في الأوساط الثقافية باسطنبول يستعدون الآن, وتحديدا في مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية باسطنبول,لمؤتمر جديد بعنوان' رؤية للآثار في العالم الإسلامي' تستضيفه القاهرة في منتصف شهر ديسمبر القادم ويضم عددا كبيرا من خبراء الآثار والادباء والمثقفين وعلماء الدين من جميع أنحاء العالم الاسلامي ضمن عدة مشروعات جديدة يتقاسمونها مع مصر المحروسة في مجال التاريخ والثقافة. و هذا المؤتمر هو ثمرة اتفاق بين مركز الأبحاث للتاريخ ووزارة الآثار المصرية حيث- والكلمة للدكتور خالد آرن مدير المركز- يضم العالم الإسلامي الكثير من الآثار, فهناك حضارات سبقت الإسلام, بالإضافة إلي الحضارة الاسلامية الرحبة التي قامت علي كلمة' اقرأ' وذوبان ثقافات الشعوب الداخلة في الإسلام ضمن مظلة حضارية كبري. ولهذا فمن المفترض أن نحافظ علي كل هذا التاريخ العريق وان تكون لدينا أدوات وخطط للحفاظ علي هذه الثروة. أما لماذا هذا المؤتمر في هذا التوقيت ولماذا القاهرة؟ يقول د. خالد آرن: ان مصر تعد نقطة التقاء لروافد الحضارة الإسلامية, حتي ان آثارها الإسلامية نفسها تبدو متنوعة الطرز المعمارية. وهذا ليس بجديد, فهناك فهم لطبيعة الحضارة والثقافة المصرية وهو المسئول عن انتاج عدة دراسات أثرية وأدبية صدرت من المركز منها ألبوم' مصر في عدسات القرن التاسع عشر'و' آثار القاهرة الإسلامية في العصر العثماني عبر مجلدين: أولهما عن المساجد والمدارس والزوايا, وثانيهما عن الأسبلة وأحواض السقاية للباحث محمد أبو العمايم, و'تاريخ المماليك من خلال العمارة والثقافة والسياسة في مصر' للدكتور ناصر الرباط, و'الأتراك في مصر وتراثهم الثقافي' للدكتور أكمل الدين إحسان أمين عام منظمة التعاون الإسلامي, وتحقيق مصحف عثمان الموجود في المشهد الحسيني, تحقيق لمصحف آخر ينتمي للقرن الأول الهجري موجود بمتحف الفن الاسلامي بباب الخلق. وعن مصير أفكار وأبحاث طرحت في ندوة2007 التي ضمت المجلس الأعلي المصري للثقافة ومركز اسطنبول, قال د. خالد آرن: كانت الندوة تهدف في الاساس إلي اعادة قراءة أوراق العثمانيين في مصر في ظل الظروف السياسية والاجتماعية والثقافية الموجودة وقتها. فالمشكلة أن الصورة التي لدي الأتراك والمصريين حول هذه الفترة تبدو نمطية فأردنا أن نحرك البحيرة الراكدة, وعندما انتهت أعمال هذه الندوة وجدنا أن الأوراق المقدمة كانت تعبر في النهاية عن مشروع كل باحث في مجاله, أما الرؤية الشاملة فهذا ما كنا نبحث عنه وما لم نجده. فاتفقنا مع مجموعة أخري من المشاركين والباحثين أن نبدأ مشروع كتاب مستقل يشمل كل الجوانب منذ عام1517 وحتي الحرب العالمية الأولي عام1914 حين فرضت بريطانيا الحماية علي مصر.