جاءت تهديدات كل من الرئيس الأمريكى باراك أوباما، ووزيرة خارجيته هيلارى كلينتون، للدول الإسلامية، ووصفهما للمتظاهرين بالغوغائيين، لتؤكد أن الأيام المقبلة ستشهد تصاعدًا فى وتيرة الأحداث بشكل يصعب السيطرة عليه، وبما لا يحمل الخير لمستقبل العلاقات الأمريكية العربية. ووصف الدكتور نجيب جبرائيل تصريحات هيلارى كلينتون بالمستفزة، مؤكدًا حق الشعوب الإسلامية فى الغضب من الإساءة لرمز دينى كبير. وقال إن الإدارة الأمريكية كان بوسعها تفادى التصعيد الاسلامى عبر ترضية الشعوب الغاضبة، موضحًا أن الترضية يمكن أن تشمل زيارة عاجلة لمبعوث أمريكى لاحتواء الأزمة وتوضيح الموقف والتعهد بالملاحقة القانونية لصناع الفيلم المسىء للرسول. وأضاف جبرائيل أن العلاقات المصرية الأمريكية اصبحت علي المحك بعد تصريحات كلينتون ومن قبلها الرئيس أوباما الذى قال فيها إن القاهرة ليست حليفًا ولا عدوًا. وحذر من تداعيات توتر العلاقات المصرية الأمريكية من وقف قرض صندوق النقد الدولى وعرقلة الاستثمارات الأجنبية ووقف منح دول صديقة للولايات المتحدة مثل قطر والسعودية. من جانبه قال الدكتور محمد الجوادى المفكر السياسى إن الولاياتالمتحدةالأمريكية ساندت ثورات الربيع العربى، وأضاف: «تلك الثورات لم تكن لتنجح دون روح التعاون التي أبدتها واشنطن تجاه الشعوب الثائرة». ووصف الجوادى تصريحات كلينتون بالمعقولة الخالية من العدائية، معتبرًا إياها «إشفاق من الأخت الكبيرة». ودعا إلي اصطفاف النخبة المصرية حول رئيس الجمهورية لاتخاذ إجراءات اعلامية وفكرية عاجلة لاحتواء الأزمة. وقال الدكتور عبدالله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق إن الهجوم علي سفارات أمريكا فى عدد من الدول الاسلامية يعد مؤامرة علي ثورات الربيع العربى، موضحًا أن التعبير عن الغضب من الإساءة للرسول مشروع لكن طريقة التعبير هى غير المقبولة. ووصف مهاجمى السفارات الأجنبية بالبلطجية المأجورين من رموز النظام السابق لاحداث فتنة طائفية و«ربكة» للرئيس المنتخب محمد مرسى. وتوقع أن تكون الأزمة الراهنة من تدبير جهات صهيونية لاحداث وقيعة بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية. ولفت الأشعل إلي استغلال الحزب الجمهوري الأمريكى للأزمة علي حساب الديمقراطيين لكسب تأييد شعبى خلال الانتخابات الرئاسية المرتقبة. اعتبرت داليا زيادة، المديرة الاقليمية لمنظمة المؤتمر الاسلامى الأمريكى تهديدات أوباما ووزيرة خارجيته كلينتون رسالة بأن مصر لم تعد دولة صديقة وحليفة كما كانت فى السابق، وأن هذا ينذر بشن حرب علي ليبيا أو غيرها من الدول التى اعتدت علي دبلوماسيين أمريكيين، وأوضحت زيادة أن الحزب الديمقراطى قادر علي فعل أى شىء واتخاذ أى رد فعل من شأنه كسب الرأى العام الأمريكى، خاصة ونحن علي أبواب الانتخابات الأمريكية. وعبرت أمينة المرأة بحزب العدل عن رفضها لما يحدث أمام السفارة الأمريكية جراء الفيلم المسىء للرسول «صلى الله عليه وسلم» قائلة «الفيلم أثار حفيظتنا جميعًا، لكن هذا لا يعنى أن نرد بشكل غير حضارى، كما أوصانا رسولنا الكريم». وحذرت زيادة من اشتعال العنف خاصة أن الغضب يتطور كل يوم، فبدأ بالسفارة الأمريكية ثم أصبح مع الداخلية وربما غدًا يكون مع إخواننا المسيحيين بما ينذر بفتنة طائفية. وأكدت مديرة المنظمة الاسلامية الأمريكية أن القائمين علي الفيلم المسىء للرسول «لعبوها صح»، وخططوا لنشر الفوضى فى البلاد، وهذا ما يفسر عرض الفيلم فى جميع الدول الإسلامية بالتزامن مع أحداث الحادى عشر من سبتمبر. وقال كمال خليل، رئيس حزب العمال، ان ردود الفعل العنيفة، ومحاولات اقتحام السفارة، كلها أمور دعت الولاياتالمتحدة إلى التهديد بالرد بالقوة والعنف علي مثل هذه التجاوزات، وعبر خليل عن رفضه لتصريحات كلينتون المسيئة للعرب، مبديًا انزعاجه من تطور هذه التهديدات إلي إجراءات فعلية علي أرض الواقع. من جانبه التمس عادل عبدالمقصود، رئيس حزب الأصالة، العذر للإدارة الأمريكية قائلاً: «من حق الولاياتالمتحدة الدفاع عن رعاياها، بالطريقة التى تناسبها، خاصة أن ردود الفعل الغاضبة، جاءت مبالغًا فيها، وراح جراها دبلوماسيون لا ذنب لهم ولاعلاقة لهم من قريب أو بعيد بالفيلم. وأكد عبدالمقصود ضرورة التظاهر السلمى والتعبير عن الغضب بطرق سلمية من شأنها إثارة التعاطف مع المسلمين، وليس ما يحدث الآن من حرب شوارع. وفى نفس السياق أكد معتز محمود، نائب رئيس حزب الحرية، أن الهدف الأول للفيلم سياسى، وهو الوقيعة بين أمريكا وشعوب العالم الإسلامى، وكذلك بث الفتنة والفرقة بين المسلمين والمسيحيين فى مصر. وأشار محمود إلي وجود سبل دبلوماسية عديدة للرد علي الفيلم أفضل من العنف مثل حظر البضائع الأمريكية مثلما فعلنا مع هولندا، أو عمل حظر اقتصادى خاصة من قبل دول الخليج، والذى قد يدفع أمريكا إلي تقديم اعتذار رسمى. وأشار محمود إلي أن التهديدات الأمريكية هى أولى الرسائل، مؤكدًا أن الإدارة الأمريكية ستصر علي الثأر لكرامتها وكرامة رعاياها.