أيام وأسابيع صعبة وشائكة تعيشها إيران حاليا لعلها المرة الأولى منذ أربعة عقود ومنذ قيام الخومينى بالثورة عام 1979 الذى يشعر فيها ملالى النظام الإيرانى أن سماء طهران باتت ملبدة هذه الأيام بالعواصف والأنواء والأعاصير والغيوم وقد تمطر هذه المرة حربا خارقة لن تبقى أو تذر إذا قرر الرئيس الامريكى ترامب إعطاء الضوء الأخضر وقرر تحويل الآلة والحشد العسكرى فى المنطقة والخليج إلى جولات حربية لردع وتطويق إيران ووكلائها وإحداث الزلزال العسكرى المرتقب اذا استمر قادة الحرس الثورى وجنرالات الجيش هناك فى تحدى واستفزاز ترامب أو تغيير قواعد اللعبة والاشتباك معه وقد لا تقع الحرب ويتخلى كلا الطرفين الأمريكى والإيرانى عن سياسة العناد ويتحلى كل من ترامب والمرشد الإيرانى على خامنئى هذه المرة بالحكمة وصوابية العقل ومنطق الأمور ويجنحان إلى القبول بالمفاوضات غير المباشرة التى تقودها وتتولاها كل من سلطنة عمان حيث ربما تنجح جولات وزير الدولة العمانى يوسف بن علوى المكوكية بين طهران وواشنطن وكذلك الحال لوساطة سويسرا هذا البلد الذى يرعى المصالح الامريكيةالايرانية منذ قيام الثورة الايرانية 1979 وهنا ستتوقف آلة الحرب العسكرية الامريكيةالايرانية وأن كانت البوارج الحربية الأمريكية ومنصات وقاذفات الصواريخ وآلاف الجنود الذين يتواجدون حاليا فى الخليج سيظلون سيفا مصلتا على رقاب الايرانيين حيث سيبدأ العد التنازلى لتقديم ايران المزيد من التنازلات بشكل تدريجى إذا قرروا النجاة بأنفسهم وتجنب سيناريو الحرب العراقية عام 2003 عندما أطاح جورج بوش الابن بحكم صدام حسين ونظام حكم البعث ولكن مع إدارة ترامب سيكون الوضع أصعب فى حالتى الحرب أو المفاوضات غير المباشرة حيث لاهدف ولا مغزى للرجل سوى تكسير أقدام إيران فى المنطقة وحشرها فى الزاوية هى ووكلائها وأدواتها سواء حزب الله فى لبنان أو الحشد الشعبى فى العراق أو الحوثيين فى اليمن فى الزاوية وانهاء أسطورة تلك التنظيمات الإرهابية ومايحدث حاليا من فرض الحصار على طهران وتدشين سياسة تصفير النفط والغاز الإيرانى وفرض لائحة عقوبات ومطالب بومبيو وزير الخارجية الأمريكى الاثنى عشر والتمسك بتغيير سلوك إيران المؤذى فى المنطقة إلى الأبد إلا أن أولى الخطوات على تركيع إيران وربما القادم لها فى الداخل وحتى فى المنطقة ولوكلائها سيكون الأسوأ ما ينتظر إيران فى كلا الأحوال حرب أو مفاوضات سيكون تجرع كأس السم تدريجيا حيث من الآن عليها الأخذ فى الحسبان أن زمن المراوغات والتسويف قد ولى بلا رجعة وأنه قد آن وصار الوقت الذى عليه فيه دفع فاتورة حساب السنوات الأربعين الماضية وتسديد أثمان عمليات نسف السفارة الامريكية ومقر قوات المارينز الأمريكى وقتل أكثر من 240 ضابطا وجنديا كل ذلك فى الثمانينيات، بالإضافة إلى ضرب المدمرة كول فى اليمن وغيرها من المصالح الأمريكية فى الخليج ودول إفريقيا والتاريخ يسجل عشرات العمليات فى السنوات الثلاثين الماضية وبالتالى القادم لطهران سيحمل دوما السيناريوهات السيئة والأصعب ولن يتحول الوجود الأمريكى فى الخليج الى فرصة سانحة كما يقول ويردد قادة الحرس الثورى الايرانى، وانهم