طالب بعضاً من نواب مجلس الشعب بسحب الثقة من وزير الصحة, لأنه فقد الثقة والاعتبار لمخالفته أحكام الدستور حينما قصر في توفير العلاج للمواطنين باعتباره حقا دستوريا. وذلك بعد ان فرضت قضية العلاج علي نفقة الدولة نفسها بقوة علي مجلس الشعب, سواء في لجنة الشئون الصحية أو تحت قبة مجلس الشعب امس برئاسة فتحى سرور , وأكد النواب أن المرضي يعانون ويموت الآلاف منهم يوميا بسبب الإجراءات غير الإنسانية التي اتخذها وزير الصحة من حيث تحديد حد أقصي لعدد الأمراض الخاضعة لنظام العلاج علي نفقة الدولة وتحديد سقف أقصي لقيمة العلاج, ووضع نظام إداري عقيم يفقد أي قرار للعلاج فعاليته عند التنفيذ فيطول عذاب المواطن حتي يصل الي حد الموت في رحلة من العذاب جريا وراء أمل العلاج علي نفقة الدولة, ثم يكتشف في النهاية أنه مجرد وهم وسراب, ومما أثار غضب النواب بشدة أن وزير الصحة لم يحضر اجتماع لجنة الصحة التي خصصته لمناقشة الموضوع, كما أنه أول أمس أعلن بفخر علي صفحات الجرائد أنه وفر مليار جنيه من العلاج علي نفقة الدولة وهو لايدري أن هذا علي حساب المرضي وقد أصبحوا يموتون يوميا بالآلاف. وبرغم تصدي الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون التشريعية والمجالس النيابية للدفاع عن وزير الصحة والتأكيد أن الحكومة حريصة علي توفير العلاج علي نفقة الدولة لمصلحة الفقراء ومحدودي الدخل, ومؤكدا أن هذا النظام سوف يستمر, فقد تدخل الدكتور سرور لوقف ثورة هياج النواب وغضبهم الشديد في وجه الدكتور مفيد, وذلك بحسم هذا التعارض الشديد بين النواب والحكومة, فقرر دعوة لجنة الشئون الصحية الي اجتماع عاجل يرأسه رئيس مجلس الشعب ويحضره الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون التشريعية والمجالس النيابية ممثلا للحكومة, والدكتور يوسف بطرس غالي وزير المالية لبحث هذا الموضوع من جميع جوانبه, ووضع حل له يرضي جميع الأطراف ويحافظ علي حق المواطن في العلاج علي نفقة الدولة وحق الدولة في حماية المال العام, وحق الحكومة في وضع الضوابط التي تكفل ترشيد استخدام الاعتمادات المقررة علي حق العلاج للمواطنين, خاصة في ضوء ما طالب به النواب بأن يكون الاعتماد المقرر للعلاج علي نفقة الدولة لا يقل عن6 مليارات جنيه, أي نصف الدعم المقرر للبوتاجاز(12 مليار جنيه) لان الاعتماد المقرر الحالي للعلاج علي نفقة الدولة وهو1,6 مليار جنيه لم يعد يفي بمتطلبات هذا النظام العلاجي للمواطنين في ظل تزايد المرضي وأنواع الأمراض الخطيرة. وقد شهدت جلسة مجلس الشعب أمس برئاسة الدكتور فتحي سرور مناقشات حادة وعنيفة من النواب الذين يمثلون كل الاتجاهات السياسية والحزبية من خلال عرضهم لبيانات عاجلة حول مشكلة العلاج علي نفقة الدولة, حيث أكد النائب الثائر دائما( أحمد أبوحجي حزب وطني), أن وزير الصحة قد استفز النواب والرأي العام حينما قال إنه وفر مليار جنيه من العلاج علي نفقة الدولة, وهذا علي حساب المواطن طبعا, لأنه علي سبيل المثال مات178 مواطنا في دائرتي الانتخابية بسوهاج لعدم توافر قرارات العلاج لهم علي نفقة الدولة, وطالب بعقد جلسة لمجلس الشعب تخصص لمناقشة هذا الموضوع. وأشار الدكتور مصطفي الكتاتني( حزب وطني) الي أن قرارات العلاج الجديدة لا تنفذ والمريض يدخل في متاهات الإجراءات واللجان الطبية وأخيرا يموت دون أن يعالج, إن ما يعمله وزير الصحة يخالف الدستور. وقال النائب محمد عامر( مستقل) هذا موضوع خطير, لأن وزير الصحة بما يفعل انما يكون قد فقد الثقة والاعتبار لمخالفته أحكام الدستور الذي أقسم عليه, وقد أصبح الوزير يهدد صحة المواطنين, وطالب بوقفة برلمانية حاسمة لوضع حل لمشكلة العلاج علي نفقة الدولة. الدكتور سرور: تقرير فقد الثقة للوزير لا يكون إلا من خلال استجواب وليس في البيان العاجل. وذكر النائب مصطفي بكري( مستقل) أن الاعتماد المالي المقرر للعلاج علي نفقة الدولة هو نحو1,6 مليار جنيه علي80 مليون مواطن, بينما في لبنان يتقرر هذا الاعتماد بما يعادل12 مليار جنيه موزعة علي12 مليون لبناني. وقال جمال الزيني( حزب وطني) اذا كان وزير الصحة قد فشل في نظام االعلاج علي نفقة الدولة, فمن الأولي أن نسحب الثقة منه خاصة أن هناك آلاف المرضي يموتون يوميا لم يحصلوا علي حقهم في العلاج علي نفقة الدولة. وأشار الدكتور حمدي السيد رئيس لجنة الصحة, الي أن النواب يتوافدون عليه يوميا ومعهم مئات الطلبات للعلاج علي نفقة الدولة ولا تجد طريقها للتنفيذ بسبب البيروقراطية والروتين بدعوي التنظيم, وطالب بزيادة الاعتماد للعلاج علي نفقة الدولة بمبلغ6 مليارات جنيه علي الأقل حتي يمكن علاج المرضي بأمراض خطيرة. وأكد الدكتور فتحي سرور أن نجاح أي حكومة يتوقف علي قدرتها في توفير العلاج للمواطنين, ولذلك أدعو لجنة الصحة الي اجتماع برئاستي لمناقشة الموضوع في ضوء جميع المناقشات وأن يحضر هذا الاجتماع الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون التشريعية والمجالس النيابية, والدكتور يوسف بطرس غالي وزير المالية. وارتفعت أصوات بالقاعة تقول: ووزير الصحة أيضا ياريس.. الدكتور سرور: ما قلته يكفي في الموضوع..