'تربية الأسماك واستزراعها في مصر من الممكن أن يصبح باب رزق واسع للكثير من الشباب إذا ما لاحظوا أن الاهتمام بالأسماك كمصدر للبروتين لا يأخذ حقه الكافي في بلادنا, خاصة في ظل الارتفاع الجنوني لأسعار اللحوم و الدواجن'. بهذه الكلمات بدأ الدكتور حسام حسن الباحث بالمركز القومي للبحوث حديثه عن وضع الإنتاج السمكي في مصر, ففي خلال سنوات قليلة صعد الاستزراع السمكي وتطور سريعا ليمثل اليوم تقريبا71% من إجمالي الناتج القومي من الإنتاج السمكي في عام2011, وتعود الزيادة المستمرة في الإنتاج السنوي كما يوضح الدكتور حسام إلي الاهتمام بالاستزراع السمكي من جانب القطاعين العام والخاص, لكن بالرغم من هذه الزيادة, إلا أنه يقابلها تدهور في إنتاج الأسماك من المصايد الطبيعية رغم وجود مصر علي سواحل مائية تبلغ مايزيد علي حوالي3000 كيلومتر, ولكن هناك العديد من المشاكل التي تتسبب في فقر سواحلنا من الثروة السمكية وأهمها علي الإطلاق هو عمليات الصيد الجائر للأسماك الصغيرة من قبل الصيادين بشكل مستمر مما يؤثر علي المخزون السمكي في مياهنا البحرية كما يلعب أيضا التلوث دورا كبيرا في هذا التدهور. و يشير الدكتور حسام إلي أن هناك العديد من العقبات التي تعوق تقدم عمليات الاستزراع السمكي منها أن القانون المصري يمنع استخدام مياه النيل أو مياه الري عموما في أي نشاط من أنشطة الاستزراع السمكي ولكن مصرح بقيام هده الأنشطة فقط باستخدام مياه الصرف الصحي مما يتسبب في إنتاج اسماك ملوثة والتي لها الأثر السيئ والسلبي علي صحة الإنسان المصري بشكل مباشر وعلي الاقتصاد القومي بشكل غير مباشر. كما تسبب هذا القانون في منع تصدير الأسماك المصرية للأسواق الأوروبية والتي لها شروط صارمة في عمليات استيراد الأسماك. و يناشد الدكتور حسام الحكومة المصرية إيجاد حلول للخروج من الأزمة حتي لا يتم هجر هذا القطاع من الاستثمار ولا نفقد موردا هاما جدا من مصادر البروتين غير الحيواني. وعن فرص الاستثمار الممكنة للشباب في هذا المجال ينوه الدكتور حسام إلي ضرورة أن يكون المشروع بالاشتراك بين مجموعة من الشباب نظرا لتكلفته العالية نسبيا, ثم يوضح الأسس التي يجب توافرها عند اختيار موقع المزرعة, و تتمثل في: البعد عن مصادر التلوث, وتوافر البنية الأساسية من طرق وكهرباء ووسائل اتصال وغيرها, وملاءمة الظروف الجوية والجيولوجية للمنطقة وتشمل:درجة حرارة الجو و الرطوبة النسبية وعدد ساعات سطوع الشمس و معدل البخر ومعدل سقوط الأمطار و سرعة واتجاه الريح و كمية السحب, كما يشترط أيضا أن تتناسب طبيعة التربة لنوع الاستزراع وأن تتوافق بيئة المياه والحياة النباتية والحياة الحيوانية لشروط الاستزراع السمكي, وأخيرا, توافر الشروط الأمنية للمكان. وحول أهمية نوعية المياه المستخدمة, يقول الدكتور حسام إن ثمة شروطا لابد من توافرها في مياه الأحواض السمكية, و هي أن تكون متوفرة بشكل دائم وبدون انقطاع, و خالية من الملوثات والمبيدات الحشرية و الطفيليات والفطريات وغيرها من مسببات الأمراض. أما عن الأنواع المختلفة من أحواض تربية الأسماك يوضح الدكتور حسام أن هناك احواضا ذات تربة طفلية و هي التي يمكن احتفاظها بالماء وأيضا تسميدها لإكثار الغذاء الطبيعي وتتميز بالتكلفة المنخفضة حيث انها لا تبطن, و يشير أيضا إلي أنه يمكن عمل صوب لحماية الأسماك ليلا من البرودة, كما أن هناك أحواضا أسمنتية مختلفة الأشكال والأحجام وتقام في التربة الصحراوية التي لا تحتفظ بالماء ويتم استزراع الاسماك فيها بكثافات عالية وذلك لسهولة السيطرة عليها و توجد أيضا احواض مبطنة بطبقة من المشمع بولي إثيلين وتستخدم كبديل للأحواض الأسمنتية التي قد تكون مكلفة نوعا ما ولكن لكل طريقة مميزات وعيوب.