اليوم.. السيسي يشهد احتفالية عيد العمال    بحضور السيسي، تعرف على مكان احتفالية عيد العمال اليوم    عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الخميس 2-5-2024 بالصاغة    ماذا يستفيد جيبك ومستوى معيشتك من مبادرة «ابدأ»؟ توطين الصناعات وتخفيض فاتورة الاستيراد بالعملة الصعبة 50% وفرص عمل لملايين    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الخميس 2 مايو 2024    مظاهرات حاشدة داعمة لفلسطين في عدة جامعات أمريكية والشرطة تنتشر لتطويقها    قوات الجيش الإسرائيلي تقتحم مخيم عايدة في بيت لحم وقرية بدرس غربي رام الله ومخيم شعفاط في القدس    "الحرب النووية" سيناريو الدمار الشامل في 72 دقيقة    ملخص عمليات حزب الله ضد الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء    رامي ربيعة يهنئ أحمد حسن بمناسبة عيد ميلاده| شاهد    «الهلال الأحمر» يقدم نصائح مهمة للتعامل مع موجات الحر خلال فترات النهار    حملة علاج الادمان: 20 الف تقدموا للعلاج بعد الاعلان    نسخة واقعية من منزل فيلم الأنيميشن UP متاحًا للإيجار (صور)    فيلم شقو يتراجع إلى المرتبة الثانية ويحقق 531 ألف جنيه إيرادات    هل يستجيب الله دعاء العاصي؟ أمين الإفتاء يجيب    مشروع انتاج خبز أبيض صحي بتمويل حكومي بريطاني    أوستن وجالانت يناقشان صفقة تبادل الأسرى والرهائن وجهود المساعدات الإنسانية ورفح    تعرف على أحداث الحلقتين الرابعة والخامسة من «البيت بيتي 2»    الصحة: لم نرصد أي إصابة بجلطات من 14 مليون جرعة للقاح أسترازينيكا في مصر    الصحة: مصر أول دولة في العالم تقضي على فيروس سي.. ونفذنا 1024 مشروعا منذ 2014    ضبط عاطل وأخصائى تمريض تخصص في تقليد الأختام وتزوير التقرير الطبى بسوهاج    عقوبات أمريكية على روسيا وحلفاء لها بسبب برامج التصنيع العسكري    تشيلسي وتوتنهام اليوم فى مباراة من العيار الثقيل بالدوري الإنجليزي.. الموعد والتشكيل المتوقع    خبير تحكيمي يكشف مدى صحة ركلة جزاء الإسماعيلي أمام الأهلي    بتهمة التحريض على الفسق والفجور.. القبض على الإعلامية "حليمة بولند" في الكويت    تأهل الهلال والنصر يصنع حدثًا فريدًا في السوبر السعودي    الثاني خلال ساعات، زلزال جديد يضرب سعر الذهب بعد تثبيت المركزي الأمريكي للفائدة    متى تصبح العمليات العسكرية جرائم حرب؟.. خبير قانوني يجيب    بتهمة التحريض على الفسق والفجور.. القبض على حليمة بولند وترحيلها للسجن    حسن مصطفى: كولر يظلم بعض لاعبي الأهلي لحساب آخرين..والإسماعيلي يعاني من نقص الخبرات    أمطار تاريخية وسيول تضرب القصيم والأرصاد السعودية تحذر (فيديو)    كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي في الموارد البشرية؟    لاعب الزمالك السابق: إمام عاشور يشبه حازم إمام ويستطيع أن يصبح الأفضل في إفريقيا    وليد صلاح الدين يرشح لاعبًا مفاجأة ل الأهلي    هاجر الشرنوبي تُحيي ذكرى ميلاد والدها وتوجه له رسالة مؤثرة.. ماذا قالت؟    عميد أصول الدين: المؤمن لا يكون عاطلا عن العمل    عاطل ينهي حياته شنقًا لمروره بأزمة نفسية في المنيرة الغربية    البنتاجون: إنجاز 50% من الرصيف البحري في غزة    احذر الغرامة.. آخر موعد لسداد فاتورة أبريل 2024 للتليفون الأرضي    هذه وصفات طريقة عمل كيكة البراوني    أهمية ممارسة الرياضة في فصل الصيف وخلال الأجواء الحارة    حكم دفع الزكاة لشراء أدوية للمرضى الفقراء    ترابط بين اللغتين البلوشية والعربية.. ندوة حول «جسر الخطاب الحضاري والحوار الفكري»    مظهر شاهين: تقبيل حسام موافي يد "أبوالعنين" لا يتعارض مع الشرع    كوكولا مصر ترفع أسعار شويبس في الأسواق، قائمة بالأسعار الجديدة وموعد التطبيق    بسام الشماع: لا توجد لعنة للفراعنة ولا قوى خارقة تحمي المقابر الفرعونية    يوسف الحسيني : الرئيس السيسي وضع سيناء على خريطة التنمية    حيثيات الحكم بالسجن المشدد 5 سنوات على فرد أمن شرع فى قتل مديره: اعتقد أنه سبب فى فصله من العمل    أخبار التوك شو|"القبائل العربية" يختار السيسي رئيسًا فخريًا للاتحاد.. مصطفى بكري للرئيس السيسي: دمت لنا قائدا جسورا مدافعا عن الوطن والأمة    الأنبا باخوم يترأس صلاة ليلة خميس العهد من البصخة المقدسه بالعبور    برج الميزان .. حظك اليوم الخميس 2 مايو 2024 : تجاهل السلبيات    انخفاض جديد في عز.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الخميس 2 مايو بالمصانع والأسواق    بعد أيام قليلة.. موعد إجازة شم النسيم لعام 2024 وأصل الاحتفال به    مفاجأة للموظفين.. عدد أيام إجازة شم النسيم في مصر بعد قرار ترحيل موعد عيد العمال    بقرار جمهوري.. تعيين الدكتورة نجلاء الأشرف عميدا لكلية التربية النوعية    النيابة تستعجل تحريات واقعة إشعال شخص النيران بنفسه بسبب الميراث في الإسكندرية    أكاديمية الأزهر وكلية الدعوة بالقاهرة تخرجان دفعة جديدة من دورة "إعداد الداعية المعاصر"    بروسيا دورتموند يقتنص فوزا صعبا أمام باريس سان جيرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأمين العام للإخوان المسلمين‏‏: الدعوة لاسقاط الدستور عمل تخريبى .. واحمد سعيد: إلغاء الاستفتاء واجب وطنى

الاختلاف حول الدستور شطر القوي السياسية إلي نصفين وتتخذ كلاهما موقفا مناوئا للآخر‏..‏ لإدارة صراع علي جبهات أخري‏..‏ ربما تحقق ما لم تستطع بلوغه وتجد وميض النور الذي يعينها علي موقفها. دخل الخلاف السياسي بين القوي المتصارعة منعطفا مختلفا يشيع فيه مناخ العناد واتخاذ المواقف دون الوضع في الاعتبار المصلحة الوطنية وتحقيق الاستقرار لوطن يتوق أفراده لاحساس بالأمن والطمأنينة وحياة دافئة.
دعت أحزاب جبهة الانقاذ الوطني إلي اسقاط الدستور والاستمرار علي موقفها المناوئ رغم إقراره ورفضت دعوات الحوار التي اطلقتها جماعة الاخوان المسلمين لرأب الصدع والوصول إلي نقطة اتفاق وبات المشهد باعثا عن حالة تربص قد تأخذ المجتمع صوب دوامة عنف. جاء الموقف الذي اتخذه الدكتور محمود حسين الأمين العام لجماعة الاخوان المسلمين كاشفا عن رغبة حقيقية للتيارات الإسلامية بالاحتكام للشرعية وتجاوز مرحلة خلاف ما قبل الدستور وإقامة حوار جاد يقرب الهوة ويحول دون مزيد من الصراعات. بينما رفض الدكتور أحمد سعيد رئيس حزب المصريين الأحرار وعضو جبهة الانقاذ الوطني الدعوة للحوار كون وقتها قد فات ولم تعد تنطوي علي أهمية واتخذ السعي لاسقاط الدستور عملا وطنيا.. في هذه المواجهة حوار الطرشان.
