ارتفاع كبير ل بورصة الدواجن اليوم.. أسعار الفراخ البيضاء والبيض الثلاثاء 18 يونيو 2024 بالأسواق    ترقب لزيارة المبعوث الأمريكي إلى لبنان لعدم التصعيد في الحدود الشمالية    نتنياهو: رفض واشنطن تزويدنا بالذخائر أمر غير معقول وأتمنى تجاوز هذه العقبة    ريمونتادا سموحة تقوده للفوز على الداخلية في الوقت القاتل    في أحضان الطبيعة.. حدائق القناطر الخيرية «سيشن زفاف» مفتوح للاحتفال بعيد الأضحى    ضربة قوية لمافيا الدولار والسوق السوداء.. الحكومة تحرز 22 مليون جنيه    خروجة عيد الأضحى.. المتحف المصري بالقاهرة يواصل استقبال زواره    مصرع 13 شخصا بسبب الفيضانات فى السلفادور وجواتيمالا    شرطة الاحتلال تفض مظاهرة معارضة للحكومة بعد إغلاق أحد شوارع القدس الغربية    وزير الأوقاف: نضع خدمة القرآن والسنة نصب أعيننا    "تخاذل من التحكيم".. نبيل الحلفاوي يعلق على أزمة ركلة جزاء الزمالك أمام المصري    الهلال يربط مصير جناحه البرازيلي بشفاء نيمار    محافظ المنوفية يحيل رئيس مدينة قويسنا ونائبه للتحقيق    وزير سعودي: ما تحقق في موسم الحج أمر يدعو للفخر    «البيئة» توضح تفاصيل العثور على حوت نافق بالساحل الشمالي    جدول مباريات ريال مدريد بالكامل فى الدورى الإسبانى 2024-2025    إطلاق الإعلان الرسمي لفيلم جوازة توكسيك    سامح حسين عن "عامل قلق": "أعلى إيرادات في تاريخ مسرح الدولة" (صور)    نتنياهو يعلن من غير المعقول أن تمنع الولايات المتحدة السلاح والذخيرة عن إسرائيل    "أصعب لحظة في حياتي".. إسماعيل فرغلي يكشف تفاصيل إصابته بالسرطان    بائع غزل البنات: «كرم ربنا مغرقني وعوضني عن 31 سنة شقى    بعد زحمة العزومات، قدمي لأسرتك الكبدة الإسكندراني    «الصحة» تقدم نصائح لتجنب زيادة الوزن في عطلة عيد الأضحى    نوستالجيا 90/80 ترفع شعار كامل العدد على مسرح السامر    هل يؤاخذ الإنسان على الأفكار والهواجس السلبية التي تخطر بباله؟    "التنمية الصناعية" تستعد لطرح جديد للأراضي عبر الخريطة الاستثمارية.. اعرف التفاصيل    كيف تتجنب سحب البطاقة الائتمانية في ماكينة الصراف الآلي؟    مجدي يعقوب يشيد بمشروع التأمين الصحي الشامل ويوجه رسالة للرئيس السيسي    تفاصيل جديدة في واقعة وفاة الطيار المصري حسن عدس خلال رحلة للسعودية    بعد انتشار ظاهرة قطع الأشجار.. تحرك برلماني عاجل لوقف وحظر تصدير الفحم    إصابة 5 أشخاص نتيجة انقلاب توك توك فى ترعة الشيخ سليم فى الإسماعيلية    تنسيق الأزهر 2025.. ما هي الكليات التي يتطلب الالتحاق بها عقد اختبارات قدرات؟    شد الحبل وكراسى موسيقية وبالونات.. مراكز شباب الأقصر تبهج الأطفال فى العيد.. صور    تنسيق الجامعات 2024.. شروط القبول ببرنامج الهندسة الزراعية والنظم الحيوية جامعة الإسكندرية فرع الشاطبي    خبير سياحي: الدولة وفرت الخدمات بالمحميات الطبيعية استعدادا لاستقبال الزوار    خبير تحكيمي: طاقم تحكيم مباراة الزمالك والمصري تهاون في حقه وكان يجب إعادة ركلة الجزاء    إيبارشيات وأديرة سوهاج تهنئ قيادات المحافظة بعيد الأضحى المبارك    الصحة: فحص 14 مليون مواطن ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة والاعتلال الكلوي    دعاء الخروج من مكة والتوجه إلى منى.. «اللهم إياك أرجو ولك أدعو»    وزير الإسكان: جارٍ تنفيذ 23 مشروعاً لمياه الشرب وصرف صحى الحضر والمناطق الريفية بالوادى الجديد    احذر الحبس 10 سنوات.. عقوبة تزوير المستندات للحصول على بطاقة الخدمات المتكاملة لذوي الإعاقة    دار الإفتاء: ترك مخلفات الذبح في الشوارع حرام شرعًا    طريقة تحضير كبسة اللحم بالأرز البسمتي    دعاء ثالث أيام عيد الأضحى.. اللهم إني أسألك إيمانا دائما وعلما نافعا    الحرس القديم سلاح البرتغال في يورو 2024    "سويلم" يوجه باتخاذ الإجراءات اللازمة للاطمئنان على حالة الري خلال عيد الأضحى    المالية: عودة الاقتصاد المصرى لمسار أكثر استقرارًا فى مواجهة التقلبات العالمية    انقطاع الكهرباء عن قرى جنوبية في لبنان جراء قصف إسرائيلي    سفاح البصرة.. القبض على مصري بالعراق قتل 4 مصريين وقطع جثثهم    جانتس: ملتزمون بإبعاد تهديد حزب الله عن سكان الشمال    هل يجوز للزوجة المشاركة في ثمن الأضحية؟ دار الإفتاء تحسم الأمر    عبد الله غلوش: «إفيهات» الزعيم عادل إمام لا تفقد جاذبيتها رغم مرور الزمن    مدرب بلجيكا: لم نقصر ضد سلوفاكيا ولو سجلنا لاختلف الحديث تماما    تعرف على حكام مباراة الاتحاد والأهلي    العثور على جثة شخص بجوار حوض صرف صحى فى قنا    مصرع شخص وإصابة 5 فى حادث تصادم بالدقهلية    البطريرك يزور كاتدرائية السيّدة العذراء في مدينة ستراسبورغ – فرنسا    «حضر اغتيال السادات».. إسماعيل فرغلي يكشف تفاصيل جديدة عن حياته الخاصة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هوامش حرة
إدانة رسمية لمنظومة الفساد
نشر في الأهرام اليومي يوم 21 - 05 - 2010

يستطيع مجلس الشعب إذا أراد إصدار عشرة قوانين في أسبوع واحد وقد فعل ذلك كثيرا‏..والدليل هو القوانين التي أقرها المجلس في الأيام الأخيرة ابتداء بمد العمل بقانون الطواريء وانتهاء بقوانين التأمينات الاجتماعية والشراكة مع القطاع الخاص في مشروعات الخدمات‏. ما أسهل مرور القوانين التي تتعلق بالجباية وفرض الضرائب كما حدث في الضريبة العقارية ولكن ما يتعلق بحياة الناس وصحتهم خاصة البسطاء والفقراء فلا محل لهم ولا مكان في مجلس الشعب والدليل هؤلاء الذين ينامون علي أرصفة المجلس ولم يخرج لهم أحد‏..‏
أقول ذلك بعد أن قرر المجلس الموقر تأجيل مناقشة قضية قرارات العلاج علي حساب الدولة وهي القضية التي أثارت جدلا كبيرا في الشارع المصري بعد أن تكشفت كوارث كثيرة تورط فيها كبار المسئولين مع أعضاء مجلس الشعب مع المجالس الطبية وكانت من القضايا التي تثير الدهشة والاشمئزاز حيث يتاجر هؤلاء في أمراض المواطنين واحتياجهم للعلاج‏..‏
