ازعجني كثيرا تقرير نشرته الصحف أخيرا صدر عن المركز القومي للبحوث الإجتماعية يؤكد ان نسبة الزواج العرفي بين طلبه الجامعات قد وصلت إلي 37% من خلال دراسة اجريت علي 2616 طالبا وطالبة.. الدراسة شملت 18 جامعة من بينها جامعات القاهرة وعين شمس وحلوان والأسكندرية وبنها والمنوفية والمنيا والفيوم والمنصورة ثم وصلت إلي الجامعات الخاصة في أكاديمية الإعلام والبحرية ومودرن اكاديمي والمعهد العالي للخدمة الإجتماعية.. الدراسة تقول ان السبب في انتشار هذه الظاهرة الإجتماعية الخطيرة هو غياب رقابة الأسرة وإرتفاع تكاليف الزواج وقبل هذا كله البطالة ودور أجهزة الإعلام بمسلسلاته وبرامجه التي شوهت كل العلاقات الأسرية في المجتمع.. تؤكد الدراسة ايضا ان الزواج العرفي انتشر بصورة كبيرة في السنوات العشر الأخيرة امام تراجع نسبة الزواج والظروف الإقتصادية الصعبة وإرتفاع سن الزواج بين الشباب والفتيات وزاد من حجم الأزمات مشكلة الإسكان.. ويتراوح سن الزواج العرفي بين 18 و23 سنة.. ولا شك أن الدراسة تعتبر شيئا خطيرا وتقدم لنا صورة قاتمة لما وصلت إليه الأحوال الإقتصادية والأسرية في المجتمع المصري, هذه الظاهرة حصاد سنوات الخراب الإقتصادي ونهب ثروات الشعب والإعتداء الضاري علي حق المواطن في حياة كريمة طوال سنوات العهد البائد الذي جرف كل مقومات هذا الوطن.. ان هؤلاء الشباب الذين يعيشون هذه الظاهرة ضحايا مجتمع فقد الرحمة وحكومات فرطت في مسئولياتها واصحاب قرار كان همهم الأول والأخير تأمين مستقبل ابنائهم حتي ولو كان ذلك علي حساب مستقبل الملايين الضائعة من فقراء هذا الشعب.. هذا ما خلفه لنا العهد البائد الذي قام بتوزيع موارد الدولة في ثلاثين عاما وترك لنا طبقة جديدة إستباحت كل شيء بينما سقط حزب الفقراء حزب الأغلبية الكاسحة من سكان العشوائيات في هذا الواقع الكئيب هذه الظواهر الإجتماعية التي اجتاحت حياة المصريين تبدأ بالبطالة وتنتهي بكل مظاهر الفقر إبتداء بسكان العشوائيات وهم بالملايين وتنتهي بأطفال الشوارع والزواج العرفي والجرائم والمخدرات والسبب في ذلك كله غياب العدالة. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة