واضح من خطاب الرئيس اوباما بالأمم المتحدة أن التحدي الأكبر أمامه هو العنف والكراهية التي تعبر بها شعوب دول الربيع العربي عن مشاعرها التلقائية تجاه أمريكا..هي دول مد لها يد المساندة ودعم ثورات شعوبها.. فجاء خطابه ليعبر عن الضيق والغضب من تخاذل القيادات الجديدة بتلك الدول في اعادة توجيه هذا التيار المعادي..وربما يحملها مسئولية مباشرة في حشد الجماهير ضد أي عدو مصطنع بالداخل أوالخارج لشغلها عن مشاكلها الحقيقية, خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية.. ذلك بدلا من العمل والاصلاح..وجاء امتناعه عن مقابلة أي من القيادات الحاضرة تعبيرا عن هذا الاستياء..ولكن يبقي التحدي أمامه ليمثل له عثرة كبري قبل شهرين من الانتخابات..ويبدو أن أحداث العنف الأخيرة ضد سفاراته ودبلوماسييه,وأيضا اتهامات منافسه الجمهوري رومني له بالفشل وسوء التقدير قد هزت ثقته ودفعته لاعادة النظر في مواقفه وقناعاته..وهو الذي تحدي مستشاريه بالخارجية والدفاع حين ألقي بكل ثقل أمريكا للوقوف الي جانب الشارع العربي..فهل يتراجع أم يواصل مساندته لصالح الأمن القومي الأمريكي؟وكيف يتعامل مع تلك المنطقة الغارقة في الفوضي؟هنا يأتي الاختبار الحقيقي لقوة أعصابه ومهاراته الدبلوماسية..وسوف يتعين عليه أن يدرك أن مواصلة الدعم الاقتصادي والعسكري الذي تعهدت به الوزيرة هيلاري للرئيس مرسي بنيويورك لايكفي لازالة التوتر بين الدولتين,أو لتحجيم الغضب الشعبي المتراكم منذ عقود..فهناك قواعد جديدة يجب بناء تلك العلاقات علي أساسها,ذكرها الرئيس المصري لصحيفة نيويورك تايمز..هي التعامل بمزيد من الاحترام لقيم المنطقة ولتاريخها وثقافتها..اعادة احياء التحالف مع مصر باعتباره حجر الأساس للاستقرار الاقليمي..المساعدة في بناء دولة فلسطينية,والوفاء بالتزاماتها تجاه كامب ديفيد اذا ماأرادت واشنطن احترام مصر لمعاهدتها مع اسرائيل..وهنا لن تصبح مصر معادية لأمريكا,ولن تكون خاضعة أيضا. المزيد من أعمدة سلوي حبيب