عن أهمية انعقاد القمة المقبلة بين ايطاليا ومصر, أكد السفير الايطالي بالقاهرة كلاوديو باتشيفيكو, أن قرار تأسيس القمم الثنائية بين الحكومتين الذي أرسيت دعائمه في عام2008. نظرا للايجابية غير العادية التي تتميز بها علاقاتنا الثنائية, يمثل أهمية قصوي في العلاقات المصرية الايطالية. وأشار باتشيفيكو إلي أن مصر وايطاليا تعقدان قمما سنوية منتظمة فقط مع عدد محدود من البلدان الأخري المهمة في إطار سياساتهما الخارجية, كما أن مؤتمر القمة يمثل في العادة لحظة لحسم وتقويم حالة كاملة من التعاون الثنائي في جميع الميادين, وهو لحظة تجد فيها كلا الدولتين فرصا جديدة لإطلاق مشاريع مشتركة أو للتوقيع علي اتفاقات جديدة ذات أهمية استراتيجية رئيسية, وفي هذا الصدد, شدد باتشيفيكو علي أن العلاقات السياسية الممتازة بين البلدين. * كيف ستقيم القمة هذا العام الانجازات التي تحققت عبر مؤتمر قمة شرم الشيخ الأخير, وما هي المبادرات الجديدة التي ستنبثق عن هذه القمة؟ { كما قلت من قبل, إن مؤتمر القمة يمثل لحظة تقويم وتدشين لمشروعات التعاون الثنائي بين ايطاليا ومصر, وفي هذا السياق أود أن أؤكد أن كل مؤتمر قمة يمثل لنفسه قصة وأحداثا تميزه عن الآخر, ومن بين الاتفاقيات المختلفة التي سيتم اطلاقها هذا العام للتوقيع عليها والتي قد يصل مجملها الي15 اتفاقية تقريبا وتتنوع بين اتفاقات بين الحكومتين واتفاقيات تقنية بين المؤسسات المختلفة في كلا البلدين, ومن بين هذه الاتفاقيات, أود أن أشير الي أكثرها أهمية, منها: في مجال السياسة, اتفاقية ثنائية تتعلق بمساهمة ايطاليا في تنمية الساحل الشمالي, وخاصة منطقة العلمين, كما توجد اتفاقية تتعلق بالتعاون الثلاثي, حيث ستقوم كل من مصر وايطاليا بالتعاون المشترك بغرض القيام بمشروعات تنموية في بعض البلدان الافريقية, خاصة السودان والصومال, وفي المجال الثقافي, هناك اتفاقيات منها الخاصة بمشروع انشاء الجامعة الايطالية في مصر, واتفاقية تتعلق بتدعيم شبكة من المعلمين الايطاليين في الجامعات المصرية, وانشاء اقسام لتعليم وتدريس اللغة الايطالية في جامعة عين شمس, أما في المجال الاجتماعي, فهناك اتفاقية فيما يتعلق بالاتفاقيات التقنية فنذكر اتفاقيتين للتعاون بين وزارة البترول المصرية واثنتين من كبري شركات الطاقة الايطالية وهي شركة ايني وشركة اينيل, فضلا عن مذكرة تفاهم خاصة بالتعاون بين هيئة البريد المصرية ونظيرتها الايطالية. * كيف تقيم ايطاليا التعاون اليورومتوسطي علي أعتاب القمة المقبلة للاتحاد من أجل المتوسط التي ستنعقد في برشلونة؟ { لقد دعمت ودافعت ايطاليا دائما عن المشاركة الأوروبية المتوسطية, ونحن نرحب بأي مبادرة تهدف الي التقريب بين ضفتي البحر المتوسط, ونتمني أن يكون الاتحاد من أجل المتوسط هو الطريق الصحيح لتحقيق هذا الهدف, ونحن نؤيد جميع انشطته والجهود المبذولة لتعزيز التعاون بين أوروبا ودول جنوب المتوسط, ففي عام2009 نظمنا أول منتدي اقتصادي يورومتوسطي في ميلانو, والذي تشرف بحضور الرئيس حسني مبارك, وقررنا أن نكرر هذه المبادرة سنويا, ونستعد لتنظيم أول اجتماع علي مستوي وزراء العدل في المنطقة اليورومتوسطية, وسنواصل تقديم مساهمتنا من خلال اجراءات ومبادرات ملموسة, ونحن علي قناعة تامة بأن ما صرح به علنا السيد الرئيس حسني مبارك بأن العلاقات بين مصر وايطاليا ينبغي أن تكون نموذجا للمشاركة الأوروبية المتوسطية الحقيقية. * ما هو موقف ايطاليا من القضية الفلسطينية ومن مستقبل السلام في الشرق الأوسط؟ { نحن نقدر وندعم جهود الإدارة الأمريكية, والتي لم تدخر جهدا لاطلاق عملية السلام التي توقفت بسبب اندلاع الصراع في غزة وذلك بفضل ارادة سياسية قوية من الرئيس أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون, وأنه بفضل صلابة غير عادية ظهرت في الميدان من جانب السيناتور ميتشل, والذي يحافظ وزير الخارجية الايطالية فراتيني علي استمرار الاتصالات المتكررة به, فقد أصبح بالإمكان بدء المحادثات غير المباشرة. ونعتقد أيضا أنه في الوقت الحالي طرأ وضع استثنائي نتيجة لظهور مجموعة من الظروف, نظرا لوجود اتفاق قوي في طريقة تناول قضية الشرق الأوسط, بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي, وفي نفس الوقت يوجد علي حد سواء دور بناء لجبهة عربية معتدلة تعمل علي تشجيع ايجاد حل للصراع العربي الإسرائيلي, وفي هذا السياق, من المهم اتخاذ إجراءات فعالة لاستئناف عملية السلام وتحقيق المصالحة الفلسطينية عن طريق وساطة مصر, والتي تتفق مواقفها مع مواقف الجانب الايطالي.