الدعوة لإسقاط الدستور عمل تخريبي يعاقب عليه القانون
{{ توجد مبالغة في التشبث بالاحتكام إلي الصناديق في عملية الاستفتاء علي الدستور؟
إن التمسك بالاحتكام إلي الصندوق ليس فيه معضلة, ويمثل طوق النجاة لحالة الجدل الدائرة التي تعطل مسيرة بناء الدولة وتجاوز عقبات المرحلة التي نعيش فيها, ويلقي الخلاف السياسي بين القوي الحزبية بظلاله علي نحو يعمق الفجوة وعدم الوصول إلي نقطة اتفاق. الوضع الاجتماعي لم يعد لديه قدرة علي التحمل والانتظار, وما يحدث يضع عقبات أمام إيجاد دستور تقوم عليه ركائز الدولة.. لابد من الرضوخ للنتائج المعلنة حول الاستفتاء علي الدستور, كون ذلك رغبة الشعب الذي وقف في طابور يدافع فيه عن حريته في دعوة صريحة منه إلي الاستقرار وإعادة بناء مؤسسات الدولة, ونفض غبار الماضي بكل ما علق به من فساد.
الموافقة علي مشروع الدستور كشفت عن ضعف تأثير القوي المدنية علي اتجاهات الشارع؟
تصورت تلك القوي أن حجم تأثيرها علي اتجاهات المواطنين يكتسب قوة وبيدها تصنع رأيه بما يحقق أهدافها وطموحاتها التي تكشف عن ضيق أفق.
جسور الثقة مازالت ممتدة برغم هجمة إعلامية شرسة قامت علي تشويه محتوي مشروع الدستور وإشاعة مناخ الخوف صوب نصوصه وعملت علي تضليل الرأي العام.. لكن محاولاتها في استخدام اعلام يفتقد إلي الوطنية والمهنية باءت بالفشل وسجل الشعب موقفه التاريخي في تحد صارخ للكذب والتدليس وتزييف الحقائق.. أتصور أن بعد الموافقة علي الدستور أيقنت القوي المناوئة له حجمها الحقيقي في الشارع.. لذلك يتعين عليها القبول بما أسفرت عنه النتائج.
الواقع أثبت خطأ الموقف الذي اتخذته جبهة الإنقاذ الوطني من مشروع الدستور وتحاول تبرير فشلها؟
شيدت أحزاب الجبهة قصورا في الخيال وتصورت أنها تستطيع قيادة المجتمع صوب المشروع الذي يقومون علي تنفيذه بإسقاط الدستور وإشاعة الفوضي واستمرار خلل الأوضاع القائمة والحيلولة دون الإسراع في تحقيق الاستقرار, وتصوير الرئيس في موقف العاجز عن إدارة شئون البلاد.. وبعد الموقف الذي بدا تجاه نصوص الدستور واستخدام وسائل غير شريفة لإقناع الناس بأشياء تجافي حقيقة محتواه, يعد كاشفا عن ضعف بصيرة بما تريده القاعدة العريضة في المجتمع. في أثناء فترة الإعداد للاستفتاء, كرست جبهة الإنقاذ كل جهودها عبر وسائل إعلام مشبوعة لتشوه الدستور, وكان رهانها علي تغيير اتجاهات الرأي العام, وعدما خاب أملها.. اتخذت نهجا آخر وحيلا دفاعية ربما تسبر بها أغوار زيف موقفها وألقت اتهامات باطلة بعمليات تزوير جرت لإرادة الشعب.. حتي تتم الموافقة علي مشروع الدستور.
