تحت عنوان الترجمة ودورها في تعزيز الثقافة وتأكيد الهوية دارت المناقشات علي المائدة المستديرة بحضور د. أحمد محمود والشاعر رفعت سلام والكاتبة والشاعرة فاطمة ناعوت في لقاء أدارت دفته د. سهير المصادفة التي تشرف علي أنشطة المائدة. وقد تطرق المشاركون في حديثهم عن أزمة الترجمة إلي حديث عن أزمة الثقافة المصرية أيضا وما تمر به مصر من أزمات. دكتور أحمد محمود رئيس قسم الترجمة بدار الشروق وصاحب الإسهامات المهمة في النشر والترجمة, بدأ حديثه قائلا: من خلال تجربتي فإن الترجمة كان لها دور كبير في تأكيد الهوية المصرية في فترة من الفترات كان الاهتمام بالثقافة المصرية بالخارج أكثر منه داخل مصر وضرب رفعت سلام مثالا بأهمية الترجمات مشيرا إلي دور رفاعة الطهطاوي وقال: الترجمة رغبة في اكتشاف الآخر والتواصل معه. وأشار سلام إلي أنه مازال أمامنا شوط كبير لتحتل الترجمة مكانها اللائق في المجتمع المصري, وهناك جهود قد تكون إمكاناتها محدودة لكنها علي الأقل تؤسس لهذا الجهد الذي ننتظره في مجال الترجمة والتعريف بالآخر والتفاعل معه ومنها سلسلة الجوائز التي ترأسها الدكتورة سهير المصادفة. وحول الأوضاع الراهنة وهل يمكن أن تؤثر سلبا علي الثقافة المصرية قال رفعت سلام: لست متخوفا علي الثقافة المصرية فلا يمكن لأحد أن يلغي الهرم وأبو الهول ولا يلغي طه حسين والعقاد وأم كلثوم. وأضاف: لا خوف علي الترجمة والتاريخ لا يسير علي هوي أحد. وعلقت د. سهير المصادفة علي كلام سلام بقولها: حضارتنا نهلت من مشارب عدة ولا يجوز وضعها في نطاق واحد بل هي متعددة المشارب. وأشارت فاطمة ناعوت إلي أن اعظم حركة ترجمة في التاريخ هي ترجمة حجر رشيد حين ترجمه شامبليون وفك شفرة الحضارة المصرية. وعن المعوقات التي تواجه حركة الترجمة قالت د. سهير: ليس لدينا بنية تحتية تنهض بعملية الترجمة, ليس لدينا حركة ترجمة عربية. وهنا أشار احمد محمود إلي مشكلة عدم وجود قاعدة بيانات خاصة بالترجمة في العالم العربي حتي يعود لها المترجم ويعرف هل هذا الكتاب تمت ترجمته أم لا. الفضاء الإلكتروني وتحت عنوان آفاق القصة القصيرة والنشر الإلكتروني, دارت اللقاءات في ملتقي الشباب وشارك فيه رانيا هلال وعمرو علي العدلي ومحمد علي إبراهيم وعادل العجيمي ومحمد علي إبراهيم. في البداية قالت د. سهير المصادفة عن مميزات النشر الإلكتروني أنه يعد ملاذا للكتاب الجدد وتخلصا من جبروت دور النشر الخاصة. عمرو علي العادلي, قاص, بدأ مداخلته بالقول: إن النشر الالكتروني له أبعاد كثيرة, وأكد أن فكرة الثنائيات تحكم عقلنا العربي, فإما نشر إلكتروني وإما نشر ورقي, وهذا غير صحيح, فمن يبحث عن الكتاب سيظل باحثا عن الكتاب, سواء نشر إلكترونيا أو ورقيا, فالنشر الالكتروني دعم النشر الورقي, أو ربما العكس. رانيا هلال, قاصة, بدأت قائلة: لم أنشر إلكترونيا من قبل, ولكن النشر الالكتروني يبقي بديلا حتي لانتوقف عن الكتابة بسبب مشكلات النشر التقليدي. أما عادل العجيمي قاص له كتابان مطبوعان فقال خضت تجربتين في النشر الورقي والالكتروني, ولكن السؤال هل سنستغني عن النشر الورقي. أما محمد القصبي وهو اديب مخضرم فأكد أن الرهان علي النشر وطريقته سيكون لمصلحة النشر الالكتروني. رهائن الخطيئة في المقهي الثقافي استضاف المقهي الثقافي الصحفي والروائي السوري هيثم حسين, لمناقشة آخر رواياته رهائن الخطيئة وشارك بالنقاش كل من الناقد شريف الجيار, وأسامة ريان. بدأ أسامة ريان الندوة بتقديم الكاتب وفكرة موجزة عن الرواية: هيثم حسين هو كاتب وروائي سوري وإلي جانب كونه أديبا فهو أيضا يكتب في النقد الأدبي والفني, صحفي بجريدة الحياة اللندنية وينشر في كبريات الصحف والمجلات, ومن أعماله الروائية آرام سليل الأوجاع المكابرة.6002 تحكي رهائن الخطيئة معاناة الأكراد المنكسرين والمهمشين في مرحلة تاريخية ما. كما جاءت مناقشة الناقد شريف الجيار التي بدأها من العتبات النصية إلي الموضوعات, من ناحية التحليل والموضوع, فتحدث عن الآثار والسياسة والعادات والأساطير وجغرافيا المنطقة فيما يتعلق بالموضوع ثم انتقل إلي التحليل ليفصل الكلام عن اللغة والراوي والحوار. وأخيرا كانت الكلمة للروائي هيثم حسين الذي رد علي التساؤلات المتعلقة بعنوان الرواية وأوضح بعض النقاط النقدية وتحدث عن تجربة الرواية ومحاولته الوصول إلي مرحلة تاريخية غير موثقة من خلال السفر إلي تركيا والمكوث في بعض الأماكن الحدودية الواقعة في الجهة الأخري أياما علي مدي ثلاث سنوات. وأضاف: وددت أن أعايش الأجواء التي كنت بصدد تصويرها, ولحسن الحظ( أو لسوئه) وجدت أن القري والأماكن التي اخترتها كانت تعيش حالة مزرية من الإهمال والبدائية, ما هيأ لي قضاء فترات من الاستغراق في قلب الأسي التاريخي والجغرافي, والاستمتاع به, ثم محاولة نقله وتصويره.. طبعا لم أحاول كتابة رواية تسجيليه, بل كانت معايشة الواقع احدي وسائلي لتصوير عوالمي الروائية التاريخية.