مشروع الجدار الأخضر العظيم للصحراء الإفريقية الكبري من المشروعات التنموية الواعدة في القارة السمراء, لأنه يهدف إلي مكافحة التصحر وحماية الأراضي المنتجة في الدول الأفريقية المقترحة لتنفيذ المشروع. إضافة لتبنيه مكافحة الفقر والحد من انتشاره وهو يحتضن مصر ضمن ما يحتضنه من الدول الثماني الإفريقية ويهدف المشروع إلي إنقاذ مئات الآلاف من الأفدنة من الأراضي الزراعية في التخوم الغربية لمحافظات مصر والمعرضة علي الدوام لسفي الرمال والرياح الشديدة وكلاهما يتسبب في تدمير النباتات والمحاصيل الزراعية وعن تفاصيل المشروع الإفريقي يقول العالم المصري الدكتور اسماعيل الباجوري الأستاذ بمركز بحوث الصحراء والمنسق الوطني المصري ورئيس فريق العمل بالمشروع:- بدأت الفكرة عام2007 بموافقة الإتحاد الأفريقي علي إنشاء الجدار الأخضر العظيم لدول الساحل والصحراء, وفي أواخر سبتمبر من العام الماضي تم دعوة8 دول أفريقية لاجتماع تحضيري في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا هي مصر والسودان والجزائر وموريتانيا والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد والجابون, وفيه تم اقرار المرحلة الأولي بتمويل من الإتحاد الأوربي بصفة أساسية بالإضافة إلي إتحاد الدول الأفريقية علي أن تقوم منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة بالدور الإستشاري لهذا المشروع الذي له أهميته القصوي لتلك الدول علي الرغم من اختلاف طبيعة أراضيها الزراعية, فالدول الأفريقية لها طبيعة المراعي الطبيعية التي تتأثر بزحف أو سفي الرمال مما يسهم وبشكل كبير في تدمير مساحات شاسعة منها كما تتأثر سلبيا بفعل الرياح الشديدة, أما مصر والسودان فيختلف الوضع نسبيا فنجد أن الدراسات السابقة تظهر أن أكثر من مليوني فدان من الأراضي المصرية الواقعة في التخوم الغربية لمحافظات الصعيد تعاني من أخطار سفي الرمال التي تؤدي إلي خفض انتاجية هذه الأراضي بمعدلات تتراوح بين25%-35% من المنتجات الزراعية لتلك الأراضي بفعل8 عوامل تنجم عنه منها أنه يتسبب في تجريح أوراق النباتات مما يجعلها عرضة لجميع الأمراض النباتية والفيروسات كما تؤدي الرياح الشديدة لفقد النبات والتربة للمياه وعن كيفية تنفيذ المشروع بمصر يضيف الدكتور الباجوري:- التنفيذ في مصر يبدأ أولا بمحافظتين هما المنيا والفيوم وتمثلان المنطقتين الرائدتين علي أن تنقل جميع الممارسات الناجحة المطبقة فيهما إلي باقي المحافظات بطول الصحراء حتي أسوان, وتم بالفعل توقيع البروتوكول مع محافظ المنيا, والجدار الذي سيتم تنفيذه يختلف طولا وسمكا من محافظة لأخري حسب طبيعة المنطقة التي يقام فيها, والجدار الأخضر الذي تشكله الأشجار التي سيتم زراعتها سيعمل كمصدات للرياح إلي جانب الحد من سفي أو زحف الرمال, ومصر تمتلك من الدراسات والبحوث العلمية والعلماء والخبراء والكوادر الفنية القادرة علي التنفيذ علي أكمل وجه, علما بأن الإتحاد الإفريقي وافق علي مد المشروع10 سنوات بحيث يتم التنفيذ علي مراحل متتابعة وفي إجابته علي سؤال هل يعتبر المشروع امتدادا لمشروع الحزام الأخضر ؟ أجاب:- كانت فكرة مشروع الحزام الأخضر منذ15 سنة بهدف زراعة حزام أخضر متصل, وتبين صعوبة تنفيذه علي الوجه المقترح لأنه يصطدم بمعوقات تحول دون التنفيذ أبرزها اختلاف طبوغرافية الأراضي فهناك سهول ووديان وجبال ومرتفعات تحول دون تنفيذ هذا المشروع.