الحلو ما يكملش فى مكاتب البريد أو «البوستة» بالبلدى كما يحلو للسكندريين تسميتها،فما رأيته بعينى خلال شهر رمضان فى مكاتب البريد أصابنى بحالة من الغضب، فالحلو صحيح ما يكملش، فالمكاتب التى تم تحديثها وإدخال أحدث النظم التكنولوجية فيها وطلاؤها واختيار شعار جميل ملون لخدماتها مازالت تعانى البيروقراطية وإهمال الموظفين وتكاسلهم، وأصبحت الجملة الأشهر فى مكاتب البريد «معلش ..آسفين السيستم واقع» تتردد على ألسنة الموظفين، ولا أحد يعلم إذا كان الموظفون صادقين أم أنها وسيلة للتهرب من العمل، مما ينعكس بالسلب على المواطنين الذين جاءوا لقضاء مصالحهم، فيعم السخط والغضب وتتعالى الأصوات وتبدأ المشاجرات وقد تنتهى بتبادل السباب بين الموظفين والمواطنين، الذين أصيبوا بالغضب لضياع وقتهم وعدم انقضاء أعمالهم، والمصيبة الأفدح هو ما يعانيه أصحاب المعاشات الذين يقفون بالساعات انتظاراً لدورهم أو انتظاراً للفرج كما قال لى أحدهم، فقد شاءت الظروف أن أقوم بعمل عدة تحويلات من مكاتب مختلفة ثمناً لبعض الكتب التى اشتريتها من القاهرة وهنا كانت المشكلة فالمكاتب مزدحمة حتى جلس البعض فى الشارع أمام الأبواب والسيستم غالباً واقع، والعجائز يجلسون فى حزن وقهر انتظاراً لصرف المعاشات، أما المصيبة فكانت فى المكاتب المفتوحة والموظفين الذين يلهون على الموبايلات أو يقفون أمامها ويمنعون المواطنين من الدخول بحجة أن المكتب يغلق أبوابه فى الساعة الواحدة والنصف ظهراً، أى والله هذا ما قاله لى الموظف بالحرف الواحد فى مكتب بريد الشلالات بالإسكندرية، وحينما راجعته وطلبت المدير، قال لى أنا المدير وهذه هى التعليمات، أى تعليمات هذه التى تزيد العبء على المواطنين ؟ وأين رقابة الوزارة على هؤلاء الموظفين الذين يتحكمون فى أرزاق ومعاشات العجائز ؟ حتى إن أحدهم أخبرنى والدموع فى عينيه أنه اضطر للمبيت فى العراء أمام مكتب البريد حتى يتمكن من الدخول مبكراً لصرف معاشه قبل الأعياد … أين الرقابة ؟ أين المتابعة ؟ أين الثواب والعقاب ؟ وإذا كان السيستم خائبا ويقع باستمرار، فمتى يتم إصلاحه وحل مشكلاته ؟ وإذا لم يكن كذلك فلابد من ردع الموظفين الذين يزيدون الضغط على المواطنين ويتلاعبون بهم … استقيموا يرحمكم الله، أو استفيقوا يرحمكم الله .. لمزيد من مقالات أمل الجيار