مفتاح شخصيته التمرد والمغامرة لعبته المفضلة, فهو يعشق التميز, ويرفض الاستسهال,ويكره الافتعال, ويجنح نحو المستحيل ,مشواره الإعلامي شهد له بقدرة فائقة علي امتلاك مفاتيح النجاح من خلال برامج ناجحة صارت مع الأيام جزء من تاريخ الإعلام المصري الخاص. إنه الإعلامي محمد عبدالمتعال رئيس قناة' الحياة' ربان سفينة' الحياة' الذي استطاع أن يحقق لها الأمن والاستقراروالنجاح,وينجو بها من تقلب أمواج الإقتصاد العاتية وعواصف السياسة الحارقة. منذ أيام قلائل تردد كلام كثير عن أزمة مالية تعاني منها قناة الحياة, وبعض المواقع أكدت أنها في طريقها للبيع, ولم يكتفوا بذلك بل نشروا أن الحياة ستستغني عن بعض مقدمي البرامج فيها,لهذا كان لابد من تحري الدقة والوصول لحقيقة ما يجري داخل هذه القناة وذهبنا إلي رئيسها الذي يعد قليل الكلام وواجهنا الصعب في إقناعه بالحديث والفضفضة, وعلي الرغم من أن أفكاره مرتبة جدا, وذهنه حاضر دائما مشفوعا برؤية ثاقبة للأشياء, فقدظل طوال الحوار معانا هادئا متامسكا يرد علي تساؤلاتنا بحكمة وعقلانية وحرفية يحسد عليها, وإليكم نص الحديث. في البداية يهمنا أن نعرف حقيقة ما تردد مؤخراعن مرور محطة' الحياة' بأزمة مالية شديدة؟ بهدوء شديد وإبتسامة خفيفة قال:مشهود لنا والحمد لله بالإلتزام الشديد, ونتعامل مع كل من يرتبطون معنا بعقود تسويقية بشفافية شديدة ووضوح,ويسأل عن ذلك شركاؤنا في السوق سواء في الدراما أو البرامج, لكن هناك من يضخمون الأمور لأغراض شخصية,وأستشهد في هذا السياق بما ذكره الإعلامي الكبير عماد الدين أديب في حواره معكم علي صفحات' نجوم وفنون' حيث قال:'لايوجد قناة لا تعاني من ضغوط مادية',ونحن ليس لدينا أي مشاكل مادية بل ضغوط كما وصفها عماد أديب,ونحن جزء من المجتمع والاقتصاد المصري,ولكن تظل التزامنا وتعهداتنا واضحة للجميع. لكن بعض المواقع الإلكترونية والجرائد رددت أن محطة' الحياة' سيتم بيعها أو في طريقها للبيع بسبب مديونياتها؟ لسنا معروضين للبيع بالعكس نحن نتوسع فهناك أكثر من قناة ستظهر في الفترة المقبلة مثل' الحياة الآن' و'الحياة رياضة',لكن للأسف هناك من يرغبون في تفسير الأشياء علي أهوائهم الشخصية,وكل ما تعاني منه الحياة بشكل واضح هو مشكلة تحصيلات مالية لمتأخرات من سنوات سابقة,أما هذا العام فقد تمت التحصيلات علي أحسن حال! ولماذا لم تظهر حتي الآن قنوات' الحياة الآن' و'الحياة رياضة' و'الحياة3' رغم حجزكم للتردد من شهور؟ لأن الوكيل الاعلاني نصحنا بتأجيلهما بعض الوقت,حتي تتضح ملامح السوق في2013, لأننا لا نعرف حتي الآن إلي أين سيتجه السوق في الفترة المقبلة؟! لكننا' أجدع' ناس تصغر السوق الإعلانية, فلايوجد إعلام في العالم يقدم إعلانات مجانية للمرشحين في الرئاسة,نحن في مصر كنا نقوم بعمل' بنارات' للمرشح حتي يظهروا علي القناة في الوقت الذي حققت فيه الانتخابات الأمريكية للإعلام50 مليار دولار,وأحدثت انتعاشة للسوق,وما يحدث عندنا راجع إلي أن كل الذين عملوا في الإعلان ليس لديهم خبرة كافية, بل لدينا خبراء إعلان يجيدون' تلبيس العمم', والذي دمر الدراماأن الوكلاء الإعلانيين أنتجوا دراما وهذا لم يحدث إطلاقا في العالم لأن الانتاج له ناسه. لاحظنا في الفترة الأخيرة أن' الحياة' لم تحصل علي المركز الأول كالعادة في بعض الاستفتاءات التي أجرتها بعض الصحف ما تعليقكم علي هذا؟! قال ضاحكا: تقصدون هوجة الاستفتاءات التي حدثت مؤخرا سأقول لكم موقف حدث معنا ومنه ستفهمون كيف تدار هذه الاستفتاءات: نحن لدينا شركات معتمدة في السوق منها شركة' أبسوس',وشركة'TNS' وهما شركتان تملكان سمعة طيبة ومحترمة في السوق الدولي وليس المحلي فقط,فمثلا شركة' أبسوس' يعملون مع'bbc', وكانوا أول من أعلنوا نتائج الانتخابات البريطانية أماTNS هي التي أعلنت فوز' هولاند' بالرئاسة الفرنسية, بناء علي استطلاعات رأي شفافة وهذا يكفينا, لكن للأسف أحيانا تلجأ بعض الصحف لضغوط صعبة حيث طلبت منا أحد الجرائد أن نكون رعاة رسميين للإستفتاء الذي أجروه علي أن نحصل علي المركز الأول مقابل الرعاية,لكني رفضت هذا بشدة! ما مدي صحة انكم قررتم الإستغناء عن الإعلامي معتز الدمرداش بعد مقابلته غير الناجحة مع الفريق أحمد شفيق خاصة أن إيملات مجهولة وصلت لنا بهذا المعني؟ بهدوء شديد قال: غير صحيح بالمرة معتز إعلامي رائع, وعنصر رئيسي في الحياة, ولا توجد نيه للاستغناء عنه, وكان حواره مع الفريق شفيق مميزا, والدليل أنه سيقدم خلال الفترة المقبلة برنامج مسابقات جديد بناء علي رغبته لأنه يرغب في خوض هذه النوعية من البرامج, واستكمل ضاحكا ما وصلكم راجع لعيوب الانترنت والانفتاح. يعرض حاليا بنجاح في الحياة برنامج'صوت الحياة' لماذا قمتم بتصويره في لبنان؟ لعدم وجود استديوهات كبيرة في مصر تناسب هذه النوعية من البرامج,ففي الفترة الأخيرة حصل تضخم في الإنتاج وعدد القنوات,في المقابل توقفت البنية التحيتية ولم يحدث تحديث فيها, فمثلا لايوجد لدينا ستدويو1200 مترمجهز يصلح لبرنامج مثل' صوت الحياة',فضلا علي أن العمالة اللبنانية أرخص من المصرية! هل تركيزكم علي برامج المسابقات و المنوعات في الفترة الأخيرة راجع للابتعاد عن' وجع الدماغ' الذي تمثله برامج السياسة أو' التوك شو'؟ إطلاقا فلدينا' الحياة اليوم', المسألة ليست هكذا, ولكن لأن برامج المنوعات علي مستوي العالم تحقق نجاحا كبيرا, ونحن نحاول أن نقدم نفس البرامج التي نجحت في العالم مثل برنامجي' دايرة الحياة' و' لعبة الحياة', المشكلة أننا في مصر عندما ينجح برنامج كل القنوات تقلده, فمثلما سبق وقدمنا برنامج' الدين والحياة' في الرابعة عصرا,واستغرب كثيرون من توقيت تقديمه,وعندما نجح قلدتنا كل القنوات وقدمت برامجها الدينية والاجتماعية في نفس التوقيت. برامج الفورمات لا تحقق النجاح الكبير عند إعادة عرضها في مصر ماهي الطرق التي تستخدمونها للوصول للشكل الجيد الذي تظهر به هذه النوعية من البرامج؟ أهم شيئ التمويل وعدم البخل علي البرنامج الذي تقدمه للجمهور, ثانيا اختيار العناصر السليمة التي تجلب النجاح لهذا العمل,خاصة أننا نملك في مصركفاءات عالية في كل مجالات الإعلام, وكل ما تحتاجة هذه المواهب أو الكفاءات إعطائها الفرصة فقط, لهذا لن تجدوا اختلاف بين نسخة برنامج' المليونير'المصرية التي قدمناها والنسخة العالمية. إلي أي مدي هناك خطوط حمراء في قناة الحياة بعد صعود التيارات الدينية ووصولها للحكم ؟ الاعلام بصفة عامة ليس بعيد عن المجتمع الذي نعيش فيه,لهذا نتعامل مع التيارات الدينية علي أنهم فصيل مثل غيره من التيارات والأحزاب الكثيرة الموجودة في البلد,وكان خطأ النظام السابق أنه قام بتهميشهم, وأخطأ أيضا عنما أعطاهم أكثر من حجمهم, لهذا نتعامل معهم, وتعاملنا معهم لا يؤثر علي سياستنا التحريرية, لأن لدينا سياسية ملتزمون بها,ونحن علي مسافة واحدة من كل التيارات السياسية وفي النهاية نحن نعمل' خدامين عند المشاهد' لأننا نؤمن بالمقولة الشهيرة' الزبون دائما علي حق'. لهذا تقومون دائما بعمل بحوث رأي لمعرفة ذوق الجمهور؟ فعلا لأننا لأبد أن نعرف مدي تأثيرنا, ونسبة مشاهدتنا, فمثلا في فترة من الفترات ومع بداية عملنا في قناة الحياة أظهرت البحوث أن الجمهور المصري مل من برامج' التوك شو' بسبب تقليدية فقراتها وتكرار ضيوفها,لذا استفدنا من البحث بعمل فقرات كثيرة متنوعة في البرنامج, وبعد الثورة بحوالي ستة أشهرغيرنا الخريطة وابتعدنا عما يقدمه الجميع وقدمنا برامج ترفيهية, لأننا عندما قرأنا البحوث وجدنا أن الناس تحتاج إلي جرعات من الدراما والبرامج الترفيهية, فنفذنا هذا وسبقنا الجميع, فالأبحاث تساعد بشكل كبير علي قياس الرأي العام,وعندما أردنا تقديم برنامج' الحياة اليوم' كنا قد قرأنا قبلها بحث يرصد أخطاء المذيعيين في برامج' التوك شو'- التي كادت تختفي لولا قيام ثورة25 يناير- ويقول أن بعضهم يحاول توجيه المشاهد,وإقناعه بوجهة نظره الشخصية, وأغلب المشاهدين ضاقوا من ذلك,هذا الأمر وضعناه في اعتبارنا,وعملنا علي أن يحتفظ مقدمي البرنامج بوجهة نظرهم الخاصة,ويتحدثون بحياد شديد, في الوقت الذي لم تنتبه القنوات المنافسة لهذا الأمر, لهذا عندما قامت ثلاث شركات بعد الثورة بعمل بحث عن البرامج الأكثر مصداقية وحيادية جاء' الحياة اليوم' رقم واحد ومازال حتي الآن. ما مدي صحة أن برامج' التوك شو' أساءت لمصر؟ برامج التوك شو لا تسيئ لمصر,وكانت قبل الثورة تقوم بدور الأحزاب السياسية,وكان المذيعين كأنهم رؤساء أحزاب,لعدم وجود أحزاب قوية في مصر في هذا الوقت,فكانت الناس تمارس السياسة عن طريق مشاهدتها للتوك شو التي كانت لها فائدة عظيمة, لكن في بعض الأحيان تصور بعض المذيعين علي أنه قائد ملهم وهذا إنعكس بالسلب علي البرامج, وللأسف هؤلاء المذيعين لم يتغيروا لكن' بدل ما كانوا ماشين يمين مشيوا شمال'!وتعاملوا مع الجمهور المصري كأنه لديه' ذاكرة سمك' وهذا غير صحيح, لكن عموما يمكن الإستفادة من هذه النوعية من البرامج بشكل جيد جدا لو تعاملنا معها علي قدر الحدث وقدمنا من خلالها خدمة إخبارية, إما لو قدمنا الموضوع بشكل أكبرمن حجمه وقتها تشكل إساءة مثل ما حدث في أحداث السفارة الأمريكية,فلابد أن يكون هناك مسئولية للأعلام. يوم9 نوفمبر القادم ستظهر قناة'mbc مصر' للنور وستكون منافسا جديدا وقويا لكم.. ما تعليقك؟ قال ضاحكا: لانسي أن الوكيل الإعلاني واحد, ومع ذلك بينا منافسة, والمنافسة الجيدة لا تخيفني طالما كانت شريفة, والقائمين علي الmbc أصدقاء للحياة سواء الشيخ وليد الإبراهيم, أوعلي جابر, وهما يروا أن هناك انفتاح في سوق الفضائيات,لأنه مؤسسة هادفة للربح, وما يحدث حاليا يطمئنا علي أن السوق سيتسع ويكبر وهذا شيئ يسعدنا. ألست خائفا أن ينحاز الوكيل الاعلاني ل'mbc' ؟ الوكيل الإعلاني محترف, ويعرف عمله جيدا. ماسر إستعانتكم بكلا من' نيشان' و'جورج قرداحي لتقديم برامج في مصر,خاصة أن البعض قلق من هذا الغزو اللبناني علي حساب اللهجة المصرية؟ هذا راجع لقلة المذيعين المصريين الجيدين الذين لديهم حرفية عالية, وحاليا لايوجد لدينا رفاهية اكتشاف الجدد, وفي نفس الوقت هي محاولة لجذب جمهور عربي لمتابعة' الحياة',وهذا ما حدث بالفعل في شهر رمضان الماضي حيث استطاع برنامج' أنا والعسل' الذي قدمه نيشان أن يغزو العالم العربي كله ويحقق نسبة مشاهدة عالية,وعقد' نيشان' مستمر معنا ثلاث سنوات, وسيقدم في الفترة المقبلة برنامج أسبوعي من مصر, وبرنامج آخر في رمضان المقبل, ولا خوف علي اللهجة المصرية,لإنها لن تتأثر بلهجة المذيع. لماذا خصصت قناة تقريبا للأعمال التركية ؟ لأننا وجدنا شغفا من الجمهور المصري لها,وأعتقد أن هذا جرس إنذار لكل المنتجين والمخرجين لكنهم للأسف لا يفهمون! هل تري أنه لابد أن يكون هناك إعادة نظر في صناعة الدراما ؟ بالتأكيد حتي لا تنهار بسب السعر المغالي فيه لبعض النجوم الذين يريدون العمل بمنطق' السبوبة'. ما مدي تدخل د. سيد البدوي مالك' الحياة' في سياسية القناة؟ لا يتدخل علي الإطلاق ومصر كلها تعرف هذا,فهوإنسان رائع ومتفهم وديمقراطي وليس له رأي حتي في ظهور أي ضيف, بل كل ما يهمه المصداقية والمهنية فقط,لهذا بقيت في منصبي هذا لمدة ست سنوات, رغم إنه معروف عني إنني لا أبقي في أي مكان أكثر من سنة أو سنتين.