هذا الكتاب البديع الذي بين أيدينا (الحصان العربي المصري) لكاتبه ومصوره د. نصر مرعي يحكي عبر سطوره وصوره وكلماته القليلة قصة حب فريدة للخيول العربية المصرية. قصة حب غزلها صاحبها عبر سنوات وسنوات, وظل يرعاها ويرويها ويبثها مشاعره الفياضة عاكسا معها ولعه للخيول المصرية وعشقه لها هذه الخيول التي تروي معها علي حد كلماته جزءا من تاريخ مصر الحديث. حمل نصر مرعي كاميرته الدقيقة الحساسة علي أكتافه وظل يلتقط الصور الفوتوغرافية المختلفة لخيوله الجميلة بدأب وصبر شديدين. كان حريصا علي أن يصورها وهي تموج بالحركة.. تجري وتنطلق هنا وهناك, ربما ليظهر روح الحصان الحرة, ومعها يعكس شخصيته, فالحصان كما يقول لنا مرعي حيوان لطيف وجميل وودود.. صاحب كبرياء ونبل لا يخفيان علي أحد. ونصر مرعي الحاصل علي درجة الدكتوراه من جامعة كاليفورنيا دافيس الذي أسهم في تأسيس الجمعية المصرية العربية لمربي الخيول والذي يرعي خيوله في مزرعة البادية بالمنصورية وفق برنامج عالمي يسهم معه في الحفاظ علي السلالات المصرية للخيول بكل مواصفاتها ونخبها يؤكد لنا أن جزءا كبيرا من تاريخ الخيل مرتبط بتاريخ مصر الحديث. محمد علي وإبراهيم باشا والخديو عباس وآخرون كان لهم الفضل الكبير في الاحتفاظ بملامح ومواصفات الحصان العربي المصري الذي نراه اليوم. والخيول العربية ترجع كلها بوجه عام إلي منطقة الجزيرة العربية والشام, ويعد الحصان المصري الأقرب إلي الخيول الصحراوية الأصيلة. وربما تكمن قيمة هذه الخيول علي وجه التحديد كما يؤكد لنا أنها تملك سجلا خاصا بها يؤصل معه لجذورها وتاريخها.. فإذا تتبعنا أنسابها يمكننا أن نقتفي أثرها حتي200 عام إلي الوراء. ويمثل الحصان المصري من3% إلي4% من مجموع الخيول العربية الموجودة في العالم وهذا يجعله من أندر الأنواع. والكتاب الذي يضم في صفحاته عشرات الصور المختلفة للحصان في لقطات معبرة سجلها مرعي ببراعة ربما ليقول لنا إن الحصان المصري يعد بمثابة كنز ثمين يجب أن نحافظ عليه ونصونه.. كنز توارثناه جيلا بعد جيل, ومن ثم علينا رعايته والاهتمام به اهتماما خاصا لنقدمه بدورنا للأجيال المقبلة, أجيال المستقبل. فهو مثل الهرم الرابع.. إنه تاريخ وتقاليد وحكايات مصرية عريقة وأصيلة. وكيف لا, والخيول المصرية تجري في عروقها ودمائها صفات الحصان الأصيلة التي لم تتبدل أو تتغير مع مرور الزمن. قدمت للكتاب الأميرة الأردنية عليا بنت الحسين المعروفة بعشقها للخيول العربية. صادر عن دار نشر الجامعة الأمريكية.