وصف هشام عز العرب رئيس البنك التجاري الدولي ان الوضع الاقتصادي في مصر في الوقت الراهن بانه يمر بمنعطف خطير ولكنه ليس كارثيا. ولكن اذا لم نسارع الخطي بشكل جاد وباجراءات عاجلة وناجعة فإن الوضع قد تنزلق الي ماهو اخطر لاقدر الله مشيرا الي ان هناك تحديات كبيرة تتطلب سرعة التعامل معها خاصة تفاقم عجز الموازنة العامة الي حد لا يمكن استمراره بعد تجاوز80 مليار جنيه في خمسة اشهر فقط, الي جانب انخفاض الاحتياطي الاجنبي الي نحو15 مليار دولار فقط في نهاية الشهر الماضي, وقال عز العرب لمندوب الأهرام خليفة أدهم ان كل قرش ارتفاع قيمة الدولار امام الجنيه يزيد من فاتورة الواردات بنحو100 مليون دولار سنويا وان الزيادة التي تحققت خلال الايام القليلة الماضية تعني زيادة فاتورة الواردات بنحو مليار دولار, لا فتا ان السياسة النقدية المتوازنة جنبت الاقتصاد الكثير من الازمات وان تحرك سعر الصرف خلال الايام الماضية امر مقبول, ولكن هذا الامر لا يجب ان يفهم علي ان البنك المركزي لا يمتلك القدرة علي المناورة بادوات فنية كثيرة لضبط ايقاع سوق الصرف, ونوه الي ان السياسة حاليا هي المسئولة عن تدهور الوضع الاقتصادي, وان جزءا مهما من اصلاح الاقتصاد يتوقف علي الموقف السياسي, وليس بايدي الاقتصاديين. وشدد علي ان المهم في سوق الصرف هو انتظامها وتوافر العملات الاجنبية في السوق, مؤكدا ان السوق السوداء لم تعد علي الاطلاق بفضل توافر العملات الاجنبية بالبنوك, موضحا ان البنوك توافر العملات لكل العملاء, وتقوم بفتح الاعتمادات. ولفت المسئول المصرفي الي ان الوضع الاقتصادي الراهن افضل مما كان عليه الامر في عام2004 حيث لم يكن هناك احتياطي اجنبي لدي البنك المركزي, وما كان موجود لديه كانت عبارة عن جانب من الودائع الاجنبية لدي البنوك, كما ان معدل النمو الاقتصادي كان متدني, وكان هناك عجز في الموازنة العامة مستتر حيث كانت هناك متأخرات متراكمة من مديونيات شركات المقاولات لدي الدولة, واستدرك لكن تم تجاوز هذه الصعوبات وتحقيق معدل نمو مرتفع وإن كانت هناك مشكلة في عدالة التوزيع, منوها الي انه رغم ذلك فقد كان اصلاح الوضع الاقتصادي في2004 اقل صعوبة من الوضع الراهن لا لشيء سوي ان الامر يرتبط بالسياسة وليس الاقتصاد فحسب, ولكن لابد للجميع ان ينتبه الي خطورة الموقف.