شبرا ملس.. إحدي قري مركز زفتي بمحافظة الغربية, يبلغ عدد سكانها نحو40 ألف نسمة, أشتهرت منذ زمن بزراعة الكتان وتصنيعه. حتي بلغت جملة المساحة المزروعة به50 ألف فدان, منها90% خارج نطاق القرية. قصدها الصينيون قبل ثلاث سنوات حيث معقل انتاج الكتان.إلا أن أبناءها باعوا10 آلاف طن كتان, بإجمالي200 مليون دولار.. وهجروها الي إيطاليا. يؤكد عبدالله أبوحسين, عضو مجلس الشعب عن دائرة زفتي, رئيس جمعية منتجي الكتان علي مستوي الجمهورية أن السنوات الثلاث الماضية كانت عجافا علي أهالي قرية شبرا ملس, حيث تأثرت زراعة الكتان وصناعته, بسبب عملية الخصخصة التي تمت في شركات الكتان, مشيرا الي أن نشاطنا يعتمد علي التسويق الداخلي والتصدير.. ولم يعد هناك تسويق داخلي بسبب بيع شركتي: طنطا للكتان, والمنصورة للخشب الحبيبي, كما توقفت شركة الإسكندرية للكتان والقطن عن العمل في الكتان الأمر الذي أدي الي تدهور صناعة الكتان, فوصل سعر الطن منه الي أقل من6 آلاف جنيه, بعدما كان أكثر من12 ألفا, وأضاف أن التدهور أصاب أيضا قطاع زراعة الكتان بسبب ارتفاع إيجار الأرض الزراعية, وكذلك أسعار الأسمدة والمبيدات, ومن ثم زاد عدد العاطلين عن العمل, بعد أن كان الكتان زراعة وصناعة يستوعب كل الأيدي العاملة بقرية شبرا ملس والقري المجاورة.. مما دفع شباب القرية الي طريق الهجرة غير الشرعية, ويطالب عبدالله أبوحسين عضو مجلس الشعب رئيس جمعية منتجي الكتان بضرورة إقامة منطقة صناعية خاصة بالكتان علي أرض شبرا ملس, خاصة أنه يوجد نحو400 فدان موزعة علي معاطن الكتان بالقرية, وهي مساحة تكفي لإقامة هذه المنطقة, من أجل جذب استثمارات مصرية وأجنبية حتي نكون جادين في القضاء علي أسباب الهجرة غير الشرعية. ويشير العشماوي عبدالمعز حسين بالوحدة المحلية بقرية شبرا ملس أن مصانع الكتان تحولت الي مزارع للدواجن, حيث أصبحت فترة التصنيع لا تتجاوز شهرا بعد أن كانت6 أشهر, وبالتالي لم يعد الشباب يجد عملا, مما جعله يسلك الطريق نحو الهجرة غير الشرعية الي إيطاليا, والتي بدأت منذ عام1988, وجعلت الناس ينقسمون في القرية الي قسمين: غني فاحش وفقر مدقع( مش لاقي ياكل). ويبقي سؤال هل تعود قرية شبرا ملس بمركز زفتي بالغربية الي سابق عهدها من الشهرة في زراعة وتصنيع الكتان.. أم تظل تبحث عن الشهرة في هجرة غير شرعية يدفع فيها الشباب أرواحهم ثمنا لها!.