ما حدث أمس الأول الاثنين، حال استطلاع هلال رؤية شهر شوال لتحديد موعد عيد الفطر المبارك، أثار جدلا كبيرا ، فالمتابع الجيد لاستطلاع الأهلة عبر السنوات العديدة، يدرك تمام الإدراك انه لا تعارض بين العلم والشرع، فهما يكملان بعضهما ولا يتناقضان. وباستقراء سريع لما يصوره ويتوهمه البعض من وجود تعارض بين العلم والشرع، نجد أن هذا تصور خاطئ، فليست هى المرة الأولى ولن تكون الاخيرة، حينما تأتى رؤية الهلال من خلال المؤسسة الرسمية الأولى المعنية لاستطلاع الاهلة، وهى دار الإفتاء المصرية التى لها الخبرة العلمية والشرعية المؤهلة لها تمام التأهيل، لأن تقوم بدورها فى كل جانب من جوانب تخصصها، والتى من بينها استطلاع الاهلة. ففى استطلاع شهر شعبان من العام الهجرى الحالى منذ شهرين، حدث أن أعلن مسبقا معهد البحوث الفلكية هلال شهر شعبان فلكيا، ثم جاء استطلاع دار الافتاء المصرية لهلال شهر شعبان غير ذلك، كما حدث ذلك منذ عدة سنوات بوجود اختلاف بين الفلك ورؤية الأهلة. وفى الوقت نفسه، أعلنت بعض الدول العربية استطلاعها لهلال شهر شعبان غير ما أعلنته دار الافتاء المصرية، ولم يحدث الجدل الذى شهدناه امس الاول، ولكن تبقى نقطة فى غاية الأهمية وهى من المتسبب فى ذلك الجدل الوهمى الذى حدث فى استطلاع هلال العيد؟ يمكن القول إن المتسبب فى هذا الجدل أناس غير مسئولين ولا يدركون المسئولية، فمنذ متى نأخذ رؤية الهلال من الصفحات الشخصية على »فيسبوك« أو المواقع غير المسئولة ، التى تعلن رؤية الهلال قبل مغرب شمس يوم التاسع والعشرين ونترك الجهات الرسمية المسئولة عن ذلك؟ كل ذلك يؤكد أن موقف دار الإفتاء المصرية ثابت دائما من اعتماد اللجان العلمية والشرعية والطرق والأساليب الحديثة فى استطلاع الاهلة، ولها ضوابط واضحة فى هذا الامر يؤكدها دائما فضيلة الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية.