في الحقيقة أن كمائن حرب الاستنزاف مثلما وفرت قدرا هائلا من المعلومات بعد استجواب الأسري فإنها أوضحت عددا من الدروس المستفادة, أهمها أن العدو لا يضع في اعتباره إمكان مهاجمته نهارا بسبب تعاظم الإحساس بالغرور المطلق والثقة المفرطة بعد نتائج نكسة يونيو .1967 وأيضا فقد أثبتت وقائع كل الكمائن المصرية شرق القناة أن الجندي الإسرائيلي لا يتمكن من إبداء أي مقاومة تذكر عندما يدهمه هجوم مفاجئ مما ساعد الدوريات المصرية علي تنفيذ مهامها المحددة بالسرعة والدقة المطلوبتين ومنع الاحتياطي الإسرائيلي من التدخل تحت ظلال مظلة التأمين, المتمثلة في كثافة القصف المدفعي المصري قبل وأثناء وبعد أي عملية. وقد تأكد بما لا يدع مجالا للشك أن العوامل الرئيسية في نجاح كمائن وإغارات دوريات الاستطلاع تعود أساسا إلي السرية الكاملة والدقة في التخطيط وحسن الانتخاب لمنطقة الكمين, والبراعة في إحداث المفاجأة بوسائل الخداع والسيطرة الكاملة علي أعمال الكمائن بواسطة القيادات الميدانية المتخصصة, فضلا عن أهمية الاستطلاع المسبق الجيد للهدف والتسليح. وأظن أن الدرس الأهم الذي جري استخلاصه بعد سلسلة الكمائن الناجحة هو أن الوسيلة الوحيدة لتحطيم خط بارليف هي الاقتحام المباشر بواسطة أفراد المشاة بعد توفير وسيلة العبور الآمنة لهم من غرب القناة إلي شرقها. وغدا نواصل الحديث.. خير الكلام: طموحك اللا محدود هو سر نجاحك اللا محدود! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله