استنكر علماء الدين شيوع فتاوي التكفير وترويع الآمنين وإراقة الدماء, مطالبين بإنزال اشد العقوبة علي دعاة هذا الفكر. وأكد الدكتور أحمد عمر هاشم, عضو هيئة كبار العلماء, ورئيس جامعة الأزهر الأسبق, أن ظاهرة التكفير في المجتمع أشد خطرا علي الأمة والمسلمين. لأنه لا يجوز لأحد كائنا من كان أن يرمي غيره بالكفر لما في ذلك من مخالفة صريحة للأحاديث النبوية التي تنهي عن ذلك. بدليل قول الرسول صلي الله عليه وسلم, لأسامة بن زيد عندما قتل رجلا قال كلمة الإيمان, أقتلته يا أسامة بعد أن قال كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله, فقال أسامة إن الرجل قد قالها خوفا من السيف ولم يقلها عن صدق وإيمان, فقال الرسول صلي الله عليه وسلم هلا شققت عن قلبه حتي تعلم إن كان قالها صادقا أم لا؟ وظل النبي صلي الله عليه وسلم يقول وماذا تفعل بلا إله إلا الله يوم القيامة؟ حتي قال أسامة بن زيد وددت لو أنني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم, مطالبا من يقترف جريمة التكفير بالتوبة والاستغفار والرجوع إلي الله. وأرجع الدكتور هاشم, شيوع الفكر التكفيري, إلي بعض الشباب المتعجل قليل العلم الذين لا يتبعون فتاوي العلماء الكبار, ويتبعون أهل الأهواء والآراء والأفكار المنحرفة دون أهل الدليل والاستنباط الذين أمر الله تعالي بسؤالهم وقال: فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون. وطالب بإنزال اشد العقوبة علي دعاة التكفير لقوله تعالي:إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم. من جانبه دعا الدكتور أحمد محمود كريمة, أستاذ الشريعة الإسلامية إلي التحرز من تكفير المسلم والتحرز من تكفير أهل الكتاب, مطالبا كل المؤسسات الدينية والإعلامية بالتصدي لظاهرة التكفير التي تستهدف تحويل سيناء إلي أفغانستان مصر, كما طالب بإنشاء هيئة عليا للدعوة الإسلامية وإنشاء وزارة للشئون الدينية تعني بالدين المسيحي والإسلامي ودور العبادة, وفرض مراقبة جادة للقنوات الدينية سواء للإسلام والمسيحية وحماية الوطن من وباء فكرة التكفير. وحول بروز تكفير الآخر في المجتمع المصري ورمي غير المسلمين بالكفر يؤكد الشيخ محمود عاشور, وكيل الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية, أن أمر الناس عند الله, وان الله تبارك وتعالي لم يفوض أحدا ليقول هذا كافر, ولا سلطان لأحد علي قلوب الناس إلا رب العزة, وأضاف قائلا: إن أبناء مصر منذ الفتح الإسلامي كانوا أمة واحدة وقوة واحدة وكتلة واحدة, وكانوا أقباطا قبل الفتح, ولم يرسل الرسول للمستعمر الروماني ليدخل الإسلام, ولكن أرسل للمقوقس رسالة قال له فيها إلي المقوقس عظيم أقباط مصر أسلم تسلم يؤتك الله الأجر مرتين وقال تعالي: قل يا أهل الكتاب تعالوا إلي كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون وجاء الرسول إلي المقوقس واستقبله استقبالا عظيما وأرسل للرسول هدايا واستقبل النبي الهدايا وتزوج من ماريا القبطية وهو نسب قديم وصلة قديمة ولم يقل الرسول عن ماريا أنها كافرة ولكنه تزوجها. كما أوصانا رسول الله صلي الله عليه وسلم بأهل مصر خيرا حين قال: استوصوا بقبط مصر خيرا فإن لهم نسبا وصهرا.