إيمانا منه بأن دعم المعارضة في مصر هو واجب وطني خاض الدكتور السيد البدوي انتخابات رئاسة حزب الوفد ضد منافسه د. محمود أباظة الرئيس السابق للحزب وفاز البدوي باكتساح بعد اتخاذه قرارا يعتبره تاريخيا بالعودة بالوفد إلي المشهد السياسي المصري. وفي حواره مع الأهرام أجاب الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد بكل صراحه علي التساؤلات الدائرة في الشارع السياسي حول موقف الحزب من انتخابات الرئاسة القادمة وانتخابات مجلس الشعب, وموقفه من القوي السياسية الحالية سواء كانت جماعة الإخوان المحظورة أو الائتلافات السابقة مع الأحزاب الأخري ورأيه في حركة التغيير وتوقعات ترشيح الدكتور البرادعي للرئاسة, وما هي خطوط الوفد في التعامل مع الحكومة وهل هي خطوط تتلون باللون الأحمر.. جميعها تساؤلات أجاب عنها الدكتور السيد البدوي بكل صراحة ووضوح. نبدأ من اتخاذ القرار بالترشيح لمنصب رئيس حزب الوفد وأسبابه الجوهرية.. و هل هي أسباب شخصية أم سياسية؟ في وضوح شديد أجاب الدكتور السيد البدوي قائلا: لكي أجيب عن هذا التساؤل المهم لابد من الإشارة إلي انضمامي لحزب الوفد في عام1983 لأنني من عائلة وفدية قديمة في طنطا, وقد تتلمذت علي يد فؤاد باشا سراج الدين, وعملت معه شأني شأن الكثيرين من زملائي بالوفد, وكان حزب الوفد في ذلك الوقت في صدارة المشهد السياسي المصري لأحزاب المعارضة, ولكن بعد وفاته تعرض الحزب للتراجع, ونشبت الخلافات التي تزامنت مع اختفاء الزعامة التاريخية, وحدثت تداعيات في إدارة الحزب, ومن هنا اتخذت القرار بالترشيح لانتخابات رئاسة الحزب أملا في إعادة الوفد إلي صدارة المشهد السياسي, وكنت أقول لمحمود أباظة في فترة الانتخابات دائما لا أتصور أن أكون طرفا وأنت طرف مضاد, علي أبواب مرحلة جديدة نحتاج فيها إلي توحيد الصف, ولن نتفرغ فيها لتصفية الحسابات, لأن من يتفرغ للهدم لا يصلح للبناء. هل هناك تغيير في تشكيلات حزب الوفد وقياداته؟ لا تغيير في تشكيلات الوفد, وهناك استمرار لأعضاء المكتب التنفيذي و السكرتارية العامة والمساعدة وأمين الصندوق, كما أن رئيس تحرير صحيفة الوفد مستمر, ولكن هناك تغييرا أساسيا في سياسة الصحيفة لأن الخطاب السياسي فيها لم يكن علي المستوي الذي ينتظره رجل الشارع من الحزب ويتفق مع كون الحزب هو زعيم المعارضة المصرية. وسوف يكون الخطاب الجديد للوفد أكثر تشددا وستجد الحكومة المصرية معارضة قوية موضوعية, وبعيدة عن التعرض للحياة الشخصية لأي مسئول, ولكن لن نترك صغيرة أو كبيرة يهتم بها المواطن المصري, وقد تعلمنا من فؤاد باشا سراج الدين أن نكون موضوعيين مع عدم التهاون في حق المواطن المصري. كما لن نترك أي مسئول يخطئ في إدارته وقراراته دون محاسبة وستكون قرارات الحكومة المصرية تحت منظار الوفد. وأضاف البدوي قائلا: وقد اتخذت قرارا أيضا بالفصل بين الصحيفة والحزب, بحيث لا يتدخل الحزب في السياسة التحريرية لها وتعود الصحيفة كما كانت في عهد فؤاد باشا سراج الدين مع مراجعة المكتب التنفيذي لسياسات الصحيفة وعدم نشر صورة رئيس الحزب إلا في أضيق الحدود في الاجتماعات والمؤتمرات الحزبية. هل يستخدم حزب الوفد قناة الحياة الفضائية باعتبارها ملكا لرئيسه؟ قناة الحياة قناة مستقلة ولا تعبر عن ملاكها أو أفكارهم واتجاهاتهم, وإن خبر رئاسة حزب الوفد لم يذع في قناة الحياة, وبالطبع فإن القانون يمنع أي قنوات فضائية علي أساس حزبي أو ديني ولن تكون الحياة صوتا للوفد. استغرق لقاؤك مع السيد صفوت الشريف رئيس لجنة شئون الأحزاب والأمين العام للحزب الوطني زمنا يفوق الساعتين, فهل هناك اتفاقات جديدة أو اتجاه لائتلاف بين حزب الوفد والحزب الوطني؟ لقد أبلغت السيد صفوت الشريف بما تم في حزب الوفد ونتيجة انتخاباته, ولكن الحديث مع السيد صفوت الشريف يكون دائما ممتعا ومفيدا, لأنه سياسي محنك والجلوس معه فرصة للنقاش والاستفادة برأيه في الكثير من القضايا.. وقد أكدت له أن حزب الوفد يعود ليكون معارضا قويا للحكومة وأنه بسبيل استعادة المساحة التي فقدناها خلال سنوات طويلة علي الساحة السياسية. وفي اللقاء أكد السيد صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني الديمقراطي أن الدولة حريصة علي أن تكون هناك معارضة قوية لأنها تصب في النهاية لصالح النظام, وحريصة علي وجود حزب قوي احتراما للديمقراطية التي ترتكز علي التعددية وتداول السلطة. وأوضح الشريف في اللقاء أن هناك من تحدث عن صفقات بين الحزب الوطني والوفد في الماضي وهو أمر لم يحدث علي الإطلاق. وأكد الدكتور السيد البدوي للسيد صفوت الشريف بدوره أن الوفد لم ولن يتطرق لعقد صفقاته, وأن كل صفقاته ستكون مع المواطن المصري. وحول استعداد حزب الوفد لانتخابات مجلس الشعب, وما هو موقفه من الترشيح لها؟! أكد الدكتور السيد البدوي وأفصح أنه مع حالة الحراك السياسي التي يشهدها الشارع السياسي المصري ومع عودة حزب الوفد حاليا للساحة ستكون الانتخابات القادمة لمجلس الشعب انتخابات قوية وسوف يسعي الحزب لعدد من الشخصيات العامة ذات الجذور الوفدية ومجموعة من المستقلين في مجلس الشعب لأننا لن نعود حزبا قويا إلا إذا خلطنا بين موروثنا السياسي وآليات وتحديات العصر الحديث. وأضاف أن حزب الوفد سيكون له ترشيحات قوية للمرأة أيضا لانتشار المرأة وجودها المهم في كل المحافظات. هل سيتقدم حزب الوفد بمرشح في انتخابات الرئاسة القادمة؟ وكيف يتم اختيار هذا المرشح؟ وفي رده علي هذا السؤال المهم تحدث رئيس حزب الوفد بوضوح قائلا: لا يشترط اختيار رئيس الحزب لمنصب رئيس الجمهورية, ولا تشترط تطابق مواصفات المرشح للرئاسة مع مواصفات رئيس الحزب, ولذلك فقد تقرر أن يتم اختيار مرشح حزب الوفد لانتخابات الرئاسة من بين أعضاء الهيئة العليا للحزب, وبحيث يفتح الباب للراغبين في ترشيح أنفسهم مع قيامهم بعد ذلك بعرض برامجهم علي أعضاء الحزب في المحافظات, وعلي أن تعقد عقب ذلك الجمعية العمومية للحزب لانتخاب من يمثل الحزب في الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية وسوف يخوض حزب الوفد هذه الانتخابات مؤيدا لمرشحه. ما هو موقف حزب الوفد تجاه الحوار مع الدكتور البرادعي؟ وهل يؤيده في الانتخابات الرئاسية إذا ترشح لها؟ وفي الإجابة عن هذا التساؤل أكد الدكتور السيد البدوي ترحيبه بالحوار مع الدكتور البرادعي إذا رغب في ذلك, ولكنه نفي بشدة انضمامه للجمعية الوطنية للتغيير ليس تقليلا من جهدها ولكن لدي حزب الوفد تراث عظيم وتاريخ يجعلنا نحافظ عليه, ولن نسعي لأحد. وحول موقف الحزب من جماعة الإخوان المسلمين, وهل هناك اتجاه للحوار معهم؟ أجاب الدكتور السيد البدوي بصورة فورية علي هذا التساؤل بقوله: إن حزب الوفد قادر علي منافسة جماعة الإخوان المحظورة والفوز عليهم في الانتخابات والحزب له تاريخ قديم في تحقيق ذلك وكان الوفد دائما يحصل علي الأغلبية ضدهم, ففي عام1950 حصل الوفد علي85% من المقاعد وفي البرلمان بينما حصل الإخوان علي13 مقعدا, وستكون هناك منافسة شريفة بيننا علي حوالي120 مقعدا. ومع اعترافنا بوجود جماعة الإخوان في الشارع المصري إلا أن الوفد سوف يسعي بآليات مختلفة للتواصل مع المواطنين وهي آليات غير تقليدية, مع إقرار أسلوب جديد للتكافل الاجتماعي مع المواطن المصري. هل هناك اتجاه لإجراء حوار جديد مع الحزب الوطني؟ إننا نفتح باب الحوار دائما ولكن قمنا بحوار منذ عام1984 مع كافة الأحزاب, وإننا الآن نريد الانتقال إلي ديناميكية جديدة للعمل أيضا مع أحزاب المعارضة, ولا يمكننا الاكتفاء بالوثائق المنشورة في الصحف دون شعور المواطن بها, وإنني أضع لنفسي مهلة8 أشهر لأعود بالوفد لصدارة المشهد السياسي, ولا وقت لدي للاستهلاك المحلي, وإننا نريد استعادة نوابنا, والوفد ليس لديه وقت للاحتفاليات والدعايات الإعلامية الجوفاء. ما هي آلياتك في التعامل مع الحكومة؟ وفي إجابة عملية أوضح رئيس حزب الوفد أنه سيتم تشكيل حكومة الظل مرة أخري داخل الوفد, بحيث تقابل كل لجنة نوعية الوزارة المختصة, وتكون مسئولة عن مناقشة سياساتها ودراسة مشروعات القوانين الخاصة بها مع طرح أفكارنا علي الحكومة حول جميع قضايا الوطن والمواطن. وان شغلنا الشاغل الآن هو الإعداد لانتخابات مجلس الشعب القادمة والعمل علي الفوز بأكبر عدد من المقاعد واستعادة شعبيتنا وأرضيتنا مع نوابنا والمواطن وعودتنا بقوة للمشهد السياسي.