عجيب أمر هؤلاء الذين كلما اشتدت من حولهم الأزمات وتراكمت فوق ظهورهم المشكلات نجدهم يستسلمون لهذا الوضع المؤلم ويشكون مر الشكوى من الحياة التى يعيشونها.. على الرغم من أنه لو «شغل» الواحد منهم عقله ولو للحظات ثم ترك الأمر لصاحب الأمر لعرف كيف يخرج من تلك الحالة بنتائج مذهلة فقد قال المولى عز وجل «وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ». بينما كنت أفكر فى أمر هؤلاء الذين يستقبلون المشكلات بيأس شديد وينتظرون الموت باستسلام ودون أى مقاومة تذكرت حكاية «الحصان» الذى سقط فجأة فى بئر عميقة كانت جافة فاكتشف صاحبه انه من الصعب انقاذه وجمع أهل القرية وقال لهم ان تكلفة إخراج الحصان تساوى نفس ثمن شراء حصان جديد صغير السن بدلاً من هذا «العجوز» وقرروا ردم البئر لأنه بالفعل يمثل خطراً بالنسبة لأهل القرية وبدأوا فى إلقاء التراب وكان الحصان يصهل بحزن شديد بسبب «غدر» صاحبه و«قلة اصله» فقد شعر بأن الموت يقترب منه بالفعل. ولكن بعد فترة من إلقاء التراب عليه توقف الصهيل فتعجب صاحبه ونظر من اعلى ليستكشف حقيقة الأمر وكانت المفاجأة بالنسبة له أنه وجد الحصان كلما سقطت فوقه حفنة تراب يهز ظهره فتسقط تحته فيقف عليها وهكذا بحفنة وراء أخرى أصبح الحصان يجد تحته ما يجعله يصعد الى اعلى بالتدريج وبعد أن ازدادت كمية التراب ارتفع الحصان بالقدر الذى جعله يقترب من فتحة البئر فقفز قفزة مفاجئة أدهشت الجميع لأنها أخرجته بالفعل سليماً من هذه البئر. هكذا فعل الحصان حينما ادرك أنه ميت لا محالة.. بينما نحن كلما تعرضنا للمزيد من المشكلات نجلس فى يأس نندب حظنا العثر ونضع الأيدى على «الخدود» دون أن نجهد انفسنا حتى ولو بمجرد التفكير فى إيجاد حل على الرغم من علمنا بأن مجرد التفكير سوف نأخذ عليه «أجر المحاولة».