يتأثر الذوق العام بوسائل الإعلام والأعمال الدرامية التى تعرض على الشاشات خصوصا فى شهر رمضان المبارك الذى تلتف فيه الأسرة بكل طوائفها العمرية لتتابع البرامج والمسلسلات.. وهذا العام وجه المجلس الأعلى للإعلام رسائل تحذيرية واضحة ومحددة واتخذ إجراءات رادعة تتمثل فى فرض عقوبات وغرامات مالية تصل إلى 250 ألف جنيه فى حالة المخالفة.. إلا أننا فوجئنا بهجمة شرسة من هذه المخالفات وصل حجمها الى ما يقرب من 1000 مخالفة فى 18 مسلسلا مع انتصاف الشهر الكريم! تنوعت مابين مشاهد عنف وتدخين ومخدرات وإيحاءات غير لائقة وانتهاك لقوانين الطفل فى تحد صارخ لكل التنبيهات والتحذيرات السابقة والحالية، بل وفى تحد لقيم مجتمع أصيل لا تسوده فى حقيقة الامر مثل هذه المفردات البذيئة والشاذة.. ترى عمن يعبر كتاب الدراما؟ عفوا لن نفترض حسن النية من جانبهم لنقول إنهم يحذرون من نماذج سلبية فيقومون بتجسيدها للتوعية.. مهنة الكتابة بالقطع لها قدسيتها وآدابها؛ لانها تسهم فى تشكيل الوجدان العام، بل إنها من خلال الاعمال الدرامية تكاد تكون خط التماس الاول الذى تتلمس فيه فئات المجتمع القدوة والنموذج فى السلوكيات ومفردات الحوار..ومن هنا نطالب بتفعيل قرارات المجلس الأعلى للإعلام وأن تخرج الى حيز التنفيذ..بل إنه لمزيد من الردع والحسم فإننا لا نبالغ عندما نقترح ان تصل العقوبة الى المنع من الكتابة لبعض الكتاب والمؤلفين ممن أكد تاريخهم تعمد إفساد الذوق العام، فتحولت على أيديهم الدراما إلى اداة لنشر البلطجة الخشنة، بعد أن كانت من قبل وعلى أيدى روادها فى الزمن الجميل قوة ناعمة تحمل وبحق كل معانى الرقى والسمو. لمزيد من مقالات أمل إبراهيم سعد