في 8 مايو عام1807 أمر محمد علي باشا بحفر ترعة لربط مياه البحر عند مدينة الإسكندرية بنهر النيل عن قرية بهبيت بمحافظة البحيرة واستمر الحفر فيها حتي تم افتتاحها في يناير1820 وأطلق عليها أسم ترعة المحمودية نسبة إلي السلطان محمود الثاني العثماني. واستمرت ترعة المحمودية تمثل شريانا رئيسيا لنقل البضائع بواسطة المراكب من ميناء الإسكندرية حتي القاهرة طوال القرنين الماضيين حتي تدهور بها الحال وتحولت إلي مجرد مجري مائي للري ومصدر مياه الشرب. وفي هذه الأيام قرر المسئولون بالمحافظة استغلال جانبي ترعة المحمودية وإنشاء محور مروري طولي يخفف الضغط المروري علي المحورين الرئيسيين بالمدينة وهما طريق الكورنيش وطريق الحرية وتم إعداد الموارد اللازمة لتطوير مسار هذا المحور منذ أكثر من4 سنوات, وتم بدأ العمل فيه منذ3 سنوات ويهدف المشروع الذي يبلغ طوله35 كيلو مترا ويمتد من كوبري كرموز غربا حتي كوبري الناموس شرقا ويتضمن المشروع عمل4 حارات مرورية علي كل جانب من جانبي الترعة وتصل التكلفة الإجمالية الي نحو135 مليون جنيه ويتضمن إقامة22 كوبري لربط ضفتي الترعة بواقع كوبريين كل750 مترا لتحويل المسار. ويؤكد اللواء مدحت قريطم مدير الإدارة العامة لمرور الإسكندرية أن هذا المحور المروري يمثل طوق نجاة لتخفيف الضغط المروري الهائل خاصة في ساعات الذروة وخروج الموظفين ويحقق هذا المشروع نقلة نوعية بحيث يتوجه القادم من الطريق الصحراوي من خارج الإسكندرية الي طريق مزلقان مطار النزهة الي محور ترعة المحمودية وصولا إلي كوبري الناموس ثم كوبري العوايد ومنها إلي طريق شارع الملك بمنطقة المعمورة وصولا إلي مناطق الشواطيء في شرق المدينة دون المرور وسط التكدس المروري بطريقي الحرية أو الكورنيش كما ينتقل القادم من شرق المدينة حتي منطقة كرموز بغرب المدينة مباشرة عن طريق نفس المحور مما يمثل حلا لحالات الاختناق المروري التي تعاني منها مناطق عديدة خاصة علي طريق الكورنيش بما يمثله من مدخل جديد للإسكندرية للقادم من خارجها. وأوضح أنه قد بدأ العمل بالفعل بطول10 كيلو مترات في المنطقة الواقعة من كوبري النزهة ومزلقان المطار حتي كوبري الناموس بعرض4 حارات مرورية بحيث يكون اتجاه المرور في الجهة القبلية للمتجه إلي منطقة كرموز أو الجهة البحرية للمتجه الي كوبري الناموس بشرق المدينة, كما أن هذا المحور يشكل إضافة حضارية لهذه المنطقة ويؤهلها للخدمات اللازمة, وقد شارف العمل علي الانتهاء في المرحلة الأولي من حيث إقامة الكباري التي تربط ضفتي الترعة وعمليات تأسيس التربة وتوسعة الحارات وإزالة الإشغالات وباقي عمليات السفلتة حتي يتم افتتاح المرحلة الأولي أوائل العام الجديد من هذا المحور الذي يسهم بشكل كبير في حل أزمة المرور بالإسكندرية.