سيحولون البوارج والقواعد العسكرية وكل الجنود الامريكيين فى المنطقة إلى اللحم المطبوخ تحت أسنانهم أى يسهل ضربهم وفرمهم ولكن أمامنا على الجانب العربى والإسلامى نحن فى المقابل فرصة لا تعوض للخلاص من هذا الأذى والتهديدات الايرانية إلى الأبد عبر تغيير قواعد اللعبة السياسية والاشتباك الدبلوماسى لحشر وردع سياسات طهران ونزع الغطاء الإيرانى عن عصابات الارهاب فى المنطقة وكذلك إنهاء سياسات التهديد والوعيد الايرانى لدول الخليج والمنطقة حيث هناك فرصة لا تعوض فى اليومين القادمين خلال القمم الثلاث الخليجية والعربية والإسلامية الذى تقرر عقدها فى مكةالمكرمة بمبادرة سعودية ناجحة حيث كان قرارا ذكيا بعقد هذه القمم على التوالى لوضع الدول الخليجية والعربية ومن ثم المجموعة الاسلامية كاملة أمام مسئولياتها فى مواجهة هذه الاستفزازات والتحرشات الإيرانية غير المسئولة وأظن أن الخطأ الأحمق وتلك الافعال الخرقاء التى ارتكبتها إيران فى الأيام الماضية مثل ضرب السفن الأربع فى السواحل الشرقية لدولة الامارات العربية وفى منطقة بحر عمان، وكذلك استهداف محطتى ضخ النفط فى المملكة العربية السعودية بأدوات وإذرع حوثية وبأوامر إيرانية سيغير قواعد اللعبة تماما وما سيحدث فى هذه القمم من تحركات ونقاشات ويتخذ من سياسات وقرارات وليس بيانات هذه المرة ومحاولات لردع وتطويق إيران لن يكون بأى حال كما كان قبل وقوع هذه العمليات حيث ستتغير قواعد المواجهة السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والأمنية من دول هذه القمم باستثناء بلدين مارقين فقط هما تركيا وقطر باتجاه إيران حيث هناك فرصة حقيقية لتكبيل إيران فى المزيد من أزماتها الداخلية، سواء المعيشية والاقتصادية والاجتماعية وحالة الفقر والفاقة للإيرانيين فى الداخل كفيلة بانقضاضهم على نظام الملالى، وكذلك توسيع دائرة الحركة والرؤية بشأن تحجيم وردع وحشر نظام إيران ووكلائها وسياساتها فى المنطقة فى الزاوية حيث هناك فرصة حقيقية قد لا يجود بها الزمان أمام حالة الضعف الإيرانى حاليا ولذا يجب على قادة القمم الثلاث وضع استراتيجية تحرك خليجى وعربى وإسلامى لتحجيم وتكسير أقدام إيران بشتى الطرق بعيدا عن العمل العسكرى لأن هذا وحده الولاياتالمتحدة ستتكفل به إذا دعت الضرورة حيث هناك مجالات وأصعدة كثر امام دول وقادة القمم الثلاث لتنفيذ هذه الاستراتيجية وقبل هذا ضرورة أدوات المواجهة بشأن رفض ووقف سياسات التمدد والتغلغل الايرانى فى المنطقة التى تتبعها منذ بداية الثمانينيات لتصدير الثورة وأفكار الخومينى الى دول المنطقة وقبل هذا وذاك لابد من استعادة القرار عربيا فى العواصم الأربع التى اختطفتها إيران، وكانت تتباهى بذلك حتى اليوم وأقصد سورياوالعراقولبنان واليمن وبالتالى عندما تعتمد كل هذه السياسات والسيناريوهات من قبل القمم الثلات فى مكة بحق إيران ستنتهى أسطورة الشر والإرهاب الإيرانى فى المنطقة ولا ننسى أن القادم فى كل الأحوال سيحمل لإيران الأسوأ ومع رئيس مثل ترامب ستنتهى إمبراطورية فارس وتختفى سياسات التهديد والغطرسة الإيرانية فى المنطقة إلى الابد. لمزيد من مقالات ◀ أشرف العشرى