الأحزاب المكونة لجبهة الإنقاذ الوطني تملك رؤية للعمل السياسي في مرحلة ما بعد إقرار الدستور؟
الشعب يريد منهجا يسير فوق دربه بعدما سئم الكلام الذي يحمل في ثناياه شعارات زائفة لا تغني ولا تسمن من جوع.. تصوروا أن خداع الشعب يمكن القبول به والانسياق خلفه.. الشعب لم يعطهم شيكا علي بياض أو موثق.. القضية تنطوي علي أبعاد أخري أعمق من تلك الشعارات البراقة التي يعملون علي ترويجها. إذا كان لديهم ما يستطيعون تقديمه إلي المجتمع, فيتعين عليهم إعلانه.. لابد من تجاوز آثار مرحلة ما قبل إقرار الدستور.. لأن كل ما يتردد بشأن الموافقة عليه يخرج تماما عن نطاق الحقيقة, وتعد محاولة لإشغال الرأي العام بفصول جديدة من الخداع والكذب والتضليل, ولن تفلح أي محاولات لإقناع الناس بأن ثمة تدليس جري.. المجتمع في حاجة شديدة ليد تبني وتعمل لنهضة الوطن, ولن نلتفت إلي الوراء.. الوضع يتطلب فورا النظر إلي عمق المستقبل.
لدي جبهة الإنقاذ مسئولية تقع فوق عاتقها تجاه حالة الاستقطاب السياسي السائدة؟
الأوضاع ستظل علي النحو السائد إذا استمرت المعارك السياسية تحيط بمناخ العمل الوطني. المجتمع لن يبرح عثراته مادامت القوي السياسية تعمل بمنهج عدم تغليب المصلحة الوطنية.
لن تستطيع الأطراف المتصارعة علي النحو السائد حصاد ثمار طيبة تنشر الخير في المجتمع وتعمل علي ازالة رواسب الماضي وفتح آفاق المستقبل.. لقد دفع آتون الصراع السياسي بالمواطنين إلي حالة صعبة يستحيل القبول بها والحياة تحت وطأتها.. ان حدة الخلاف السياسي تأخذ كل يوم شكلا مختلفا وتبعدنا عن نقطة اتفاق من أجل هذا الشعب الذي انفجر بركان غضبه تجاهه من نظام جار عليه ويمكن له ان يثور في وجه من يقضي علي أحلامه.
عناد الموقف الذي تعتنقه الاحزاب والقوي المدنية يأتي تعبيرا عن رغبة دفينة لاعاقة المشروع التنموي الإسلامي؟
من المفترض ان الجميع يسعي إلي نهضة الوطن واعادة بنائه.. لابد من اخلاص النيات باعتبارها الطريق الحقيقي لتغيير الأوضاع القائمة. ليس من المقبول في خضم سعي جماعة الإخوان المسلمين إلي اعادة بناء المجتمع تجد من يقف لها بالمرصاد ويحاول وضع العثرات في طريق انطلاق مشروعها لتحقيق نهضة المجتمع وإهالة التراب علي كل جهود مخلصة والعمل علي نشر مناخ التشكيك في أوساط الرأي العام مايحدث الآن علي أرض الواقع بعكس رغبة دفينة بوجود اتجاهات مناهضة تقوم علي المعارضة من أجل المعارضة ولو كان لديها ماتستطيع به البناء لتغير وضعها وجلست إلي مائدة الحوار.
