وتطوير المدابغ تضم ممثلين لمختلف الجهات المختصة في هذا المجال, مما أسهم في حل مشكلة التمويل والتي إنتهت تماما بالاتفاق الموقع في الأسبوع الماضي بين الدكتور هاني بركات رئيس قطاع التنمية التكنولوجية ومقرر اللجنة القومية للتنسيق لمشروع النقل والدكتور حمدي حرب رئيس غرفة دباغة الجلود, والذي تم خلاله التوصل إلي مبدأ يحقق العدالة المطلوبة للمدابغ الحالية وهي تخصيص متر أرض ومباني تمليكا بمدينة الجلود بالروبيكي كمقابل تعويض عن كل متر مبان لأصحاب المدابغ بمجري العيون والتي يصل عددها إلي540 مدبغة, أي أن صاحب كل وحدة إنتاجية للدباغة سيحصل مجانا علي مساحة في الموقع الجديد تعادل المبني الحالي له مما يتيح له التفرغ للحصول علي المعدات والآلات الجديدة وتركيبها وتشغيل المشروع.. أما إذا ارادت أي مدبغة إقامة توسعات جديدة فإنها تتحمل التكلفة المحددة لذلك.. الأمر الذي يعني بدء نقل نشاط دباغة الجلود من منطقة سور مجري العيون و أن النشاط سيبدأ في مشروع مدينة الجلود بالروبيكي والتي ينتظر أن تبدأ العمل رسميا من2011, الأمر الذي يعني بدء نقل نشاط دباغة الجلود من منطقة سور مجري العيون