تواصلت الانتقادات الإسرائيلية للبيان الختامي للمؤتمر الدولي لمراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي, والذي طالب تل أبيب بالانضمام إلي المعاهدة وفتح منشآتها النووية أمام التفتيش. وقبل يوم من اجتماعه بالرئيس الأمريكي باراك أوباما في البيت الأبيض, كشفت صحيفة هاآرتس الاسرائيلية عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو سيطلب توضيحات حول موقف الولاياتالمتحدة من مؤتمر مراجعة معاهدة عدم الانتشار النووي عندما يلتقي مع أوباما. ونقلت الصحيفة عن مسئول إسرائيلي كبير قوله إن نيتانياهو سيطلب من أوباما ضمانات أمريكية حول النشاط النووي الإسرائيلي وسياسة الغموض وكذلك منع أي محاولة لاتخاذ خطوات فعلية حيال البرنامج النووي الإسرائيلي مثل عقد المؤتمر الدولي لنزع السلاح النووي من الشرق الأوسط. ووصف المسئول السلوك الأمريكي بأنه رضوخ وتراجع, وقال إن تل أبيب أجرت اتصالات مكثفة مع الإدارة الأمريكية في الأيام الأخيرة بهدف إفشال المبادرة المصرية, لكن الإدارة الأمريكية فضلت صدور قرار يحظي بإجماع دولي حتي لو بثمن المس بالمصالح الإسرائيلية. وأشارت الصحيفة إلي أن المؤتمر الذي عقد في مقر الأممالمتحدة في نيويورك شملت نتائجه وجود عدد من القرارات التي تؤثر في إسرائيل, حيث دعت هذه القرارات لعقد مؤتمر دولي عام2012 لمنطقة شرق أوسط خالية من الأسلحة النووية, كما دعت إسرائيل إلي التوقيع علي معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية وفتح منشآتها النووية أمام التفتيش الدولي, ودعت أيضا إلي تعيين مبعوث خاص للأمم المتحدة بشأن الأسلحة النووية في الشرق الأوسط. وأوضحت أن المشاركين في المؤتمر قرروا أنه ينبغي تقديم المفاعلات النووية في ديمونة وسوريك لنظام التفتيش الدولي, وكانت الإدارة الأمريكية قد أعلنت عقب المؤتمر الذي انتهي الأسبوع الماضي أنها لن تؤيد عقد مؤتمر دولي بشأن شرق أوسط خال من الأسلحة النووية من دون التنسيق مع إسرائيل. وفي غضون ذلك, أعلن داني يعالون نائب وزير الخارجية الإسرائيلي أنه لا يري أي أهمية لهذا البيان وينبغي تركه, معتبرا أن القرار الصادر عن المؤتمر لا يتسم بالحكمة والموضوعية بسبب الأغلبية التي تتمثل في الدول العربية, وأقر يعالون بأن الكيان الإسرائيلي لم يوقع علي معاهدة حظر الانتشار النووي, فيما وقعت عليها إيران وسوريا وبلدان أخري. ومن جانبه, أكد السفير ماجد عبد الفتاح مندوب مصر لدي الأممالمتحدة وممثل حركة عدم الانحياز أن الاجماع علي وثيقة مؤتمر مراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي, يعد نجاحا للدبلوماسية العربية التي مورست خلال فترة انعقاد المؤتمر, مشيرا إلي أن الفريق العربي في المفاوضات تعرض لضغوط من أجل حذف اسم اسرائيل ومقايضة ذلك بعدد من الترتيبات الإجرائية التي لم تتضمن أي ضمانات بإمكانية حضور إسرائيل للمؤتمر. وقال عبد الفتاح في تصريحات صحفية من نيويورك إن المؤتمر يعتبر البديل الوحيد مقابل الجلوس خمس سنوات دون أي حركة إذا لم يصدر مثل هذا المؤتمر حيث لم يكن هناك أي اتفاق عربي علي اللجوء لإجراءات تنفيذية. وأضاف عبد الفتاح أنه حتي موعد انعقاد مؤتمر2012 سيعقد الاتحاد الاوروبي اجتماعا غير رسمي لمتابعة تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه في الندوة الأولي عام2008 لعقد ندوة أخري خلال المرحلة القادمة, مما يعد فرصة غير رسمية لبدء الأطراف في التعامل مع هذا الموضوع بفاعلية من خلال حضور عربي اسرائيلي إيراني مكثف. وانتقد عبد الفتاح التنديد الإسرائيلي بالاتفاق الذي تم خلال المؤتمر, مشيرا إلي أنه يعد تنديدا غير منطقي, وقال إن تنديد إسرائيل مجرد حجة لعدم التعامل مع الموضوعات والاقتراحات الأخري الموضوعية التي تم الاتفاق عليها نتيجة لضغط المجتمع الدولي كله وليس المجتمع العربي فقط. وكانت جميع الدول الموقعة علي معاهدة حظر الانتشار النووي قد وافقت علي اقتراح تقدمت به مصر لعقد مؤتمر دولي يدعو اليه الأمين العام للأمم المتحدة عام2012 لبحث حظر أسلحة الدمار الشامل في منطقة الشرق الأوسط.