تطورات متلاحقة وسريعة وافكار ورؤي جديدة تنفذ في نظم التعليم العالي والجامعي والبحث العلمي في اوروبا في سباق مع الزمن بعد توقيع دول الاتحاد الاوروبي علي اتفاقية بولونيا عام2010 التي تهدف الي توحيد نظم التعليم ومن اهم عناصرها تدويل الجامعات بمعني ان تصبح الجامعات دولية تتيح للطالب التنقل من جامعة الي اخري لاستكمال الدراسة دون الدخول في اجراءات تعوق عملية التعلم والبحث وتتيح الفرصة للطلاب التدريب الجيد والمشاهدة العملية في الشركات والمصانع الكبري وفقا لنوعية التخصص الجامعي. وحول التعليم والبحث العلمي اكدت انيتا شافان وزيرة التعليم والبحث العلمي الالمانية- خلال افتتاحها فرع الجامعة الالمانية بالقاهرة في برلين ان العلم والبحث العلمي لايستطيعان اليوم الوقوف بمفردهما للتصدي لقضية الانتاج بل يحتاجان الي تضافر جهود علماء وطلاب العالم من خلال تدويل التعليم نفسه والجامعات وهو الفكر المهم جدا الذي يقوم عليه التعليم ونظم الجامعات في اوروبا حاليا لأنه اصبح هناك موضوعات مهمة وحيوية تهم العالم لا تستطيع دولة بعينها او بمفردها ايجاد حلول علمية لها خاصة ان العلم والبحث العلمي هما اللغة الوحيدة المشتركة التي تقرب الشعوب نحو تحقيق عالم افضل. ويستمعون الى شرح حول تدريب الطلاب عمليا وأشارت الي ان انشاء فرع للجامعة في برلين يؤكد ضرورة حركة التدويل الجامعي للطلاب والباحثين لتقريبهم من التعليم والتدريب العملي وهو ما فكرت فيه المانيا والجامعة الالمانية بالقاهرة من خلال انشاء المجمع التعليمي والعلمي والصناعي في المقر الرئيسي لان التعليم يحتاج بجانبه الي التدريب العملي ولايمكنهما الانفصال. واوضحت كورنيليا بيبر وزيرة الشئون الخارجية الالمانية ان البرامج الدراسية الحديثة والمتطورة تدخل بالجامعة الي المستوي الدولي وسيكتشف الطلاب الذين درسوا الفصل الدراسي الاول لهم في برلين مدي تأثير البرامج الدراسية والتدريب معا في مستواهم العلمي والبحثي كجامعة دولية, مشيرة الي اهمية الدور العلمي البالغ الاهمية بين مصر والمانيا وتعميق العلاقات الثقافية خاصة مع ايماننا ان الحوار والتعايش السلمي لا يمكن ان يتحقق الا بالتعليم والعلم وكانت المانيا من اوائل الدول التي رحبت بالثورة المصرية وتساند التحول الديمقراطي السلمي والذي سيتحقق بالشباب الذين سيقودون مصر الي التقدم والديمقراطية والمستقبل المشرق وان المانيا ستواصل دعمها للجامعة الالمانية في مصر من اجل هذا الشباب. اما الدكتورة رولاند السكرتير العام للهيئة الالمانية للتبادل العلمي والثقافي فأكدت ان التعليم والتعلم اصبحا إحدي السمات الرئيسية في تطور المجتمعات وبدونهما نتخلف وان التبادل العلمي والثقافي والاكاديمي بين مختلف الشباب والعلماء في انحاء العالم يبني الدول وينميها ويعد جسرا تتعرف فيه الشعوب علي الثقافات المختلفة. واشار السفير المصري الدكتور محمد حجازي الي ان افتتاح فرع للجامعة الألمانية بالقاهرة في برلين بعد مرور ما يقرب من عشر سنوات علي افتتاح المقر الرئيسي للجامعة الألمانية في القاهرة عام2003 لم يأت مفاجأة لأحد, بل نتاج لمسار طويل من العلاقات الثقافية بين البلدين. وقد تنوعت العلاقات بين مصر وألمانيا علي كافة الأصعدة, حيث تعد مصر الشريك التجاري الثالث لألمانيا في المنطقة, بتجارة بينية بلغت نحو4 مليارات يورو وفق آخر إحصاءات وشملت الاستثمارات الألمانية في مصر والتي تقدر بنحو650 مليون يورو مجالات الغاز والطاقة الجديدة والمتجددة والزراعة والري والمياه والصرف الصحي ومعالجة النفايات الصلبة. واضاف أما علي الصعيد الثقافي فلا نضيف جديدا بالقول إن أول مدرسة ألمانية أنشئت في مصر كانت عام1873, وتتنوع العلاقات الثقافية بين البلدين لتشمل تأسيس معهد الآثار الألماني في القاهرة عام1907, وإنشاء معهد جوته لتعليم الألمانية في مصر عام1958, وتوقيع الاتفاق الثقافي بين مصر وألمانيا عام1959, وتبعه بدء عمل هيئة التبادل الثقافي الألمانيةDAAD في مصر عام1960 لتقدم عشرات المنح الدراسية للمصريين والألمان للدراسة في البلدين وجاء إنشاء الجامعة الألمانية بمصر عام2003, وانطلاق عام العلوم والتكنولوجي عام2007, وتدشين برنامج الشراكة من أجل التحول لمساعدة مصر وتونس علي التحول الديمقراطي عام2011 والذي يشمل مكونات ثقافية وتعليمية وعلمية مهمة.ولا شك أن القائمة تطول لتشمل ليس فقط المشروعات والمؤسسات الثقافية التي تم تأسيسها ولكن أيضا استشراف فرص التعاون الثقافي مستقبلا كتدريب الطلبة والعمالة الماهرة في ألمانيا لفترات محدودة وتفعيل التعاون فيما بين الأزهر الشريف وأقسام الدين الإسلامي بعدد من الجامعات الألمانية وغيرها. واشار الدكتور أشرف منصور رئيس مجلس امناء الجامعة الالمانية بالقاهرة إلي أنه يدرس بالجامعة حاليا نحو10 الاف طالب وطالبة وقبل5 سنوات افتتحنا نزلا وسكنا طلابيا بمدينة أولم, لخدمة الباحثين وطلاب البكالوريوس والماجستير ونفتتح في برلين فرعا للجامعة ضم75 طالبا من المصريين بالقاهرة للدراسة فصلا دراسيا واحدا وعند استكمال التوسعات الكاملة فمن المتوقع أن يقضي عدد يصل إلي500 طالب وطالبة فصلا دراسيا هنا, واتاحة الفرصة لنحو الف طالب في السنة بالتعاون مع جامعات أولم وشتوتجارت وتوبنجن وولاية بادن فورتمبيرج ولن يواصلوا هنا فقط دراسة تخصصاتهم واعتمادها بالكامل, وإنما سيكتسبون أيضا بعض الخبرة الحياتية الخاصة التي تتحقق فقط بعيدا عن الوطن ونمط الحياة المعتادة ونتطلع إلي مزيد من التعاون فيما بيننا والذي سيؤدي إلي التوسع في البحث العلمي والدراسة.