بقاء الإنقاذ الوطني علي موقفه يفتح الباب لاستمرار الفوضي والوقوع في دوامة العنف؟
دون جدال ان استمرار القوي المعارضة علي موقفها بعد اقرار الدستور يعد أمرا غير مقبول ويصعب تحقيقه علي أرض الواقع كونه يسفر عن نتائج غير طيبة لن يستفيد منها المجتمع في شيء ونحن لدينا مسئولية تجاه هذا الشعب لتجاوز حجم العقبات التي تقف بالمرصاد وتدفع لشيوع حالة عدم الرضا. ان بقاء احزاب جبهة الانقاذ علي هذا النحو يجعلها صوب مسئولية من استمرارا الفوضي وتحويل المظاهرات السلمية الي احداث عنف.
دعوتكم أحزاب الانقاذ الوطني الي حوار.. تراه يحيط به الغموض وعدم الوضوح في غاياته؟
ليس هناك ادني غموض حول دعوة صادقة خرجت من أجل تحقيق استقرار الوطن ورغبة في اشراك القوي السياسية وعدم إبعادها عن مسئوليتها تجاه المجتمع.. الموقف واضح من قضية الحوار السياسي ونحن من دعونا إلي, ليس من المنطقي الدعوة الي حوار بينما يجري الاتهام بأنه جاء يحيطه الغموض وعدم الوضوح في الاهداف المحركة له.. كل مانريده الاتفاق من أجل نهضة الوطن.
الدعوة للحوار تصاحبها شروط مسبقة تدفع الطرف الآخر للهروب منه؟
جاءت الدعوة الي الحوار خالصة بغير شروط مسبقة المعارضون يحاولون تصوير الدعوة في وضع يوحي للرأي العام بأنها دعوة تقوم علي شروط.. ليس لدينا شروط لنضعها في طريق الحوار.. كل مانريده مساحة نتفق عليها من أجل الدفع بالمسيرة والتجاوز فوق عقبات صعبة. القوي المعارضة تكشف عن رغبة دفينة من موقفها تجاه الدعوة للحوار بأنها تبغي التمسك بعدم اجرائه وتلقي الاتهامات جزافا لاغراض تعلمها ربما يتعاطف الشعب معها وهذا موقفها علي طول الخط وليس بغريب عليها ماتسعي إليه.. فقد سعت من قبل إلي تشويه محتوي نصوص الدستور وتصويره أمام المجتمع في وضع يحمل الخطر.. بينما تحاول تكرار ذات السيناريو في الدعوة للحوار والمناقشة.
هل يمكن القبول بالفكرة التي تروج لها أحزاب الانقاذ الوطني لاسقاط الدستور؟
اقرار مواد الدستور جاءت برغبة وإرادة مجتمعية وقد حاولت القوي المناوئة له بشتي الوسائل تشويه محتواه واستخدمت الكذب والتضليل ولم تفلح محاولاتها وانتصر الشعب لاستقراره وتقدمه وبزغ الأمل جراء الموقف الوطني الذي يشعر به كل مواطن ودفعه نحو الموافقة عليه.. كيف لهذا الشعب العظيم الواقف في طابور طويل باحثا عن الحرية.. أن يعود إلي المشاركة في إسقاطه.. هذه خبالات ضحلة لايعرف مروجوها قيمة المعدن الأصيل للمصريين الذين يؤمنون بأهمية الدفاع عن استقرارهم. إسقاط الدستور معناه العودة الي حالة الفوضي والعنف السائد في المجتمع جراء أفكار تحاول الترويج لها قوي لاتعلم حقيقة الأوضاع.. بل ان مايرددونه من كلام في هذا الشأن يعاقب عليه القانون.. ليس من حق أحد اسقاط دستور خرج للحياة بإرادة خالصة لشعب متحضر.. يتعين علي القوي المروجة لهذه المعتقدات الهدامة الصمت والبحث عن قضايا تفيد الوطن وتعمل علي بناء أركانه.
أحمد سعيد رئيس حزب المصريين الأحرار:
إلغاء الاستفتاء واجب وطني تسعي إليه الإرادة الشعبية
{{ رفض القبول بمبدأ الاحتكام الي صناديق الاستفتاء ينطوي علي منطق؟
نحن نتحدث عن دستور ساهم بشكل أساسي في شق وحدة صف الأمة ومزق أوصالها.. فبعد أن جمعت شتاتها ثورة يناير.. عادت من جديد تنقسم علي نفسها أمام انحياز جماعة الاخوان المسلمين الي وجهة نظرها واصرارها علي إجراء الاستفتاء وسط مناخ ملتبس ويسوده الغضب.. فكيف يمكن الاحتكام الي نتائج صناديق احتوت الموافقة علي نصوص دستور خرج الي النور ليغرق من كانوا يوما يعملون معا لأجل هدف واضح.. الدعوة بالاحتكام الي الصناديق دعوة حق يراد بها باطل والباطل جاء للدستور من كل صوب وحدب.
إقرار الدستور جاء ليرسخ شعبية التيار الإسلامي وقوة تأثيره علي الرأي العام؟
يحاول الإخوان الترويج لأنفسهم عن شعبية زائفة لم يعد لها وجود علي أرض الواقع.. فقد تساقطت أوراقهم وفي سبيل الزوال.. لأن الناس أشاحت بوجهها عنهم وفقدوا الثقة في أقوالهم, وأظن ما نشاهده الآن يكشف عن بلطجة سياسية ومحاولات للسيطرة علي مقاليد الأمور بإرهاب المعارضين لهم, واستخدام العنف كوسيلة لبلوغ الغايات.. كل التصرفات الهوجاء غير المسئولة تؤكد أن القادم أسوأ مما يتوقع كثيرون. الإخوان لم يعد لديهم صوت في الشارع.. كل ما يملكونه مجموعات منظمة استخدمت كل ما تملكه من أدوات للدفع بالمواطنين الي التصويت بالموافقة علي الدستور, وأتصور أن قوة تنظيمها أعانتها الي حد كبير للحصول علي النتائج التي حققتها بطرق غير شرعية.
التجربة كشفت عن صدق الموقف الذي اتخذته جماعة الإخوان المسلمين برهانا علي تصويت الشعب بالموافقة علي الدستور؟
لن يكون هناك أمل في ظل واقع ندلف إليه ويقومون عليه ويرفضون النظر بعين الاعتبار الي المصلحة الوطنية, أو تطلعات المصريين, لقد اخفقوا عند أول اختبار وأطاحوا بكل من عارضهم في طريقهم وكأنهم يريدون الاستئثار بأرض الوطن الواسعة.. المسيرة تمضي صوب مكان مجهول ومن المؤكد أن الشعب لن يصمت كثيرا. من كانوا في الميادين لم تحركهم جبهة الانقاذ الوطني, وانما جاء القرار من داخلهم وقد سألت الدكتور البرادعي ذات مرة اذا قلنا لهذه الجموع الغفيرة الزموا أماكنكم.. هل سينصتون إلينا؟! فأجاب.. هذه الحشود خرجت عن وعي وفهم لحقائق الأمور ولن يردها أحد أو يستطيع توجيهها.. الاخوان راهنوا علي تنظيمهم ولم يضعوا آمالهم علي القاعدة العريضة من الشعب وهذا يعد الفارق بين قوي تتحرك من تلقاء نفسها مع المواطنين, وأخري تتحرك مع مصالحها.