تناثرت فضائح كثير حول هذه القضية بين أعضاء مجلس الشعب مما جعل د‏.‏فتحي سرور رئيس المجلس يحيل الملف كاملا إلي جهتين الأولي هي وزارة الداخلية حيث طلب تحريات أمنية كاملة عن تجاوزات أعضاء المجلس في هذه القضية أما الجهة الثانية فهي الجهاز المركزي للمحاسبات لأعداد تقرير مالي وفني شامل حول موضوع العلاج علي حساب الدولة‏..‏ ولكن المفاجأة أننا لم نعلم شيئا حتي الآن عن تحريات وزارة الداخلية وماذا جاء فيها‏..‏ ثم تقرر تأجيل مناقشة تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات الذي تسلمه المجلس في الأسبوع الماضي من المستشار جودت الملط رئيس الجهاز وأصبح التقرير بكل ما فيه من وقائع أمام أعضاء المجلس‏..‏ ولا أدري لمصلحة من هذا القرار بالتأجيل‏..‏ هل هو محاولة تعتيم علي أخطاء المسئولين في الحكومة والتي ذكرها التقرير بكل وضوح أم هو محاولة لإنقاذ الحزب الوطني ونحن علي أبواب الانتخابات من تجاوزات عدد كبير من أعضاءه تورطوا في هذه القضية أم أن هذا هو مصير قضايا الفساد والاعتداء علي المال العام في كل الحالات‏..‏
التقرير الذي قرر مجلس الشعب تأجيل مناقشته يضم حقائق كثيرة يجب أن يعرفها الشعب حتي ولو قرر المجلس إخفاءها بعض الوقت أو كل الوقت‏..‏
المفروض أن الأولوية في العلاج علي نفقة الدولة للمواطنين العاديين من الفقراء والبسطاء الذين لا تحميهم مظلة للتأمين الصحي أو العلاج ولا تتوافر لديهم الإمكانات لإجراء عملية جراحية أو توفير الدواء اللازم ولكن المؤسف أن هذه الأموال اتجهت إلي علاج كبار المسئولين وعائلاتهم ابتداء بعمليات التجميل والعلاج الطبيعي بالحمام المائي وجلسات المساج والأوزون وتركيب الأسنان وعلاج العيون وإصلاح الحول وزرع العدسات والعلاج بالليزر‏..‏ كل هذه المجالات التي ذكرها التقرير لا تخص المواطن العادي الذي لا يجد قرص الأسبرين‏..‏ ولكنها تخص الكبار الذين تتكدس في حساباتهم الملايين ورغم ذلك يطاردون ما بقي من فتات للغلابة‏..‏ أن واحدا من هؤلاء الكبار حصل علي مليون و‏900‏ ألف جنيه نفقات علاجه بالخارج‏..‏
كيف تسربت هذه الملايين من مستشفيات الغلابة الحكومية إلي المستشفيات الخاصة والاستثمارية لحساب كبار المسئولين وتجار مجلس الشعب‏..‏
الأرقام كما يؤكد التقرير تقول‏..‏
‏*‏ تم إنفاق‏3‏ مليارات و‏909‏ ملايين جنيه علي قرارات العلاج علي نفقة الدولة خلال عام‏2009‏ هذا بخلاف أن وزارة الصحة كانت مدينة بمبلغ‏2.6‏ مليار جنيه‏..‏ قامت بسداد‏900‏ مليون جنيه منها ومازالت مدينة بمبلغ‏1.7‏ مليار جنيه وهذا يعني أننا أمام رقم يتجاوز‏6.5‏ مليار جنيه في عام واحد لا أحد يعلم أين ذهبت ويضاف إليها‏60‏ مليون جنيه قرارات العلاج بالخارج في عدة شهور حيث لم تتوافر للجهاز المستندات المطلوبة‏..‏
‏*‏ يؤكد التقرير أن قرارات العلاج الصادرة عن المجالس الطبية بوزارة الصحة خلال الفترة من‏2007‏ إلي‏2009‏ أي في ثلاث سنوات بلغت‏8‏ مليارات و‏355‏ مليون جنيه وهذا يعني أننا أمام رقم يتجاوز‏15‏ مليار جنيه لقرارات العلاج فأين ذهبت كل هذه المليارات وكيف تسربت إلي حسابات وجيوب المسئولين في الدولة ومجلس الشعب والحزب الوطني‏..‏
بعد ذلك يضع التقرير مجموعة ملاحظات مهمة‏..‏
