يري أن قضية الإبداع الأدبي والثورة واحدة من كبريات القضايا الإنسانية. يقول إن ثورة يناير قد فتحت طريقا عريضة مهيأة لظهور ونبوغ أصحاب المواهب في الساحة الأدبية المصرية. لاسيما أولئك الذين يتعاملون مع السرد القصصي القصير والروائي; كما فتحت آفاق التطوير أمام ذائقة المتلقي, وأتاحت له فرص التعرف علي أشكال من القصص القصيرة والروايات يفترض اختلافها عما كان سائدا قبل الثورة, لكن حتي الآن لا يمكن القول, ولو بقدر من الشك كثير أو قليل, إن ثورة يناير قدمت نموذجها الإبداعي الخاص بها. فالأمر لا يزال قيد الكتابة العجول, التي أسلمت قيادتها للحماس الثوري, أو الركون إلي التريث حتي يكتمل المشهد وتتبلور الرؤية. والمسألة من وجهة نظر الناقد تتصل بكينونة الثورات نفسها. قد يبدو ظاهر هذه الكينونة سهل الفهم للأديب, يسير الإدراك للمبدع, فثمة متغيرات كثيرة تضغط علي الأديب عندما يتناول ثورة من الثورات في عمل إبداعي ما. وهذا ما كان من أمر الإبداع الأدبي مع ثورة25 يناير سبقت القريحة الشعبية غيرها من القرائح, فأنتجت شعارات موقعة هي أدب شعبي فريد, اقترب بل صار شعرا شعبيا عالي القيم الجمالية, في حين تفاوتت نسب الجودة في الإبداع الأدبي المتخذ سمتا رسميا; والرسمية هنا لا تعني الحكومية, وإنما تعني ما تواطأ عليه المجتمع وارتضاه في تعاملاته الظاهرة, من أساليب وطرق للتعبير. ويري الكاتب أن الجمود قد ران تقريبا علي ميادين النشاط الأدبي في مصر قبل ثورة يناير, وأن هذا الجمود قد ذاب بعيد اندلاع شرارات الغضب الأولي, وتفجرت في هذه الميادين طاقات أدبية طالما شخص أصحابها بأبصارهم نحو التغيير; ولنيل شرف الارتباط الإبداعي بالثورة شهدت مصر الأدبية تزاحما, ربما وصل في بعض الأحيان إلي حد التدافع بالمناكب, غير أن الإنصاف يقتضي الاعتراف بأنه حتي الآن, ومع هذا التزاحم, لم تظهر آثار واضحة لإبداع الثورة, ربما لأن المخاض الثوري لم ينته للآن, ولأن رؤي أغلب الأدباء لم تكتمل بعد.