القوي الإسلامية تحمل في يدها منهج عمل سياسي يعينها علي تحديات المرحلة المقبلة؟
تقف تلك القوي في حيز ضيق وتنظر من طرف خفي علي مشارف المستقبل وأتصور أن يدها خالية الوفاض ولن تحمل فوق عاتقها قضية إعادة بناء الدولة, لكونها تفتقد الي الخبرة اللازمة التي تعينها علي القيام بالدور طول عمر جماعة الاخوان المسلمين تقوم علي العمل السري ولم تكن يوما قادرة علي ادارة دولة بحجم مصر, واختاروا أن يسيروا في الركب بمفردهم فقد تسلموا مقاليد الأمور ولا يريدون مشاركة حقيقية من جانب القوي المؤثرة في المجتمع والقائمة علي صناعة النسيج السياسي. تتصور جماعة الإخوان المسلمين أنها تملك زمام الأمور تحركها صوب ما يخدم مصالحها.. قد يكون ذلك الواقع الآن في ظل تنظيم يعمل من خلاله.. لكنها في كل الأحوال لن تملك القدرة علي مواصلة العمل السياسي في ظل انفرادها بكل شيء..
يقع فوق عاتق التيارات الإسلامية مسئولية واضحة تجاه شيوع الاستقطاب السياسي؟
جبهة الانقاذ الوطني مجرد غطاء سياسي يتعامل مع المجتمع من منظور ارادي ويتحرك صوب الأحداث, متفاعلا مع الاتجاهات السائدة فيه.. لذلك تعد في نهاية المطاف رمزا يبلور المواقف في شكل منظم وقد استطاع طوال فترة ادارته للأزمة الانخراط مع الشارع والذوبان في همومه دون استخدام مؤثرات خارجية تخاطب فيه نقاط الضعف وتعمل علي استغلالها بصورة غير مقبولة, وتفتقد الي أبسط القواعد الديمقراطية. لم تتوقف التيارات الإسلامية علي مختلف توجهاتها عن إشاعة مناخ الاستقطاب السياسي, في محاولة منها لاستمالة الشارع ودفعه نحو اعتناق أهدافها ولست أنكر أن ذلك ساعدها في كثير من الأحيان علي بلوغ الغايات.. لقد جرت محاولات عديدة في هذا الشأن كلما كان هناك ما يدعو الي ذلك.. الممارسة الديمقراطية لم تعد موجودة علي الإطلاق وبدا المشهد معقدا وملتبسا ويكشف عن مناخ غير سوي.
الموقف الصلد الذي تتخذه القوي الإسلامية جاء انعكاسا لرغبتها في الانفراد بخوض غمار التجربة السياسية وحدها؟
لن تجلس القوي الوطنية في مقاعد المتفرجين وتبكي علي اللبن المسكوب وتنظر الي الإخوان والتيارات الإسلامية, في وقت يعبثون فيه بمقادير الدولة المصرية ويحاولون فرض سياسة الأمر الواقع والانفراد بالسلطة وتوجيه دفة حكم البلاد صوب مناطق خطيرة, وتلقي الشعب الي مصير مجهول.. أحزاب جبهة الانقاذ الوطني لديها تحركات عديدة وتتفق فيما بينها علي آليات واضحة للتصدي لمحاولات العبث التي تجري في جسد الوطن دون شرعية حقيقية. لن نقدم تنازلات من أجل أحد ولن نرضخ لواقع يريدون فرضه برغم أنف الجميع.. لقد أثبتوا عدم قدرتهم أمام الصراعات السياسية الدائرة علي احتواء الآخر وادارة حوار جاد وبناء.. لن نسلم مقاليد الدولة للإخوان يتصرفون فيها كيفما شاءوا.
تمسك الإخوان المسلمين بثوابتهم يفتح الطريق أمام العنف والفوضي؟
ليس هناك جذور قد غرستها جبهة الانقاذ الوطني منذ لحظة تكوينها تدعو علي إثرها الي العنف ونشر الفوضي.. الاحتكام الي القانون منهج نسير علي دربه برغم محاولات الاخوان دهس القانون بأقدامهم واستخدام أفعال البلطجة في تصرفات كثيرة, وقد كشفت الأحداث التي جرت عن دورهم الأصيل في ذلك. الانقاذ الوطني تدعو الشعب وتقوم علي وضع الحقائق أمامه, وتدع له الفرصة كاملة لاتخاذ ما يراه مناسبا ليقرر مصيره.. لم يعد أمام الاخوان والتيارات الإسلامية فرص للتمسك بمواقفهم وثوابتهم.. فالشعب لن ينطلي عليه ما يروجون له ويتعين عليهم إعادة حساباتهم تجاه المواقف المسبقة التي يتخذونها دون الوضع في الاعتبار وجود قوي سياسية لديها شعبية في الشارع.