‏*‏ يقول تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات أنه لا توجد تقارير طبية معتمدة من المجالس الطبية ولا توجد رقابة علي أعمال المكاتب الطبية بالخارج‏..‏ ولا توجد رقابة علي تكاليف العلاج‏..‏ ولا يوجد التزام بالتكاليف المقررة حيث تزيد أحيانا بنسبة‏100%‏ عن نص القرار‏..‏ وكثيرا ما يتم تعديل القرار دون أسباب أو انتقاله من مستشفي حكومي إلي مستشفي خاص أو استثماري‏..‏ وهناك قرارات علاج تتحول إلي شيكات مسحوبة باسم صاحب القرار دون تقديم مستندات فعلية أو تقارير طبية‏..‏ وهناك شيكات يتم صرفها بمبالغ ضخمة مقابل فواتير أدوية من صيدليات خاصة ومعظمها فواتير‏'‏ مضروبة‏'..‏
‏*‏ يقول التقرير إن مسئولا واحدا بالمجالس الطبية أصدر قرارات علاج بمبالغ وصلت إلي مليار و‏91‏ مليون جنيه في أربعة شهور فقط وخلال الفترة من‏2009/9/1‏ إلي‏2009/12/31‏ بل أن هذا المسئول حصل لنفسه علي قرار بالعلاج بمبلغ‏42‏ ألف جنيه‏..‏
ويؤكد التقرير‏..‏ رغم أن هناك صندوقا للخدمات الطبية للعاملين في مجلس الوزراء فقد صدرت لهم قرارات جماعية للعلاج علي نفقة الدولة بمبلغ أربعة ملايين جنيه في عام واحد‏..‏
‏*‏ أن المستشفيات الخاصة والاستثمارية حصلت علي الجزء الأكبر من تكاليف العلاج سواء في صورة أدوية أو عمليات جراحية بل أن هناك تفاوتا كبيرا في أسعار الخدمة الصحية رغم أن الحالات المرضية متشابهة‏..‏ وفي حالات كثيرة تم تحويل قرارات العلاج من المستشفيات الحكومية إلي المستشفيات الخاصة والاستثمارية دون تقديم أي مستندات أو تقارير طبية بل أن المستشارين في مجلس الوزراء يصدرون قرارات في هذا الشأن دون الرجوع لرئيس الوزراء‏..‏
الأخطر من ذلك كله‏..‏ هو صدور قرارات علاج بأسماء أشخاص متوفين‏..‏
وفي حالات كثيرة ارتفعت تكاليف قرارات العلاج عن المبالغ المقررة بنسبة‏100%‏ دون تقديم مستندات أو فواتير أو أسباب طبية‏..‏
‏*‏ في أقل من عام أصدر رئيس الوزراء قرارات علاج بالخارج تجاوزت‏47.5‏ مليون جنيه‏..‏ وأصدر وزير الصحة قرارات أخري قيمتها‏12.8‏ مليون جنيه‏..‏
الأغرب من ذلك كله هو السفر للخارج علي الطائرات بالدرجة الأولي مع بدل سفر وتكاليف العلاج وقد شمل ذلك عددا كبيرا من الأشخاص وعائلات كبار المسئولين‏..‏
هذه بعض الأرقام والتفاصيل والمؤشرات التي توقفت عندها في التقرير‏..‏ ولكن الشيء المخيف هو حجم الأرقام التي تنفقها الدولة علي قرارات العلاج ومن خلال طرح بسيط نري أنفسنا أمام‏15‏ مليار جنيه في ثلاث سنوات فقط‏..‏ والشيء المؤكد أن هذه المليارات لم تصل إلي مستحقيها في الأرياف أو المصانع أو النجوع أو العمال النائمين أمام مجلس الشعب ولكنها تسربت إلي مكاتب وبيوت كبار المسئولين سواء في الحكومة أو الحزب أو مجلس الشعب‏..‏
كيف تنفق الدولة‏15‏ مليار جنيه في قرارات علاج ونسبة المصابين بفيروس سي تزيد علي‏20%‏ من سكان مصر والبلهارسيا مازالت تستبيح دماء الملايين في الريف المصري والعشوائيات‏..‏
‏*‏ نحن أمام بلاعات من الإنفاق الحكومي الذي يؤكد نظرية المال السايب وللأسف الشديد ان هذا المال السايب يوجد في كل جوانب العمل الحكومي وبعد ذلك نقول أن الدولة فقيرة‏..‏ ويتساءل المسئولون كيف نغطي العجز في الميزانية ولكن الحقيقة كيف نغطي العجز في الضمائر‏..‏
