الدعم.. عيني أم نقدي؟ سؤال أجاب عنه المواطنون بما يشبه الإجماع علي أن يكون الدعم عينيا وليس نقديا, مؤكدين أن السلع التموينية مضمون الحصول عليها أول كل شهر بكميات محددة. ولكن إذا تم استبدال النقدي بها, فإن الأسعار سوف تبلغ عنان السماء, وينتعش تجار السوق السوداء علي حساب الفقراء, والاستقرار في السوق. { في البداية يقول الدكتور حسين سعيد محمد( طبيب بشري) إن الدعم النقدي ممكن أن يكون علاجا جيدا للقصور الحالي في الدعم العيني الذي يتسرب جزء ليس صغيرا منه لغير مستحقي الدعم ولكن ذلك لن يتحقق إلا من خلال وضع ضوابط واضحة بها تتسم بالشفافية, فمثلا الفئات المستحقة هل سيتم تقديرها علي أساس الراتب, وهل نقول إن الموظف الذي راتبه أقل من ألف جنيه يستحق أوالذي أكثر من ألف جنيه لايستحق أو الذي تجاوز مثلا الألف جنيه.. أيهم لايستحق ونحرمه, مع العلم بأن الغلاء يشمل الجميع, والقوي الشرائية بالجنيه في وضع متدهور دائما فهل تعاقب أصحاب الاسرة الصغيرة ونعطيها مبالغ أقل؟ والعديد من التساؤلات سوف تطرح هنا يضيف حول التصنيفات التي سوف تتم لمنع الدعم النقدي علما بأن تنفيذه سوف يؤدي إلي انطلاق حاد في أسعار السلع الأساسية, وسينعكس سلبا علي هؤلاء الذين سوف يحرمون من الحصول علي الدعم, علي أساس أن رواتبهم أعلي من حدود الدعم المقرر علما بأن ضروريات مثل الغاز والمواد الأساسية الغذائية سوف تصل أسعارها إلي عنان السماء وهو ما سيعاني منه أصحاب الأسر, وهناك تجارب عديدة تبدو جيدة لكنها عند التنفيذ تظهر لها عواقب سلبية ووخيمة خاصة إذا قلنا إن مبلغ الدعم سوف يتجمد عند حدود معينة متجاهلة معدلات التضخم الكبيرة والمتلاحقة. ويقول محمد سعيد الشندويلي( موظف بالتأمينات والمعاشات) إن الدعم العيني أفضل بكثير من الدعم النقدي حيث أذهب كل شهر إلي البقال التمويني وأقوم بصرف الحصة الموجودة والمقررة, ومن هنا يكون استقرار داخل الأسرة بعد الحصول علي المقررات الثابتة. ولكن فكرة الدعم النقدي فكرة مرفوضة تماما ذلك أنني استخرجت بطاقة تموينية منذ شهور قليلة وعندما حصلت علي المقررات التموينية ندمت كثيرا لأنني لم أعملها منذ سنوات مضت حيث وفر هذا الكثير من مبالغ كنت أدفعها هباء. وتقود نسرين حبيب محمد( ربة منزل) إن الدعم العيني أفضل من الدعم النقدي لأن العيني مضمون للحصول علي السلع محددة وضرورية في أوقات محددة بكميات محددة, والدولة ملتزمة في جميع الأحوال بتوفيرها, وهذه السلع عبارة عن سكر وزيت وأرز وشاي ومكرونة وكلها سلع تعتبر من احتياجات المنزل, أما الدعم النقدي فسيوفر مبلغا من المال للمواطن وهو مبلغ ثابت أيضا ولكنه يتركه عرضة لشراء تلك السلع بأسعار غير مستقرة فربما كانت الأسعار متغيرة, بينما المقابل النقدي الذي سوف تمنحه الدولة ثابت ولايخضع لزيادة مهما زادت هذه الاسعار بينما قيمة الجنيه تتراوح باستمرار, وأسعار السلع تزداد, وعلي سبيل المثال سعر كيلو السكر الذي كان سعره2,75 قرش أصبح الآن سعره6 جنيهات في السوق والسوبر ماركت وذلك في مدة لاتتجاوز شهورا قليلة. { وتقول عطيات إسماعيل أحمد( ربة منزل): إنه بالنسبة للدعم العيني فهو أفضل لي ولأولادي ألف مرة من الدعم النقدي حيث أقوم أنا وزوجي أول كل شهر بالذهاب إلي البقال التمويني من أجل الحصول علي المقررات التموينية التي حددتها الدولة لأفراد أسرتي وهذه المقررات وفرت لي الكثير من حيث البحث عن كيلو سكر أو زيت أو أرز, ففي مكان واحد أحصل علي الحصة المقررة لي. لذا أتمني من الدولة أن تحرص علي توفير الدعم العيني للمستحقين خاصة الطبقة الكادحة من الشعب. ويقول محمد مسعد هلال( مدرس لغة عربية) إنه بالنسبة للدعم النقدي فإنني غير مستفيد به علي الإطلاق حيث إنني متزوج وأقوم بأخذ الدعم العيني عن طريق البطاقة التموينية التي استخرجها والدي منذ عشرات السنين وقمت بضم أولادي في هذه البطاقة وأقوم بصرف الدعم الشهري لي ولوالدي الذي خرج علي المعاش, فإنه أول كل شهر يقوم بصرف الحصص التموينية ومنها نأخذ الشاي والسكر والأرز والزيت وغيرها من سلع التموين. فاقد السلع من جهته يقول سلامة عبدالباسط بيومي(محام في إحدي الشركات الخاصة): في حالة البدل العيني أو الدعم العيني يحدث فاقد كبير في تداول السلع نفسها, هذا الفاقد يكون نتيجة التخزين أو الإهمال أو الفساد بين فساد الذمم حيث يتم توريد الأرز المسوس للبقال التمويني, ويأخذها أصحاب البطاقات التموينية, ويبدأ التجار في بيعها, وإذا استطعنا حساب الهادر والهالك فإن هناك نسبة عالية جدا, وهذا يصب في جيوب التجار والمرتشين. لحماية المستهلك من ناحيته يقول مصطفي عبدالغفار رئيس مصلحة التسجيل التجاري وعضو مجلس محاربة الاحتكار السابق إن الدعم العيني هو الوسيلة التي يتحقق بها حماية المستهلك من محدودي الدخل ولتفعيلها لابد من مراقبة السلع التموينية التي تصرف علي البطاقات وهذه السلع ملك الدولة ومن يقوم بتسليمها لأصحابها ويجب تغليف عمليات وتعبئة المواد التموينية بصورة متميزة يسهل التفريق بينها وبين مثيلتها من السلع الأخري عن طريق جهاز التعبئة والاتباع. { ويضيف أن هناك نسبة كبيرة من محدودي الدخل ليس لهم موارد وهناك فترة كبيرة تم فيها إيقاف وإضافة المواليد وفضلا عن ذلك فإن هناك نسبة كبيرة من المهن الحرة ليس عندهم بطاقات تموينية وهؤلاء لايستطيعون الانتفاع من الدعم النقدي بعدم أستخراج بطاقات تموينية لهم وإن كان هناك بعض المعالجات لهؤلاء خلال الفترة الراهنة إلا أنه لايزال من ليس لهم بطاقات تموينية ويستحقون الدعم يحتاجون لإدراجهم ضمن محدودي الدخل وتحديث قاعدة البيانات لتحديد المستحق للدعم.