دعوة الإخوان والتيارات الإسلامية للوصول الي نقطة اتفاق علي المواقف الخلافية تراها ذات جدوي؟
هذه الدعوة التي لا يكفون عنها لست أجد في جدواها ما يمكن البناء عليه وقد جاءت في وقت لم يعد ينفع فيه الحوار.. الدعوة الي الحوار كان من الممكن في مرحلة ما أن تكون ذات جدوي ونتبادل فيها أطراف النقاش لنصل أو لا نصل الي نقاط اتفاق.. لكن الوقت لم يعد ملائما وقام الإخوان المسلمون بتنفيذ ما رفضناه سابقا.. فكيف إذن يدعون الآن الي الحوار وما نقاطه وعلي أي شيء نتحاور. قضية الحوار الذي يدعون إليه جري تفريغها من مضمونها الحقيقي وما يتردد عنه كلام أجوف لا يحمل في ثناياه المعاني الوطنية التي نريد لها البقاء والنماء بعد سنوات عجاف من العمل السياسي المنفرد.. لم تسلم القوي الوطنية مفاتيح الدولة في يد الاخوان لتعيد تجربة انتاج الحزب الوطني المنحل.. الأحزاب ستتمسك بموقفها الرافض لأي حوار لا يقوم علي دليل يضع الأمور في نصابها الحقيقي ويرسخ لمبدأ المصلحة الوطنية.
ترفض جبهة الانقاذ الوطني حوار الإخوان المسلمين برغم غياب شروط للبدء فيه؟
لم تقدم جماعة الإخوان المسلمين موثقا لبدء حوار جاد في وقته المناسب, وانساقوا خلف أطماعهم في الاستحواذ علي السلطة وأطاحوا بكل القوي الوطنية الراغبة في بناء دولة ديمقراطية وانفردوا باتخاذ قرارات مصيرية, أهمها وأخطرها إقرار الدستور دون احداث توافق حوله.. كل ما كنا نختلف حوله جعله الاخوان المسلمون حقيقة علي أرض الواقع, وبعد ذلك يدعون الي الحوار.. لم يعد هناك شييء نتحاور من أجله فقد أخذوا كل شيء.. الحوار في هذه المواقف غير مجد وقد أصبحت القوي الوطنية تشعر بالغبن جراء ما حدث ويصعب عليها الجلوس إليهم لنتحاور, فقد مضي وقت الحوار الذي كنا نسعي إليه ويمكن قبوله.
ما تردده أحزاب جبهة الانقاذ الوطني بالسعي لاسقاط الدستور يعد عملا مشروعا؟
هذا دستور خرج علي غير رغبة الأمة واسقاطه ضرورة مجتمعية ولن ينصلح حال المجتمع الا بزواله وبناء آخر يلتف حوله الشعب بأسره.
ما نردده في هذا الشأن ليس معبرا فقط عن طموح أحزاب جبهة الانقاذ, وانما صوت الشارع وصرخته المكتومة ويخطئ من يتصور أن الدعوة لإسقاطه عمل يخالف القانون لن نصمت علي ما يفعله الدستور بالوطن, ولن يقف الشارع مكتوف الأيدي وسيعمل علي إسقاطه.. هناك ارادة قوية تسكنه وتتحرك من تلقاء نفسها.. الموقف الذي نتخذه أقيم علي أرض صلبة تدعو الي الكفاح المستمر.. في تقديري أن اسقاط الدستور عمل وطني وليس فعلا غير مشروع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.