هل هناك دولة فقيرة يتسرب منها‏15‏ مليار جنيه في المساج والأوزون والعدسات اللاصقة وعمليات التجميل‏..‏ هل هناك دولة تضم كل هذه العشوائيات واعلي نسبة في الفقر في العالم وتنفق‏15‏ مليار جنيه علي عمليات شد الوجه وتذاكر الدرجة الأولي وحمامات الساونا وزرع الشعر‏..‏
أنني أطالب مجلس الشعب بنشر أسماء الذين تورطوا في هذه الجريمة والمبالغ التي حصلوا عليها وينبغي أن يعلن الحزب الوطني براءته من أعضاء المجلس الذين تاجروا في آلام الناس‏..‏
نحن أمام قضية تهتز لها أركان السماء لأنها اعتداء وحشي علي أموال الغلابة والبسطاء وإذا كان هذا ما حدث في الخدمات الصحية فماذا يحدث في ميزانيات الدعم الذي لا يصل إلي أصحابه والأرقام الرهيبة التي تعلنها الحكومة وماذا يحدث في مشروعات الصرف الصحي والمياه والإسكان والمرافق وكيف نصدق كل هذه الأرقام التي تدعي الحكومة أنها تنفقها علي المواطنين‏..‏
ما حدث في قرارات العلاج علي نفقة الدولة يمثل جانبا من منظومة الفساد التي شملت كل شيء وتقرير الجهاز المركزي للمحاسبات حول قرارات العلاج علي نفقه الدولة إدانة رسمية لمنظومة الفساد واعتراف صريح بها‏..‏
لا أجد مبررا لتأجيل مناقشة هذا التقرير الخطير إلا إذا كان الهدف ترحيله إلي دورة برلمانية قادمة او إغلاق الملف بصورة نهائية‏..‏ لقد قام الجهاز المركزي للمحاسبات بدوره كاملا بمنتهي الموضوعية والأمانة وقد بذل د‏.‏الملط جهدا خرافيا لكشف الحقيقة ويبدو أن هناك جهات أخري تحاول إخفاء هذه الحقيقة‏..‏
أن أسماء المتورطين في هذه الجريمة لدي الجهاز المركزي للمحاسبات وفيهم أسماء كبيرة ورنانة‏..‏ وإذا تمسك مجلس الشعب بقراره بتأجيل مناقشة التقرير أو إخفائه والتستر عليه فإنني أطالب النائب العام المستشار عبد المجيد محمود بأن يطلب هذا الملف ويبدأ التحقيق مع جميع الأسماء التي وردت فيه‏..‏
لا يعقل أن يكون مصير جميع قضايا الفساد في السنوات الأخيرة أرشيف السلطة ومكاتب المسئولين‏..‏
يبدو أن طوفان الفساد اجتاح كل شيء‏..‏
‏/..‏ ويبقي الشعر
هذي الوجوه العابثات
علي ضفاف النهر
تحرق كل يوم ألف بستان ظليل
يترنحون علي الكراسي كالسكاري
بينما الطرفان يزأر حولنا
وعلي رفات الأمة الثكلي
يفيض الدمع‏..‏ يرتفع العويل
ومواكب الكهان ترقص في المزاد
وكلما مالت قوي الطغيان
في سفه نميل
زمن يبيع الضوء في عين الصغار
يقايض الأحلام بالأوهام
يلهث عاريا
وإذا سألت تثاءب الكهان
في ضجر‏..‏ وقالوا‏..‏ ما البديل ؟‏!‏
موتوا علي ظهر الخيول
ولا تموتوا خلف وهم مستحيل
واخترت ضوء الفجر
آخر ما تراه عيونك الحيري
من الزمن البخيل
كانت صلاة الفجر
آخر لحظة في العمر
كانت سورة الرحمن
آخر ما تلوت‏..‏ وأنت تهفو للرحيل
أتري رحلت
لأن آخر أمنيات العمر شاخت
فاستراح النبض في القلب العليل
أتري رحلت
لأن شطآن الجداول
في الظلام تآكلت واسود ماء النيل
أتري رحلت
لأن جرذان الشوارع
ينخرون الآن في الجسد النحيل
في آخر المشوار تحمل ما تبقي
من صلاة الفجر‏..‏ والشهر الفضيل
من قصيدة واخترت أن تمضي وحيدا سنة‏2002‏
[email protected]

المزيد من مقالات فاروق جويدة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.