عاطف أباظة: غني ياوحيد جملة تكررت مرات عديدة في أفلام فريد الأطرش, قالتها فاتن حمامة وغيرها وفي كل مرة يسمعها فريد يغني ويطرب ويشجي تدمع معه القلوب أحيانا وتمرح معه القلوب أحيانا.. ووحيد هو الاسم المفضل لفريد الأطرش في السينما ومثلما اختارت الأسرة له اسما يدل علي التفرد اختار هو لنفسه لقبا سينمائيا يدل علي التميز وشدة الخصوصية. هو فريد دون مبالغة وهو أيضا وحيد دون استعارات بلاغية فالمطرب والموسيقار تفرد بشخصية فنية لها مذاق مختلف عن معظم من عاصروه وكان أن نجحت هذه الشخصية منذ بداياتها التي جمعت بين عناصر الموهبة والمثابرة والأقتراب من عصب التأثير عند من يتلقون فنه, وكما يقول محمد سعيد أن موهبة فريد الاصيلة تتمثل في صوته وبما يعني هذا الصوت من مساحات واسعة متعددة النغمات ثرية الذبذبات صوت فيه القرار يمثل قوة الجوانب فيه المناطق العالية بمثل سلامة المناطق المنخفضة صوت صحيح النسب والأبعاد, صوت يتميز بالصحة والعفوية وقد مكنته هذه المزايا من أن يغني عبر صوت قوي واضح النبرات. وكما يقول محمود قاسم في كتابه( نجوم الطرب والغناء) لعل فريد هو المطرب الأطول عمرا من حيث العمل في الأفلام عن جميع نجوم الطرب في السينما العربية في القرن العشرين وذلك منذ فيلمه الأول انتصار الشباب عام1941 إلي فيلمه الأخير نغم في حياتي الذي عرض بعد رحيله بعدة أشهر ولاشك أن الواحد وثلاثين فيلما التي عمل بها فريد قد تنوعت في موضوعاتها وأسلوبها وقد جعل ذلك المطرب متميزا في عدة اشكال فهو ليس فقط المطرب الذي يقدم عملا استعراضيا في ختام الفيلم مثلما يحدث في النصف الأول من حياته السينمائية, كما أنه يضع نفسه في أسر الأدوار الكوميدية أو ادوار الإنسان الحزين الذي ضاعت منه فرص الحب فبكي في أغنياته وعاني في عواطفه ولاينسي له فيلمه( حبيب العمر) الذي حقق نجاحا لم يكن منتظرا وبلغت أرباحه حدا لاينسي وقد بلغت تكاليفه18 ألف جنيه دفعها له معجب به هو العمدة طه عمر كمشاركة وبلغت أرباح الفيلم80 ألف جنيه وأخذ العمدة الأموال وكان فريد قد رشح ليلي مراد ولكن زوجها رفض حيث سقطت ثلاثة أفلام لفريد قبل ذلك وقد اهتم فريد بالاستعراض الغنائي في أغلب أفلامه كما لاينسي طلبه للرئيس جمال عبد الناصر ان يحضر نيابة عنه افتتاح عهد الهوي وخشي الجميع مما سوف يحدث لفريد وأسرته ولكن المفاجأة كانت من رئيس الجمهورية حيث حضر في سينما ديانا هو وعبد الحكيم عامر كما لاينسي لجمال عبد الناصر ماحدث منه أمام وجدي الحكيم في فرح بنت السيد عبد اللطيف البغدادي وكان حليم هو الذي سيحيي الفرح وكان الرئيس جمال عبد الناصر موجودا في تلك الليلة فمن طبيعته أن يحضر مثل هذه المناسبات لزملائه وقبل أن يغني عبد الحليم استدعي لمقابلة الرئيس وأسرع حليم سعيدا لكنه صدم فقد سأله الرئيس.. مزعل الأستاذ فريد ليه ياعبد الحليم وفوجئ عبد الحليم بالسؤال ولم يكن أمامه إلا أن يرد فقال ياريس فريد.. وقبل أن يكمل كلامه قاطعه الرئيس عبد الناصر الأستاذ فريد ولم يضف عبد الحليم كلمة لكن الرئيس أكمل بأنه أمر أن يذيع التليفزيون والبرنامج العام حفلة الأستاذ فريد وسوف يسجل التليفزيون حفلة عبد الحليم ويذيعها صوت العرب علي الهواء ثم تذاع حفلته في التليفزيون في اليوم التالي وطبعا لم ينطق عبد الحليم الذي أحس أن الموقف الرسمي فضل فريد الأطرش عليه خصوصا انه في صباح يوم الحفلة أهدي الرئيس جمال عبد الناصر قلادة النيل لفريد يقول وجدي الحكيم أظن ان هذه الحكاية اتعبت حليم صحيا ويقول محمد بديع سربية ان هذه اللفتة الكريمة من الرئيس الذي لاينسي الموهوبين والعباقرة ويري أن تقدير هؤلاء الذين يمثلون الوجه الحضاري للوطن العربي وقد جاءت هذه اللفتة لتشعر فريد الأطرش بان مصر برئيسها وشعبها لاتكن له الا الحب ولقد حضر فريد إلي مصر منذ طفولته ومنها انطلق في كفاح مرير مرهق إلي أن حقق الكثير من الأعمال الفنية الناجحة وكانت له فوق صفحات النهضة الموسيقية والغنائية بصمات واضحة واعطاه شعب مصر من الحب والتقدير مالم يعطه إلا لقلائل من أهل الفن والموسيقي وجاء اليوم الذي أصبح فيه هذا الطفل الذي جاء لاجئا إلي مصر هو نفسه الفنان الذي ملأ الدنيا والعالم العربي بالحانه وأغانيه واهازيجه. ولد فريد بن فهد فرحات إسماعيل الأطرش في السويداء في1917/4/11.. أول فيلم له كان عام1940 يظهر فيه صوت فريد( حب لايموت)1940 وفي عام1946 قدم مع أخته فيلم( انتصار الشباب) ويعتبر صاحب الفضل في المحافظة علي فن الاوبريت وتطويره بحيث لايخلو فيلم من أفلامه من أوبريت. آما آخر فيلم فكان نغم في حياتي مع ميرفت أمين عام1974 وكان فريد يحمل أربع جنسيات عربية سورية ومصرية ولبنانية وسودانية ولكنه طلب دفنه بالقاهرة ورحل في يوم الخميس1974/12/26