وقعت الشعوب العربية والاسلامية,بانفعالاتها غير المنضبطة,في شرك مؤامرة من اثنتين:قد تكون حيلة خبيثة لحفنة من المتطرفين المهلوسين الشواذ بأمريكا لإشعال نيران الفتنة بين المسيحيين والمسلمين وحكامهم الجدد بمصر.. وربما تكون مؤامرة سياسية مدروسة تستهدف الداخل الأمريكي بالأساس,وهز شعبية الرئيس أوباما وحزبه الديمقراطي لإسقاطهما في الانتخابات المقبلة.. وفي هذه الحالة يكون المتآمرون من اليمين الأمريكي وأنصار إسرائيل, استغلوا الحفنة الموتورة لتنفيذ هدفهم..وقد يكون الهدفان مجتمعين في مؤامرة واحدة..وماكان علي المتآمرين سوي استغلال الحساسية الدينية لدي المسلمين لكي تؤجج النيران في أوطانها..وللأسف لايتعلمون الدرس..وبصرف النظر عن أهداف الفتنة الواضحة والخفية,جاءت الغضبة الشعبية الدموية الهدامة لتكشف عن رفض عام في مصر والدول العربية والاسلامية لقوي الغرب ممثلة في أمريكا,ورغبة في تدمير نشاطاتها الدبلوماسية,بدليل الاعتداءات غير المشروعة علي65 سفارة وقنصلية أمريكية لاعلاقة لها بالفتنة..وتكشف كذلك عن رغبة في الانتقام من إساءات رسمية سابقة لأمريكا والغرب,مثل حروب أفغانستان والعراق,والتعذيب بالسجون,والمعايير المزدوجة للسياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية..وفي المقابل يشتد الغضب الأمريكي وتصبح المصالح فيما بينها ودول الربيع العربي مهددة, فتعيد الادارة الأمريكية النظر في مساندتها للثورات العربية وتمكينها للجماعات الاسلامية من الحكم..ولايخفي علي أحد رغبة رجل الشارع بدول الربيع العربي في استعراض عضلاته أمام حكومته وفرض إرادته عليها,مما يشكك في مدي تحقق الاستقرار,وفي قدرة الدولة علي السيطرة..وقد يدفع للاعتقاد بأن الحكومة ذاتها تقف وراء انفلات الشارع..وبعد قليل ستهدأ الغضبة,لكنها ستخلف جروحا عميقة وخسائر علي كل المستويات..وستترك أوباما في موقف لا يحسد عليه..هي فرصة لمنافسه الجمهوري رومني الكاره للعرب لاتهامه بالفشل وسوء التقدير. المزيد من أعمدة سلوي حبيب