تروى الاساطير الاغريقية عن شخص يدعى سيزيف كان يعمل بالتجارة لكنه كان مخادعا وجشعا، وخرق قوانين وأعراف الضيافة بأن قتل المسافرين والضيوف وقد صوره هوميروس ومن تلاه من الكتاب واشتهر لديهم بأنه أمكر وأخبث البشر على وجه الأرض قاطبة وأكثرهم لؤما. أغرى ابنة أخيه، واغتصب عرش أخيه وأفشى أسرار الاله زيوس خصوصا اغتصاب زيوس لإيجينا، ابنة إله النهر أسوبوس, وكعقاب من الآلهة على خداعه تم الحكم عليه بان يحمل صخرة ضخمة على كتفيه الى قمة التل ولكن قبل أن يبلغ القمة، تفلت الصخرة دائما منه ويكون عليه أن يبدأ من جديد مرة أخرى. وهى عقوبة مثيرة للجنون قد تؤدى بصاحبها الى الانتحار. واذا كانت الاساطير تعبر عن شطحات الخيال البشرى فان الواقع السياسى لبلادنا يفوق شطحات الاساطير, فبعد ان تم التشكيل الاول اللجنة التاسيسية لوضع الدستور واستبشرنا خير بانه سيتم وضع دستور للبلاد حتى بدأت الطعون علي هذا التشكيل الى ان صدر حكم محكمة القضاء الادارى بمجلس الدولة فى 9 ابريل 2011 بوقف تشكيل الجمعية التأسيسة لوضع الدستور الجديد للبلاد, وبناء عليه تم تشكيل لجنة جديدة برئاسة المستشار الغريانى وتنفسنا الصعداء وحمدنا الله على انه تم تشكيل لجنة دستور بلدنا حتى اقام عددا من المحامين والمراكز الحقوقية 30 دعوى مطالبين بحل تأسيسية الدستور، وأكد أصحاب الدعوى أن التشكيل الجديد للجمعية التأسيسية للدستور جاء مخالفا لحكم محكمة القضاء الإدارى الصادر ببطلان تشكيل اللجنة الأولى، حيث إنها ضمت من بين أعضائها أعضاء من مجلسى الشعب والشورى تحت ذريعة أنه مجرد تمثيل حزبى، ما يعتبر التفافا على حكم المحكمة ومخالفته وعدم تنفيذه وإفراغه من مضمونه القانونى. ان الفارق بيننا وبين سيزيف بطل الاسطورة الاغريقية انه كان ينفذ حكما فرضته عليه الالهة عقابا له, اما نحن فنعاقب انفسنا وبدلا من ان نحمل الصخرة بهمة ونصعد لقمة التل, نتعمد بان نسقطها حتى يضيع الوقت ونبدا فى حملها والصعود بها من جديد… فالتشكيل الجديد لللجنة التاسيسية ضم من بين أعضائها أعضاء من مجلسى الشعب والشورى تحت ذريعة أنه مجرد تمثيل حزبى، وهو ما يعتبر التفافا على حكم المحكمة ومخالفته وعدم تنفيذه وإفراغه من مضمونه القانونى, وهذا يعنى اننا امام مضيعة متعمدة للوقت والجهد, والخوف كل الخوف ان تسقط صخرة سيزيف على رؤوسنا…. نحن الواقفين اسفل التل. المزيد من مقالات وسام أبوالعطا